انتهت زيارة وزير الدفاع اللبناني، سمير مقبل، إلى طهران بعد ثلاثة أيام، بمؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الإيراني، حسين دهقان، أمس الاثنين، أعلن خلاله الطرفان أنهما ناقشا تطورات الأوضاع في المنطقة وانعكاسها على الساحة اللبنانية، وشرحت طهران لمقبل تفاصيل المنحة العسكرية التي تنوي تقديمها للجيش اللبناني لمساعدته في حربه ضد الإرهاب.
وقال مقبل إنه قام بجولة لتفقد الترسانة العسكرية الإيرانية، وأكد أن "المنحة العسكرية الإيرانية ستكون من دون مقابل ومن دون شروط مسبقة"، مشيراً إلى "أنه يجب طي بعض المراحل القانونية قبل قبول هذه المنحة فعلى مجلس الوزراء اللبناني التصويت على قبولها بداية".
وفي حديثه عن تداعيات الأزمة السورية على لبنان، أشار مقبل إلى أن "مليوني لاجئ سوري يعيشون على الأراضي اللبنانية ويختبئ في بعض مخيمات لجوئهم بعض المسلحين والإرهابيين"، موضحاً أن "بلاده لم تعد قادرة على استيعاب العدد الكبير من اللاجئين"، مؤكداً "قرار الحكومة اللبنانية بوقف استقبال السوريين على الحدود المشتركة بين البلدين باستثناء الحالات الصحية الحرجة والحالات الطارئة".
من جهته، لفت دهقان إلى أن "منحة بلاده لا تحمل أبعاداً استراتيجية"، مشيراً إلى أن "المعدات العسكرية المحلية الصنع جاهزة للتسليم متى وافق اللبنانيون على الأمر"، موضحاً أن "الهدف منها هو دعم الجيش ليواجه التيارات التكفيرية والإرهابية".
وفي الوقت الذي تدعم فيه إيران الحكومتين السورية والعراقية، وتنوي تسليح الجيش اللبناني، دار حديث في الداخل الإيراني عن ضرورة تسليح الضفة الغربية لمواجهة إسرائيل من الداخل، وقال دهقان إن "هذا من خطط إيران ولكن ما دام هناك فصائل مقاومة تواجه اسرائيل فإيران تستمر بدعمها في الوقت الحالي".
كما التقى مقبل في اليوم الأخير من زيارته بالرئيس الإيراني، حسن روحاني، الذي قال إن إيران "تدعم سورية والعراق ولبنان في حربهم ضد الإرهاب، ولن تتوانى عن تقديم أي شيء لتحقيق هذه الغاية".
ونقلت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية عن روحاني قوله "بضرورة اتحاد دول المنطقة لطرد كل الإرهابيين منها"، معتبراً أن "دعم بعض الدول لتنظيم (الدولة الإسلامية) ولتنظيمات أخرى كان خطأ كبيراً دفع الجميع ثمنه".
بدوره، أشار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لدى لقائه بمقبل، إلى أن "إيران جاهزة للتعاون مع لبنان عسكرياً وأمنياً واستخباراتياً لمواجهة التطرف والإرهاب"، مؤكداً "على ضرورة وحدة الصف الداخلي اللبناني والوقوف مع الجيش ليصمد في معركته هذه".
يذكر أن مقبل الذي زار طهران على رأس وفد من الضباط والعسكريين اللبنانين أجرى جولة محادثات مع مسؤولين عسكريين إيرانيين، كما التقى رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، ورئيس مجلس الأمن القومي، علي شمخاني، الذي أعلن عن نية إيران تقديم المنحة العسكرية خلال زيارته لبيروت أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي.