ملك المغرب يدعو رئيس الحكومة الإسبانية لزيارة الرباط: "مرحلة جديدة" في العلاقات

31 مارس 2022
تناولت جلسة البرلمان الإسباني أمس تغيير موقف الحكومة بشأن الصحراء (إدواردو بارا/Getty)
+ الخط -

وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الخميس، دعوة إلى رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز لزيارة المغرب خلال الأيام القليلة القادمة، في دلالة على بدء صفحة جديدة في علاقات البلدين التي مرت بأزمة غير مسبوقة خلال الأشهر الماضية.

جاء ذلك خلال محادثات هاتفية جمعت العاهل المغربي مع رئيس الحكومة الإسبانية، بحسب ما كشف بيان صادر عن الديوان الملكي، مساء الخميس.

وأفاد الديوان الملكي بأنّ الملك محمد السادس جدد تقديره الكبير لمضمون الرسالة التي وجهها إليه، في 14 مارس/ آذار الحالي، رئيس الحكومة الإسبانية، وهي الرسالة التي أكد فيها سانشيز أنه "يدرك أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب"، وأن بلاده تعتبر أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قُدمت سنة 2007، هي "الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية" لحل ملف الصحراء.

وقال سانشيز في الرسالة إنّ "البلدين تجمعهما، بشكل وثيق، أواصر المحبة، والتاريخ، والجغرافيا، والمصالح، والصداقة المشتركة"، معرباً عن "يقينه بأن الشعبين يجمعهما نفس المصير أيضا"، وأنّ "ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح".

وأكد أنّ "هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب، وفي مستوى أهمية جميع ما نتقاسمه". وقال إنّ "إسبانيا ستعمل بكل الشفافية المطلقة الواجبة مع صديق كبير وحليف"، مؤكداً أنّ "إسبانيا ستحترم على الدوام التزاماتها وكلمتها".

وأوضح الديوان الملكي المغربي أنّ "الشراكة بين البلدين أضحت تندرج في إطار مرحلة جديدة، قائمة على الاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والتشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق".

وحسب المصدر ذاته، فإنّ مختلف الوزراء والمسؤولين في البلدين مدعوون إلى "تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خريطة طريق طموحة وتغطي جميع قطاعات الشراكة، وتشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وفي وقت كان ينتظر فيه أن يبدأ وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، يوم غد الجمعة، زيارة رسمية إلى الرباط، كشفت وسائل إعلام إسبانية عن إلغاء الزيارة بعدما تم الاتفاق مع الجانب المغربي على زيارة من مستوى رفيع، لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، في غضون أيام. 

ويتوقع أن تلعب زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بمعية وفد رفيع المستوى دوراً كبيراً في وضع خارطة طريق لمستقبل العلاقة بين البلدين، عبر مناقشة سبل إعادة إحياء العلاقات بينهما، وبدء صفحة جديدة بعد الوصول إلى اتفاق لإنهاء الأزمة الديبلوماسية غير المسبوقة التي استمرت منذ إبريل/ نيسان الماضي.

كما ستكون الزيارة إلى العاصمة المغربية الرباط مناسبة لمناقشة قضية إعادة الروابط البحرية بين الرباط ومدريد، والتباحث في فتح معبري بابي سبتة ومليلية المحتلتين، والبحث عن سبل لإعادة الحياة إليهما باعتبارهما طريقين نحو الضفة الأخرى، فضلاً عن مجموعة قضايا ذات طبيعة مشتركة.

وبعد 11 شهراً على الأزمة الحادة بين الرباط ومدريد، التي اندلعت، على خلفية استقبال السلطات الإسبانية زعيم جبهة البوليساريو بـ"هوية جزائرية مزيفة" للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا، حسب ما تقول المغرب، بدا واضحاً أنّ فصلاً من التوتر قد انتهى ليبدأ فصل آخر عنوانه الرئيس توجه نحو مرحلة جديدة تقطع مع ماضي الخلافات.