إيلات هدف دائم للحوثيين منذ بدء الحرب.. هل تكون أولى محطات ردّهم؟

21 يوليو 2024
زورق للبحرية الإسرائيلية يجري دورية قبالة ساحل إيلات، 26 ديسمبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **استعدادات إسرائيلية لرد الحوثيين:** تستعد إسرائيل لاحتمال رد جماعة أنصار الله (الحوثيين) على العدوان الإسرائيلي على اليمن، مع تأكيد جيش الاحتلال عدم وجود عملية إطلاق صواريخ أو مسيّرات نحو إيلات.

- **الهجمات الحوثية على إيلات:** منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023، حاول الحوثيون استهداف إسرائيل نحو 220 مرة، ونجحوا مرة واحدة في تل أبيب. إيلات تعتبر هدفاً رئيسياً، حيث أطلقوا صواريخ ومسيّرات باتجاهها.

- **تعزيزات إسرائيلية في البحر الأحمر:** في نوفمبر 2023، وصلت زوارق صاروخية لتعزيز الجهد الدفاعي، وفي ديسمبر 2023، أبحر زورق حربي "ساعر 6" إلى إيلات. الأسطول الثالث يقوم بعمليات دفاعية وهجومية بالتعاون مع سلاح الجو.

إسرائيل تستعد لاحتمال رد جماعة الحوثيين على عدوانها على اليمن

حاول الحوثيون استهداف إسرائيل منذ بداية الحرب حوالى 220 مرة

تعتبر إيلات هدفاً للحوثيين إذ أطلقوا صواريخ ومسيّرات باتجاهها

تستعد دولة الاحتلال لاحتمال رد جماعة أنصار الله (الحوثيين) على العدوان الإسرائيلي على اليمن، والذي استهدف، السبت، منشآت في مدينة الحديدة. وفيما سُمع ليلة السبت الأحد دوي انفجار في مدينة إيلات أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنه "اتضح من الفحوص التي أجريت أنه لم يتم تنفيذ أي عملية إطلاق (صواريخ أو مسيّرات) نحو المدينة، ولم يتم إطلاق صاروخ اعتراض. لا توجد خشية من حدث أمني".

وتدرك إسرائيل، وفقاً لمسؤول إسرائيلي، تحدث لوسائل إعلام عبرية، لم تسمّه، أنه سيكون هناك تبادلاً للضربات، مضيفاً "أهدافنا جاهزة مسبقاً". وأفاد سكان من إيلات بأنهم سمعوا أصوات انفجارات قوية بعد نحو 5 ساعات من العدوان الإسرائيلي على اليمن، فيما انتشرت مشاهد عبر شبكات التواصل الاجتماعي لما بدا أنه عملية اعتراض.

وبحسب معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حاول الحوثيون منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استهداف إسرائيل نحو 220 مرة، ونجحوا مرة واحدة وفق الادعاءات الإسرائيلية، في الليلة الواقعة بين يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الماضي في تل أبيب، حيث قُتل إسرائيلي وأصيب 8 آخرون.

وتعتبر إيلات على البحر الأحمر هدفاً للحوثيين منذ بداية الحرب، إذ أطلقوا صواريخ ومسيّرات باتجاهها، أبرزها ما حدث في 2 إبريل/ نيسان الماضي، حيث سقطت طائرة مسيّرة على مقربة من مطار رامون في مدينة إيلات. وبحسب المصادر الإسرائيلية وقعت شمال المطار في الأراضي الأردنية وعلى مقربة من الحدود الإسرائيلية.

تعتبر إيلات هدفاً للحوثيين منذ بداية الحرب

وقال الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي في حينه إنه "تم رصد سقوط هدف جوي مشبوه خارج حدود إسرائيل، من الجهة الشمالية الشرقية لمدينة إيلات، وقد انتهى الحدث وملابساته قيد التحقيق". وذكرت بلدية إيلات أن الحديث عن سقوط هدف جوي معادٍ خارج حدود إيلات، على مسافة نحو 200 متر من الحدود.

وفي ذات الشهر، استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة منظومة دفاع جوية جديدة من أجل اعتراض مسيّرة تسللت إلى منطقتها. وسُمعت في حينه صفارات إنذار في المدينة والمناطق المحيطة بها، في أعقاب تسلل مسيّرة من جهة الشرق. وبعد ذلك بوقت قصير أعلن الجيش أن قوات سلاح البحرية رصدت هدفاً مشبوهاً "وصل إلى إسرائيل وتمكنا من اعتراضه من خلال منظومة القبة البحرية".

ويدور الحديث عن منظومة تشكّل نموذجاً بحرياً من منظومة "القبة الحديدية"، وهي المنظومة الأصلية التي تنصب على اليابسة للاعتراض في البر، بينما تعمل القبة البحرية، على حماية السفن وسط البحر وعلى الساحل، وكذلك لحماية الأصول الساحلية، ضد مجموعة متنوعة من التهديدات. وفي نفس الشهر أيضاً، أعلن جيش الاحتلال، أن "مسيّرة تسللت من جهة الأردن، أطلقتها المليشيات الموالية لإيران أصابات قاعدة سلاح البحرية في إيلات"، وتسببت "بأضرار طفيفة للمبنى ولم يصب أي شخص".

في 14 إبريل/ نيسان الماضي أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليماته للمستوطنين في هضبة الجولان السوري المحتل ولسكان نبطيم في الجنوب، وكذلك لسكان إيلات وديمونا بالبقاء قرب الملاجئ. وقال الجيش حينذاك إنه "بناء على تقييم الوضع يطلب من سكان شمال هضبة الجولان ومنطقة نبطيم في النقب ومدينتيْ ديمونا وإيلات البقاء حتى إشعار آخر قرب مكان آمن يمكن الوصول إليه في الوقت المطلوب".

وفي 16 يوليو/ تموز الجاري، رفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في إيلات للاشتباه بوقوع حدث أمني، مشيرة إلى حدوث عملية تسلل، وأعلنت عن إغلاق مداخل المدينة. وعززت شرطة إيلات قواتها ونشرها في المنطقة، كما أغلقت محاور الوصول إلى شارع رقم 12 المؤدي من وإلى مصر. ولاحقاً أعلنت أن لا خشية من وقوع حدث أمني.

الهجمات على إيلات في 2023 

قبل ذلك، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وصول زوارق صاروخية تابعة لسلاح البحرية، إلى منطقة البحر الأحمر. وجاء ذلك عقب تقييم للوضع الأمني "وفي إطار تعزيز الجهد الدفاعي في المنطقة". ووصلت الزوارق إلى المنطقة، عقب اعتراض إسرائيل عدة صواريخ، قالت إنها أُطلقت من اليمن باتجاه إيلات. وبعد ثلاثة أيام، وتحديداً في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، اعترض صاروخ "حيتس" إسرائيلي صاروخ أرض - أرض أطلق من اليمن وأطلق صفارات الإنذار في إيلات.

بعد نحو شهر، في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أعلن جيش الاحتلال أن زورقاً حربياً إسرائيلياً من نوع "ساعر 6" أبحر باتجاه البحر الأحمر، وهي المرة الأولى التي يصل فيها زورق من هذا النوع إلى إيلات، لينضم إلى عمليات سلاح البحرية هناك، بعد دوره في عمليات القصف في حرب إسرائيل على غزة. وجاءت تلك الخطوة كرسالة للحوثيين الذين يواصلون إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل كما اتخذوا خطوات تصعيدية ضد السفن المتجهة إليها.

وقال الجنرال إلداد بيركوفيتش: "لا يوجد مكان بعيد عن الأسطول الثالث، الذي يقوم بعمليات دفاعية بالتعاون مع سلاح الجو، ضد العدو القادم من الجنوب والشرق". وأضاف بيركوفيتش: "أكثر من ألف جندي يتمركزون في البحر. لن نتوقف حتى يتم القضاء على آخر إرهابي. وينتشر الأسطول الثالث أيضًا في منطقة البحر الأحمر، إلى جانب (ساعر 6) وقوات أخرى. ويعمل الأسطول على الجبهتين القريبة والبعيدة منذ اليوم الأول للحرب". وتابع: "كما يجري الأسطول الثالث تجمعات قتالية ويقوم بهجمات على معاقل حماس (..) ومساعدة القوات المشاركة في العملية البرية في القضاء على المنظمة...".

وقال بيان جيش الاحتلال في حينه: "هذا الأسبوع، رست سفينة من طراز (ساعر 6) لأول مرة في ميناء إيلات، والتي انضمت إلى النشاط العملياتي للذراع البحرية. إلى جانب هذا النشاط، تم إنجاز أعمال التطوير الخاصة بالسفينة الرابعة والأخيرة من سلسلة ساعر 6 والتي استغرقت أكثر من عامين - بوتيرة سريعة للغاية، لتثبيت وتعديل أحدث أنظمة القتال وأكثرها تقدماً في العالم، لأربع سفن حربية طورتها اسرائيل في نفس الوقت".