مهجرو أم باطنة يصلون إلى إدلب بعد 30 ساعة من المعاناة

مهجرو أم باطنة يصلون إلى إدلب بعد 30 ساعة من المعاناة

22 مايو 2021
النظام يواصل تهجير السوريين (بكير قاسم/الأناضول)
+ الخط -

بعد ساعات انتظار في العراء زادت عن 30، وصلت قافلة مهجري بلدة أم باطنة من ريف محافظة القنيطرة جنوب سورية، صباح اليوم السبت، إلى مخيمات دير حسان في ريف إدلب الشمالي، بعد أن فرض عليهم نظام بشار الأسد التهجير برعاية روسية.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قافلة المهجرين وصلت إلى محافظة إدلب بعدما عبرت حوالي الساحة الثانية فجر اليوم من معبر أبو الزندين بمرافقة من قبل عناصر "الجيش الوطني" حتى معبر الغزاوية الذي يربط مناطق سيطرة "الجيش الوطني" مع إدلب، وذلك بعد قدوم وفد تركي إلى أبو الزندين وتسجيل بيانات وأسماء المهجرين.

وقدمت منظمات الإغاثة في مخيمات دير حسان مساكن ومساعداتٍ إنسانية للمهجرين، فيما عملت فرق طبية ومن "الدفاع المدني" على إجراء فحوصات كورونا وتأمين الدواء للمهجرين.

وشهدت مناطق عدة من مدينة الباب أمس مظاهرات شارك بها العشرات للمطالبة بإدخال المهجرين، فيما أطلق عناصر من "الجيش الوطني" الرصاص لتفريق مظاهرة كانت تنتظر دخولهم عند معبر أبو الزندين. وكان "الجيش الوطني" قد منع دخول حافلات المهجرين من معبر أبو الزندين في مدينة الباب شمال شرقي حلب، وانتظرت القافلة أكثر من 30 ساعة، بانتظار موافقة تركية. وفيما لم يعلل "الجيش الوطني" أو تركيا سبب عدم السماح للمهجرين بدخول منطقة الباب كما كان مقررا، ذكرت مصادر محلية أن منع الدخول جاء لأسباب أمنية، نتيجة عدم تنسيق مسبق من الجانب الروسي مع الجانب التركي خلال عملية التهجير.

وكان النظام السوري قد أقدم على تهجير أكثر من 30 عائلة من بلدة أم باطنة في ريف القنيطرة الأوسط، صوب الشمال السوري، مقابل الإفراج عن شابين من أبناء البلدة.

من جهة أخرى، كررت روسيا اتهاماتها لمنظمة "الخوذ البيضاء" و"هيئة تحرير الشام" بالتحضير لاستخدام السلاح الكيماوي في ريفي إدلب وحماة شمال سورية.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان نقلته وكالة "سبوتنيك" أمس أنه "وردت معطيات من مصدر موثوق تفيد بأن جماعة جبهة النصرة الإرهابية تستعد لتنفيذ استفزاز آخر باستخدام مواد سامة وفق سيناريو تم إعداده بمشاركة عناصر من الخوذ البيضاء، ومن المفترض أنهم يقومون بتكديسها حاليا، في منطقة خفض التصعيد في إدلب شمال البلاد، وسيتم استخدام المواد الكيميائية ضد المدنيين".

وأضاف البيان: "عشية مرحلة مهمة في حياة الدولة السورية المتمثلة بالانتخابات الرئاسية في سورية، يزداد خطر وقوع مثل هذه الأساليب القذرة، وفي هذا الصدد نعرب عن أملنا في أن يؤدي الكشف عن المعلومات المذكورة أعلاه إلى تعطيل هذه المخططات الإجرامية ومنع وقوع ضحايا أبرياء".

ودرجت روسيا على إطلاق مثل هذه الاتهامات لحرف الأنظار عن هجمات تحضر لها في إدلب، أو لخدمة أجندة النظام السوري المتحالفة معه.

هجمات على المخابرات الجوية 

في جنوب البلاد، هاجم مسلحون مجهولو الهوية في وقت متأخر من مساء الجمعة مقرا للمخابرات الجوية في مبنى الفرقة الحزبية في مدينة داعل في ريف درعا الأوسط من دون معرفة حجم الخسائر.

وكان "تجمع أحرار حوران" قد ذكر أن اشتباكات دارت مساء الجمعة بالأسلحة الخفيفة بين عناصر من "اللواء الثامن" المدعوم من قبل روسيا في الجنوب السوري، وحاجز للمخابرات الجوية بالقرب من بلدة النعيمة، وذلك بسبب محاولة اعتقال شبان من بلدة صيدا بريف درعا الشرقي أثناء مروهم على الحاجز لتخلفهم عن الخدمة العسكرية.

وأضاف الموقع أن الاشتباكات أدت إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف حاجز المخابرات الجوية، إضافة إلى تجريد العناصر العاملين في الحاجز من أسلحتهم الفردية من قبل عناصر "اللواء الثامن" الذين هاجموا الحاجز.

وحاول مسلحون مجهولو الهوية مساءً اغتيال حمادة جمال العوضي أحد أبناء بلدة تل شهاب غربي درعا، وذلك عن طريق إطلاق النار عليه خلال وجوده في مكان عمله داخل البلدة، إلا أنه لم يصب بأذى، فيما لاذ المسلحون بالفرار.

قتلى من قوات النظام 

وفي شرق البلاد، أطلق عناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) النار على شاب بينما كان يصطاد في قاربه الأسماك في نهر الفرات على أطراف مدينة البصيرة بريف دير الزور، ما أدى إلى مقتله على الفور. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن إطلاق النار جاء خلال حملة مداهمات واعتقالات عشوائية واسعة في ريف دير الزور الشرقي، إذ اعتقلت "قسد" عشرات الأشخاص من أبناء العشائر العربية، واقتادتهم إلى المركز الأمني في تلة البصيرة.

وأشارت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، إلى أن حملة الاعتقالات هذه مرتبطة بمقتل عناصر في "مجلس دير الزور" العسكري في هجوم لتنظيم "داعش" الإرهابي قبل يومين.

وفي سياق متصل، اعتقلت "قسد" مساء أمس 5 أشخاص، بينهم امرأة، شرقي الرقة، بتهمة تهريب عوائل من تنظيم "داعش" من مخيم الهول.

 ويتحدر المعتقلون من بلدة الشحيل في ريف دير الزور، وقد جرى نقلهم إلى مقر تابع لـ "قسد" في مدينة الرقة للتحقيق معهم.

من جهة أخرى، قتل عدد من عناصر ميليشيا "فاطميون" وأصيب آخرون بجروح، إثر هجوم بقنابل يدوية استهدف دورية لهم في محيط بلدة الدبسي الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريف الرقة الغربي.

وذكرت شبكة "عين الفرات"، أن العملية التي نفذها مسلحون مجهولون أدت إلى مقتل سائق الدورية، وإصابة أربعة عناصر من "فاطميون" بجروح خطرة، نقلوا باتجاه بلدة السبخة في ريف الرقة الشرقي، فيما شهدت المنطقة استنفاراً أمنياً للمليشيات المدعومة من قبل "الحرس الثوري" الإيراني.
كما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن 3 عناصر من المليشيات الموالية لقوات النظام قتلوا اليوم بانفجار عبوة ناسفة زرعها تنظيم "داعش" في بادية معدان بريف الرقة.

المساهمون