نال الكاتب الروائي الروسي صاحب التوجهات القومية، زاخار بريليبين (47 عاما)، الذي نجا من محاولة اغتيال، اليوم السبت، شهرته ككاتب روائي وعضو الحزب الوطني البلشفي المحظور، قبل انخراطه في العمل السياسي النظامي خلال السنوات الماضية.
ويشغل بريليبين حاليا منصب نائب بمجلس الدوما (النواب) الروسي، ورئيس مشارك لحزب "روسيا العادلة- الوطنيون- من أجل الحقيقة".
وعلى أثر واقعة تفجير سيارته في مقاطعة نيجني نوفغورود الواقعة على بعد بضع مئات من الكيلومترات شرقي موسكو، التي أسفرت عن إصابة بريليبين ومقتل سائقه، أعلنت الناطقة الرسمية باسم وزارة الداخلية الروسية، إيرينا فولك، عن توقيف مشتبه به من مواليد عام 1993، دون الكشف عن هويته، مع مواصلة البحث عن مساعديه المحتملين.
من جهتها، نقلت صحيفة "آر بي كا" الروسية عن مصدر مقرب من وزارة الداخلية قوله إن القنبلة قد تكون زرعت تحت سيارة الكاتب أثناء توقفه في استراحة لتناول الطعام.
ويعرف بريليبين نفسه سياسيا ذا مواقف محافظة متشددة، كما سبق له أن شارك في أعمال القتال في صفوف القوات الروسية الخاصة في جمهورية الشيشان في شمال القوقاز في تسعينيات القرن الماضي، ثم في منطقة دونباس الواقعة في شرق أوكرانيا، دفاعا عن أيديولوجيا "العالم الروسي" بعد اندلاع النزاع فيها عام 2014.
ومن بين مواقف بريليبين المثيرة للجدل، تعبيره عن إعجابه بعهد الدكتاتور السوفييتي الراحل، جوزيف ستالين، كما أنه لا يخفي حنينه للحقبة السوفييتية، ودعمه للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا منذ أيامها الأولى في فبراير/شباط العام الماضي.
وفي الصيف الماضي، ترددت في الصحافة الروسية أنباء عن عزمه الترشح لرئاسة روسيا في الاستحقاق الرئاسي المقرر في العام المقبل، ولكن حزبه حسم أمره في نهاية المطاف بعدم الدفع بأي مرشح.
وهذه ليست أول واقعة استهداف كتاب وإعلاميين داعمين للحرب الروسية على أوكرانيا، إذ لقي المدون الحربي، فلادلين تاتارسكي، حتفه جراء انفجار أثناء أمسية أقيمت له بمقهى في العاصمة الشمالية الروسية سانت بطرسبورغ مطلع أبريل/نيسان الماضي.
وفي مارس/آذار الماضي، كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، عن إحباط ما قال إنّها محاولة للأجهزة الخاصة الأوكرانية لتدبير عملية اغتيال رجل الأعمال، قسطنطين مالوفييف، وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة قناة "تسارغراد" ذات التوجهات المحافظة.
وفي أغسطس/آب الماضي، اغتيلت داريا دوغينا، ابنة المنظّر القومي الروسي، ألكسندر دوغين، والذي يلقبه الإعلام الغربي بـ"عقل بوتين"، وذلك أثناء عودتها من مهرجان في ضواحي موسكو، بتفجير قنبلة زرعت في سيارتها.