علق منسق شؤون الأسرى في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال موشي طال على تقديم استقالته من منصبه الأسبوع الماضي، قائلاً إنها جاءت رداً على عدم جدية الحكومة في إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس".
وفي مقابلة أجرتها معه، صباح اليوم الأحد، إذاعة " 103 إف إم"، ونقلها موقع صحيفة "معاريف"، أضاف طال، الذي لعب دوراً مهماً في الاتصالات السرية التي أجرتها إسرائيل مع مصر، وبشكل غير مباشر مع حركة "حماس"، بهدف التوصل إلى صفقة تفضي إلى استعادة أربعة أسرى تحتجزهم الحركة، من بينهم الضابط هدار غولدين والجندي شاؤول أورون؛ "أشعر وشعرت دائماً أنه لم تكن هناك إرادة كبيرة بما فيه الكفاية لدى صناع القرار، وتحديداً المستوى السياسي، لاستعادتهم (الأسرى)؛ على اعتبار أن هذا المستوى كان عليه أن يقرر ما يريد تحقيقه وبأي ثمن"، على حد تعبيره.
وأردف بالقول: "استقالتي جاءت في أعقاب إدراكي أنه لم يعد بوسعي ما يمكنني من محاولة التأثير داخل المؤسسة (العسكرية)، وهذا الشعور تكرس لدي في أعقاب جولة الاتصالات الأخيرة والتي كانت تحت إشراف الحكومة الحالية؛ لا يوجد لدى صناع القرار في الوقت الحالي إرادة كافية ودافعية للمضي حتى النهاية".
وحمّل طال وسائل الإعلام الإسرائيلية المسؤولية عن توفير البيئة التي تسمح بالضغط على المستوى السياسي، حيث إنها لا تركز على قضية الأسرى؛ مستدركاً بأن تركيز الإعلام يصب أيضاً في مصلحة حركة "حماس".
وكشف طال عن عدة فرص سنحت في الماضي لإعادة الأسرى الإسرائيليين، وتحديداً فرصتين في السنوات الأخيرة، توفرت فيهما كل الظروف اللازمة والأجواء التي كانت تجبر الطرف الثاني (حماس) على إبداء مرونة، وفرضت على صناع القرار في تل أبيب اتخاذ قرار بهذا الشأن.
وعدد طال عدة ظروف وفرت فرصة للتوصل إلى صفقة مناسبة خلال الصيف الماضي عندما تم تنصيب حكومة جديدة في إسرائيل، بعد أن تولت إدارة جديدة مقاليد الأمور في واشنطن وفي ظل إظهار الجانب المصري دافعية غير مسبوقة لإنهاء هذا الملف؛ مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية أهدرت هذه الفرصة.
ووجه الجنرال الإسرائيلي انتقاداً مباشراً لرئيس الوزراء نفتالي بينت قائلاً "إن كان هو قائداً، فعليه أن يتخذ قراراً أقل شعبية"؛ مشدداً على أن صناع القرار في تل أبيب عليهم عدم التردد في إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بغض النظر عن خلفياتهم؛ مشيراً إلى أن إسرائيل أطلقت أسرى أدينوا بقتل جنود ومستوطنين.
وشدد على أن التشبث برفض الإفراج عن "الأسرى الذين أيديهم ملطخة بالدماء" لا يساعد على حل قضية الأسرى، على اعتبار أن هذا مصطلح فضفاض ويتوجب وضع معايير محددة تسهم في التمييز بين الأسرى بشكل يساعد على إنهاء ملف الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس".
وحاجج طال: "إن كانت إسرائيل تفرج عن معتقلين جنائيين أدينوا بقتل نساء وتقلص ثلث مدة اعتقالهم، فمن الطبيعي أن يجرى نقاش حول معايير جديدة تتعلق بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين يمكن الإفراج عنهم".
وامتدح الدور المصري؛ مشيراً إلى أن انتقال الحكم في واشنطن وتل أبيب عزز الدافعية لدى المصريين لبذل جهود كبيرة لإنجاز صفقة بين "حماس" وإسرائيل؛ لافتا إلى أن القاهرة لم تتردد في ممارسة روافع الضغط التي تملكها في مواجهة "حماس" من أجل دفع الأمور قدماً.