رحب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف باستئناف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، محذراً من تردي الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في غزة، كما حذر من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، مسجلاً زيادة في نسبة عمليات هدم بيوت الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية ومصادرة الممتلكات الفلسطينية وعمليات الاستيطان.
وجاءت تصريحات ملادينوف أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك عبر دائرة تلفزيونية خلال إحاطته الشهرية حول فلسطين.
وحذر المبعوث الأممي من عواقب كارثية قد يشهدها قطاع غزة في حال تفشى فيروس كورونا بشكل أكبر. وقال "تبقى غزة مصدر قلق كبير، حيث إنها غير مجهزة لمواجهة ارتفاع كبير في الإصابات، بسبب بنيتها التحتية المنهارة، والظروف المعيشية السيئة، ونظام الرعاية الصحي الهش".
وحذر "من احتمال مواجهة مليوني فلسطيني محاصرين داخل قطاع غزة لعواقب كارثية في حال تفشي فيروس كورونا وانتشاره بشكل كبير، حيث القيود الشديدة على الحركة".
وتحدث عن تردي الأوضاع أكثر من قبل بعد تفشي كورونا، وشرح في هذا السياق "وصلت مستويات البطالة بين الفلسطينيين بعد مرور ثمانية أشهر على انتشار الوباء إلى مستويات مفزعة. حيث فقد 121 ألف فلسطيني وظائفهم بعد أول موجة من الإغلاقات بسبب فيروس كورونا. وفي غزة انخفضت نسبة العمالة بنسبة 17 بالمئة. وفقدت أربعين بالمئة من العائلات الفلسطينية أكثر من نصف دخلها، كما ارتفعت نسب الأشخاص الذين يعانون من نقص في الأمن الغذائي بشكل ملحوظ". ولفت ملادينوف الانتباه إلى أن "النساء والأطفال يتحملون وزر هذه الأزمة وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية ويواجهون المخاطر المتزايدة من وقوع العنف المنزلي مع تقييد قدرتهم على الحصول على خدمات دعم لازمة".
وتحدث ملادينوف عن تنفيذ إسرائيل لأكبر عملية هدم لممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة خلال العقد الأخير ووصفه بالتطور المقلق. وقال "إن عمليات الهدم طاولت أكثر من سبعين منزلا وبناء، وشردت 73 فلسطينيا، بمن فيهم 41 طفلا، وهذا يفاقم من هشاشة وضعف تلك العائلات مع قرب بداية فصل الشتاء وانتشار وباء كورونا".
كما تحدث ملادينوف كذلك عن استمرار عمليات هدم بيوت الفلسطينيين وتشريدهم في القدس المحتلة خلال الفترة التي يشملها التقرير، أي الشهر الأخير. وأضاف في هذا السياق: "في المجموع هدمت إسرائيل وصادرت 153 مبنى للفلسطينيين في الضفة والقدس الشرقية، ما أدى إلى تشريد 96 فلسطينيًا، من بينهم 22 امرأة و 51 طفلاً، وأثر ذلك على حوالي 1400 آخرين". وأشار ملادينوف إلى أن إسرائيل تهدم تلك البيوت وتصادرها بحجة عدم وجود تصاريح بناء، إلا أنه من شبه المستحيل أن يحصل الفلسطينيون على التراخيص من السلطات الإسرائيلية. وتحدث عن اضطرار بعض الفلسطينيين لهدم بيوتهم بأيديهم لتجنب دفع غرامات باهظة وتكاليف الهدم التي تفرضها سلطات الاحتلال.
ولفت ملادينوف الانتباه إلى أن بناء تلك البؤر الاستيطانية سيعزز من حلقة المستوطنات بين القدس وبيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، وقال إنه "سيلحق ضرراً جسيماً بآفاق قيام دولة فلسطينية متصلة الأراضي في المستقبل. ولتحقيق حل الدولتين المتفاوض عليه على أساس خطوط 1967، مع القدس عاصمة للدولتين، أدعو إلى التراجع عن هذه الخطوة".
وتحدث كذلك عن مهاجمة المستوطنين لممتلكات الفلسطينيين وأراضيهم ومحاصيلهم الزراعية خلال الأسابيع الأخيرة في سبعة عشر حادثا مسجلاً. وقال إن المستوطنين هاجموا المزارعين الفلسطينيين في عدد من المناطق وحرقوا وقطعوا أكثر من 190 شجرة زيتون وسرقوا كميات كبيرة من محاصيل الزيتون التي قطفها الفلسطينيون.