منظمة حقوقية ترصد "القتل المتعمّد" للمدنيين في عدوان الاحتلال على غزة

13 مايو 2023
استمرار القصف الإسرائيلي تسبب بشلل الحياة في مختلف مدن قطاع غزة (Getty)
+ الخط -

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه تحقق من مسؤولية جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل 10 مدنيين على الأقل حتى الساعة 8:00 من مساء يوم الجمعة، إذ استهدف بضربات جوية الأماكن التي كانوا فيها مع علمه المسبق بذلك، وهو ما قد يرقى إلى جريمة حرب بموجب ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. 

وأكّد المرصد الأورومتوسطي، في بيان، أنّ الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية "لديها ما يكفي من التقنيات والأساليب التكنولوجية المتطورة لتحديد طبيعة وهوية الأشخاص الذين يقعون ضمن النطاق المباشر لتأثير الضربات التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي باستخدام الذخائر الذكية التي يمتلكها". 

ونبّه إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "لم يراع في هجومه على القطاع مبادئ القانون الدولي الإنساني، لا سيما مبدأي الضرورة والتناسب، حيث وثّق في أربع وقائع منفصلة استهداف الجيش الإسرائيلي مطلوبين مزعومين رغم وجودهم مع عائلاتهم وأطفالهم، ما أدّى إلى مقتلهم على الفور". 

وأشار إلى أنّ "تدمير الطيران الحربي الإسرائيلي لمنازل مدنية بزعم انتماء مالكيها أو أفراد من أسرهم إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة لا يمكن تبريره أو شرعنته، وهو ممارسة غير قانونية تندرج ضمن أساليب العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين على نحو واسع النطاق". 

ولفت إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يغلق منذ بدء هجومه على قطاع غزة، فجر الثلاثاء 9 مايو/ أيّار الجاري، جميع المنافذ الحيوية التي يسيطر عليها مع القطاع "على نحو عطّل مختلف أشكال الإمدادات الحيوية الواردة لقطاع غزة، بما في ذلك المستلزمات الغذائية والطبية الأساسية وإمدادات الوقود". 

وأشار إلى أنّ إغلاق معبر إيرز، وهو المعبر الوحيد المخصص لتنقّل الأفراد من غزة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، تسبب بـ"تعذّر سفر مئات المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة لتلقي العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس الشرقية وإسرائيل، ما قد ينذر بتدهور بالغ وخطير على صحتهم". 

وأضاف أنّ استمرار القصف الإسرائيلي تسبب بشلل الحياة في مختلف مدن قطاع غزة، إذ تعطّل معظم العمال عن العمل، بمن فيهم نحو 17 ألف عامل يعملون في إسرائيل، وأدّى ذلك إلى "خلق صعوبات أمام أرباب الأسر في تأمين المواد المعيشية الأساسية لأسرهم". 

ونبّه إلى أنّ محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة قد تتوقف في غضون أيام بسبب استمرار انقطاع إمدادات الوقود، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على عمل المرافق الحيوية كالمستشفيات والمراكز الصحية، ومضخات المياه العادمة، ومحطات المعالجة، وآبار المياه الصالحة للشرب، ومحطات التحلية، والمرافق الخدمية الأخرى التي يرتبط عملها بالكهرباء. 

ويُفاقم العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة من سوء الوضع الإنساني لأكثر من 2 مليون و400 ألف نسمة يعيشون في القطاع، إذ تفرض إسرائيل منذ عام 2006 حصارًا مشددًا عليه تسبب بإفقار أكثر من 61% من سكانه، إلى جانب تعطيل نحو 47% من المشاركين في القوى العاملة عن العمل، ومعاناة نحو 53% من السكان من انعدام الأمن الغذائي. 

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، أسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء الماضي عن مقتل 33 شخصًا، بينهم ستة أطفال وثلاث سيدات، وإصابة 111 آخرين. 

ودعا المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة والدول والقوى ذات العلاقة إلى "الضغط على إسرائيل لوقف هجومها غير المبرر على قطاع غزة على نحو فوري، وتحييد المدنيين عن العمليات العسكرية، وفتح جميع المنافذ الحدودية المغلقة، بما يضمن تدفق الإمدادات الطبية والغذائية واللوجستية إلى القطاع". 

وطالب المرصد الأورومتوسطي مجلس حقوق الإنسان بـ"العمل على تشكيل لجنة تقصي حقائق للتحقيق في جميع الحوادث التي شملت استهداف المدنيين، وتحديد المسؤولين عنها، والدفع باتجاه محاسبتهم أمام المحاكم المعنية، تمهيدًا لتحقيق العدالة للضحايا".