من يقف خلف انتشار صور بوتين والعلم الروسي في بغداد؟

12 مايو 2023
إحدى اللافتات المعلقة في بغداد ويظهر فيها العلمان العراقي والروسي (تويتر)
+ الخط -

ظهرت صور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والعلم الروسي في مناطق مختلفة بالعاصمة العراقية بغداد على هيئة يافطات كبيرة وإعلانات ضوئية، مع عبارة "أصدقاء الرئيس بوتين"، دون أن تتبنى أي جهة تعليق تلك اليافطات ذات الكلفة العالية، والتي رُفعت، مساء الأربعاء، وما زالت مرفوعة.

وتداول ناشطون صور تلك اليافطات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تعليقات ساخرة في كثير منها، لكن مصادر أمنية عراقية قالت، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ المعلومات الأولية المتوفرة لديها تؤكد أنّ الجهة التي تقف خلفها مرتبطة بأحد فصائل "الحشد الشعبي"، التي تبنت موقفاً مؤيداً لموسكو مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، منذ فبراير/ شباط 2022.

وحملت اليافطات شعارات مؤيدة لروسيا، وتهنئة للشعب الروسي بمناسبة "يوم النصر" الروسي على "النازية" في الحرب العالمية الثانية، والذي يحتفل به سنوياً في 9 مايو/ أيار. وهذه الصور ليست الأولى من نوعها، فقد سبق أن أقدمت جماعات مجهولة على نشر صور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد، وتحديداً من جانب الرصافة الذي تكثر فيه مقرات المليشيات "الولائية".

وكانت مجموعات من سائقي "توك توك" قد تجولت، عصر الأربعاء الماضي، في بغداد بمناطق زيونة وشارع فلسطين، وهي تحمل أعلام العراق وروسيا لنحو نصف ساعة، في حدث لقي انتقادات عدة من قبل أهالي بغداد وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، خصصت المليشيات العراقية والفصائل المنضوية ضمن هيئة "الحشد الشعبي" الكثير من إمكانياتها الإعلامية والمالية لدعم روسيا، من خلال التغطية الإعلامية والترويج للحرب، رغم اعتراض العراقيين ودعوتهم إلى النأي بالنفس.

ووفقاً لمصدر أمني فضّل عدم الكشف عن هويته، فإنّ الصور رُفعت من قبل مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية، مضيفاً أنّ قوات الأمن تجنّبت رفع الصور تحاشياً لأي احتكاك معهم.

وكانت جماعة مجهولة قد علّقت، الشهر الماضي، صورة ضخمة للرئيس الروسي في حي الكرادة وسط بغداد، تعبيراً عن دعم هذه الجماعة لموسكو، إلا أنّ مجموعة من الشباب عمدوا إلى إزالة هذه الصورة ورفع العلم العراقي مكانها، وقبل ذلك رُفعت شعارات كُتب فيها "نحن ندعم روسيا" وجرت إزالتها بواسطة القوات العراقية.

وقال المحامي أحمد الفتلاوي، من قاطني حي الكرادة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ "هذه الجماعات تسعى إلى تلويث العقل العراقي بشعارات وصور وأجندات لا تخدم العراقيين، وهي تمثل حالة أجنبية ووجهة نظر خارجية"، مضيفاً أنّ "هذه جماعات لها غايات سياسية ومدعومة بالمال العراقي، ورغم ذلك فهي تسعى إلى تشويه الهوية الوطنية العراقية".

ومن جهته، قال الناشط حميد العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "رفع شعارات غير عراقية وداعمة للحرب يعني الترويج للعنف"، موضحاً أنّ "هذا الفعل مرفوض لسببين؛ الأول أنّ العراق لا علاقة له بما يجري بين روسيا وأوكرانيا، والثاني أنّ الأموال المستخدمة في هذه الحملات الإعلامية هي أموال الدولة العراقية، وتحديداً هيئة الحشد الشعبي".

المساهمون