هاكان فيدان ويشار غولر.. من هما وزيرا الخارجية والدفاع التركيان الجديدان؟

04 يونيو 2023
هاكان فيدان ومن خلفه يشار غولار في أثناء إعلان أردوغان حكومته (Getty)
+ الخط -

قدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعضاء حكومته الجديدة، كاشفاً عن أسماء تتولى مهامها للمرة الأولى، من بينها وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ليسلّم بذلك أقوى الوزارات لأقوى الرجال الأمنيين المقربين منه.

وعيّن أردوغان بحكومته 17 وزيراً، ونائباً للرئيس، كما الحكومة السابقة، حيث احتفظ وزيرا الصحة فخر الدين قوجة، ووزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي بمنصبيهما، فيما كانت بقية الأسماء في معظمها جديدة، في وقت شهدت الحكومة عودة وزير المالية محمد شيمشك بعد 5 سنوات للحكومة مجدداً.

وضمت الحكومة التركية الجديدة نائب رئيس الجمهورية جودت يلماز، وزير الخارجية هاكان فيدان، وزير الداخلية علي يرلي قايا، وزير الدفاع الوطني يشار غولر، وزير التجارة عمر بولات، وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار.

كذلك ضمت وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، وزير الصحة فخر الدين قوجة، وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي، وزير الشباب والرياضة عثمان أشقين باك، وزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح قجر، وزير الزراعة والغابات إبراهيم يومقلي، وزير التربية الوطنية يوسف تكين، وزير البيئة والتخطيط العمراني والتغير المناخي محمد أوز حسكي، وزير العدل يلماز تونج، وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية ماهينور أوزدمير غوكطاش، وزير العمل والضمان الاجتماعي وداد إشيق هان.

هاكان فيدان: من المخابرات إلى الخارجية

رئيس المخابرات المعروف في تركيا والعالم هاكان فيدان، الذي تولى منصبه السابق منذ 13 عاماً، يبدأ مهام جديدة، في ظل مؤشرات على استمرار النهج في السياسة الخارجية التركية، حيث إنه مطلع على تفاصيل الملفات المختلفة لتركيا وسياسة الرئيس أردوغان.

فيدان، الذي لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ولا حسابات له على منصة "تويتر"، عكس معظم السياسيين الأتراك، لم يسمع أحد صوته في السابق، بما يتناسب مع مهامه في جهاز الاستخبارات، وسيسمع صوته للمرة الأولى خلال لقاءاته المقبلة.

فيدان الذي يعود لأصول كردية، بحسب المصادر التركية، هو من مواليد أنقرة عام 1968، ودرس في المدرسة الحربية التابعة للقوات البرية، وانتهى منها في عام 1986، ليكمل تعليمه الأكاديمي في أثناء عمله في القوات المسلحة.

خدم فيدان في ألمانيا ضمن حلف الـ"ناتو"، وخلال خدمته أكمل الدراسة في جامعة ميرلاند في العلوم السياسية والإدارة، وعقب عودته إلى تركيا أتم الدراسات العليا في جامعة بلكنت بالعلاقات الدولية، ومن ثم أكمل دراسة الدكتوراه في الجامعة نفسها.

استقال فيدان من القوات المسلحة، وبعدها عمل مستشاراً سياسياً واقتصادياً في السفارات، وتولى مناصب عدة، منها رئاسة منظمة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، وعمل مستشاراً في الحكومة. ومع مناصبه، تولى أيضاً مهام في منظمة الطاقة الدولية كعضو في الإدارة، وداخل منظمات أممية وأكاديمية ووقفية.

كذلك، قدم فيدان محاضرات في جامعة حجي تبه وبلكنت التركيتين الشهيرتين بالعاصمة أنقرة، وخصوصاً في العلاقات الدولية، ثم تولى لفترة قصيرة مهام نائب مستشار الاستخبارات، قبل أن يتولاها هو في عام 2010، وبات، وفق النظام الرئاسي، رئيس الاستخبارات التركية حتى الآن.

وفي عام 2015 استقال ليترشح إلى البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، ولكن رغبة الرئيس أعادته لمنصبه، حيث بقي رجل الظل في إدارة أردوغان حتى إعلان توليه منصب وزارة الخارجية.

ومعروف عن فيدان إخلاصه للرئيس أردوغان، وله دور كبير في السيطرة على الانقلاب الفاشل في عام 2016، كذلك فإنه قاد الملفات الخارجية وملفات التطبيع مع دول المنطقة أخيراً، وخصوصاً مع مصر وإسرائيل والسعودية والإمارات.

كذلك، قاد فيدان ملف التطبيع مع النظام السوري أخيراً، وتوليه هذا المنصب مؤشر لمعرفته بتفاصيل معظم القضايا؛ وهو ما سيؤدي إلى تسهيل عمل الرئيس أردوغان على صعيد السياسة الخارجية.

يشار غولر.. عنصر آخر في إحباط الانقلاب

أما وزير الدفاع، فهو شخصية أيضاً جاءت من هيئة الأركان التركية، وهو رئيس هيئة الأركان الذي جاء بعد الوزير السابق خلوصي آكار، حيث كان الأخير أيضاً رئيس هيئة أركان قبيل توليه منصب وزير الدفاع.

ومع قدوم الوزير الجديد من هيئة الأركان، فإن السياسات الدفاعية ستُواصَل كما هي من ناحية الاستقرار وتطبيق الاستراتيجيات ذاتها، خصوصاً أن المؤسسة العسكرية والصناعات الدفاعية باتت استراتيجية بالنسبة إلى تركيا.

غولر من مواليد عام 1954 في ولاية أردهان، وتخرج من المدرسة الحربية البرية في عام 1974، وتولى مناصب ومهام عديدة في القوات المسلحة التركية خلال هذه السنوات السابقة.

وكان غولر نائب قائد القوة العسكرية التركية في البوسنة والهرسك في الفترة ما بين عامي 1994-1995، ولاحقاً عمل مستشاراً في الحكومة عن الصناعات الدفاعية في الفترة 1995-1997، وبعدها بعامين عمل قائداً في القوة التابعة لـ"ناتو" في إيطاليا.

وفي الفترة 1999-2001 عمل بمهام مختلفة في بنية الجيش، وتلقى أوسمة نظراً لخدماته من الجيش التركي ومن قبل الدول الأخرى.

وفي ليلة الانقلاب عام 2016، كان غولر يعمل في قيادة هيئة الأركان، وهناك اختُطف من قبل الانقلابيين وقيدت يداه ووُضع غطاء على عينيه قبيل نقله إلى قاعدة استخدمها الانقلابيون في ليلة الانقلاب، ليُحرَّر لاحقاً مع إفشال عملية الانقلاب.

وغولر خليفة للوزير السابق خلوصي أكار الذي نفذت القوات التركية تحت إدارته عمليات عسكرية مختلفة في ليبيا وسورية والعراق وأذربيجان، ومن المنتظر أن تتواصل السياسة العسكرية التركية كما هي، وفي جانب منها العمل على تطوير الصناعات الدفاعية.

المساهمون