منظمة تطعن في منح الجنسية الفرنسية لثري روسي كان قريباً من الكرملين

01 مايو 2022
حوكم بوغاتشيف في بريطانيا للاشتباه بسرقته عملاء مصرفه والآن يتمتع بثروته في فرنسا (Getty)
+ الخط -

هل حصل الثري الروسي الذي كان قريباً من السلطة سيرغي بوغاتشيف على الجنسية الفرنسية "بطريقة غير قانونية" في 2009؟ هذا ما تعتقده منظمة خاصة، مقرها في بروكسل، تطلب من مجلس الدولة إلغاء مرسوم منحه المواطنة، بينما تؤكد محاميته أن هذه "ادعاءات لا أساس لها".

في طلبها المقدم في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تؤكد منظمة "المؤسسة الدولية لحوكمة أفضل" (إنترناشيونال فاونديشن فور بيتر غوفرنانس)، أن بوغاتشيف لم يكن عند حصوله على الجنسية "يقيم في فرنسا، لا بشكل دائم، ولا لمدة خمس سنوات".

وكان قد اشترى للتو المجموعة الفرنسية الرائدة للأطعمة "إيديار".

وأضافت أنه "لم يكن يتحدث الفرنسية... ولم يندمج بأي شكل من الأشكال في المجتمع الفرنسي"، وهي المعايير المطلوبة إلا في حال استثناءات، للحصول على الجنسية الفرنسية.

ورداً على ذلك، أكدت جيسيكا فوري، محامية سيرغي بوغاتشيف، أن "كل المزاعم والشائعات حول هذا الموضوع لا أساس لها من الصحة".

يخوض الملياردير مواجهة قضائية مع موسكو منذ سنوات. وقالت المحامية إن خطوة كهذه تشكل محاولة من قبل السلطات الروسية "للمساس بشرفه".

لم يُحدَّد موعد جلسة الاستماع في مجلس الدولة بعد.

ولدعم طلبها، تستشهد المؤسسة الدولية، بمقابلتين أجرتهما معه قناتان فرنسيتان في 2016، تحدث فيهما سيرغي بوغاتشيف (59 عاماً) باللغة الإنكليزية.

وهي تؤكد أن أبناءه "نشأوا في روسيا والمملكة المتحدة"، وأنه خلال الإجراءات في المملكة المتحدة قالت زوجته التي انفصلت عنه، إن الزوجين عاشا "خصوصاً في موسكو بين 1990 و2011".

وردّت محامية الملياردير: "حتى الآن، وحده الاتحاد الروسي هو الذي طعن في منح الجنسية الفرنسية لبوغاتشيف"، مشيرة إلى أن "المؤسسة الدولية لحوكمة أفضل"، هي "لوبي يخدم بوضوح مصالح الاتحاد الروسي والأثرياء المقربين من النظام".

مصرفي سابق للكرملين

في مقابلة نشرتها مجلة "ماريان" في فبراير/شباط 2019، شدد رجل الأعمال الذي يعيش بالقرب من نيس على ارتباطه بفرنسا.

وقال: "أشعر بأنني في منزلي هنا. استقررت هنا مع عائلتي في 1994 بعد بضع سنوات في الولايات المتحدة. والداي مدفونان هنا، وأختي تعيش هنا، ونشأ أبنائي الكبار هنا، وولد أحفادي الخمسة هنا".

وتقول المؤسسة إنها "تهدف إلى الدفاع عن حقوق رواد الأعمال في أوروبا، وخاصة في دول أوروبا الشرقية".

وأوضحت في طلبها أنه إذا حصل بوغاتشيف على الجنسية الفرنسية من طريق "الاحتيال"، فقد يؤدي ذلك إلى تشويه سمعة "رواد الأعمال الروس الآخرين... الذين يرغبون في القيام بأعمال تجارية في فرنسا، وفي أن يستقروا فيها ويحصلوا على جنسيتها".

وهي تعتقد أن جواز السفر الفرنسي هذا سمح أيضاً للملياردير "بمغادرة المملكة المتحدة بشكل غير قانوني"، إذ إنه كان يحاكم بشبهة إفلاس مصرفه "ميجبرومبنك" بطريقة احتيالية.

وقال أحد الناطقين باسم المؤسسة، إن "سيرغي بوغاتشيف جمع ثروته بشكل غير قانوني، وحوكم في بريطانيا العظمى للاشتباه في سرقته عملاء مصرفه، وهو الآن يتمتع بثروته في فرنسا".

وبحسب المنظمة، لم ترسل وزارة الداخلية إلى مجلس الدولة "أي بيان دفاع" خلال المهلة المحددة، وبالتالي يمكن اعتبارها "موافقة على الوقائع الواردة في الطلب" أي "الطابع الاحتيالي" لمرسوم التجنيس الذي نشر في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2009.

ورفضت وزارة الداخلية الفرنسية في اتصال مع وكالة "فرانس برس"، الإدلاء بأي تعليق.

بوغاتشيف مطلوب في روسيا بتهمة "الاحتيال" و"الاختلاس"، وكان عضواً في مجلس الشيوخ السابق عن سيبيريا. وكان يلقب بـ"مصرفي الكرملين" في عهد بوريس يلتسين، وقد غادر البلاد نهائياً في 2011.

وحصلت الوكالة الروسية لتأمين الودائع التي تتولى تصفية أصول "ميجبرومبنك" من القضاء البريطاني في 2014 على تجميد أصوله وفرض حظر على مغادرته البلاد.

في 2016، حكمت المحكمة العليا في لندن عليه بالسجن لمدة عامين لإخفاء بعض أصوله ومغادرته بريطانيا في يونيو/حزيران 2015 من دون تسليم جواز سفره حسب حكم اطلعت عليه "فرانس برس".

ويقول المالك السابق لمجموعة "إيديار" (من 2007 إلى 2014) الذي كان ابنه ألكسندر رئيساً لصحيفة "فرانس سوار" (2009-2012)، إنه "جُرّد" من إمبراطوريته الصناعية في روسيا، وأُجبر على بيعها لمؤسسات الدولة.

ويجري تحقيق قضائي في فرنسا منذ 2014 عقب شكوى منه بدعوى "الابتزاز" و"الاحتيال".

من جهة أخرى، أعلنت محكمة التحكيم في مدريد التي طلب أمامها 12 مليار دولار من روسيا أنها غير مختصة بالنظر في القضية في يونيو/حزيران 2020. واستأنف سيرغي بوغاتشيف هذا القرار.

(فرانس برس)

المساهمون