استمراراً لسلسلة مناورات خلال الفترة الأخيرة، أجرى "الحرس الثوري" الإيراني، اليوم الجمعة، المرحلة الأولى لمناورات "الرسول الأعظم" الخامسة عشرة في منطقة "كوير" الصحراوية وسط إيران، وقد شملت إطلاق كم هائل من الصواريخ البالستية، وشارك فيها أيضاً سلاح المسيرات للقوات الجوية للحرس.
وأفاد التلفزيون الإيراني بأن المناورات أطلقت بحضور القائد العام للحرس، الجنرال حسين سلامي، وقائد القوات الجو فضائية، أمير علي حاجي زادة، وعدد آخر من القادة العسكريين الإيرانيين.
ونفذت القوات المشاركة في المناورات "عمليات هجومية مركبة ضد مواقع العدو الافتراضي" من خلال استخدام الجيل الجديد لصواريخ أرض أرض البالستية والطائرات المسيرة.
وبحسب المصدر، فإن الطائرات المسيرة الهجومية القاذفة للقنابل هاجمت الدرع الصاروخي للعدو المفترض، ثم هاجمت الصواريخ البالستية الإيرانية الجديدة من طراز "ذو الفقار" و"زلزال" و"دزفول" أهدافاً محددة.
ووفق تقارير إعلامية إيرانية، تحظى هذه الصواريخ برؤوس حربية موجهة قادرة على التحليق خارج الجو، ويمكنها تخطي أجهزة الرادار لـ"الأعداء".
وفي تصريحات له خلال المناورات، أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أن القوات الإيرانية أجرت "اليوم تدريبات واسعة على عمليات قتالية مركبة من خلال الصواريخ والطائرات المسيرة"، مشيراً إلى "استخدام كم هائل من الطائرات المسيرة الهجومية القتالية المزودة بالتقنيات المتطورة للتوجيه والسيطرة والذاكرة الذكية في تحديد الأهداف وضربها، فضلا عن إطلاق صواريخ بالستية ذات دقة عالية".
واعتبر أن ذلك "يعكس مشاهد مشرقة للاقتدار والقوة الرادعة للجمهورية الإسلامية"، قائلاً إن "الحرس الثوري" أجرى "اختبارات ناجحة لتقنيات حديثة في أجهزة التوجيه والسيطر للصواريخ والطائرات المسيرة والقيادة."
وعن رسالة المناورات، قال سلامي إنها "تظهر عزم الجمهورية الإسلامية للدفاع عن السيادة الوطنية وحماية النظام والقيم أمام الأعداء"، وفقاً لما أورد التلفزيون الإيراني.
والمناورات التي أجرى الحرس الثوري الإيراني مرحلتها الأولى، اليوم الجمعة، هي الخامسة من نوعها في غضون عشرة أيام، جاءت بعد مناورات صاروخية في بحر عمان وشمال المحيط الأطلسي للجيش الإيراني، يومي الأربعاء والخميس.
وكشف الجيش في هذه المناورات عن أكبر سفينة عسكرية إيرانية باسم "مكران"، وهي حاملة مروحيات، فضلاً عن فرقاطة "زره" الصاروخية التي تعمل كـ"قاعدة بحرية عائمة" تشارك في المهمات البحرية في المياه الإيرانية.
وتأتي المناورات والخطوات العسكرية الإيرانية في إطار استعدادات إيرانية لمواجهة أي حرب محتملة قد تحدث مع الولايات المتحدة، حيث ارتفع أخيراً منسوب التوتر بين طهران وواشنطن وسط اتهامات متبادلة بالسعي لإشعال الحرب. ولا تستبعد تقارير احتمال قيام الولايات المتحدة، خلال الفترة المتبقية لولاية دونالد ترامب، بتوجيه ضربات لمواقع نووية وعسكرية إيرانية، خاصة أنها استقدمت معدات عسكرية استراتيجية إلى المنطقة خلال الفترة الأخيرة، وقامت قواتها في الخليج بتحركات تصفها طهران بأنها "مشبوهة".
وفي السياق، يقول مراقبون إيرانيون إن إجراء القوات المسلحة الإيرانية في المؤسستين العسكريتين، الجيش والحرس، مناورات مكثفة خلال الأيام الأخيرة، يمثل "إجراءات رادعة" لمنع ترامب من الإقدام على "أي مقامرة" في أيامه الأخيرة بالسلطة، فضلاً عن أنها تحمل رسائل "قوة" ترغب طهران في إرسالها إلى الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة تأكيداً على استعدادها لخوض الحرب إن شنت عليها.
لكن في الوقت ذاته، يكشف إجراء هذا الكم الكبير من المناورات في غضون عشرة أيام عن وجود قلق حقيقي من احتمال لجوء ترامب إلى الخيار العسكري في الأيام الأخيرة من ولايته قبل تسليمه إلى خلفه جو بايدن الثلاثاء المقبل.
وفي السياق، وجهت السلطات الإيرانية، أخيراً، اتهامات للاحتلال الإسرائيلي ودول خليجية بالضغط على الإدارة الأميركية الحالية لشن حرب على إيران.
ولدى جهات أميركية المخاوف نفسها من احتمال اندلاع مثل هذه الحرب، إذ أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، الجمعة الماضي، في رسالة إلى أعضاء مجلس النواب، أنها تحدثت مع رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، حول ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية لمنع ترامب من إصدار أوامر بشن حرب وأعمال عدائية أو إطلاق ضربات نووية.