قُتل عنصر من مسلحي "حزب العمال الكردستاني"، اليوم الخميس، في بلدة سنجار التابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق، فيما أصيب اثنان آخران في حصيلة أولية لقصف جوي نفّذه الجيش التركي.
وأفادت مصادر أمنية بأن طيراناً تركياً مسيراً استهدف سيارة تقل عناصر موالين لـ"العمال الكردستاني" كانت تتحرك من قضاء سنجار باتجاه طريق باب شلو (جبل سنجار)، وتعرضت إلى القصف غرب قرية الوردية، موضحة أنه كان "داخل السيارة 3 أشخاص تابعين إلى حزب العمال الكردستاني، وتحديداً وحدة حماية سنجار (اليبشه)".
وأشارت المصدر ذاتها، شريطة عدم كشف هويتها، إلى أن أحد "هؤلاء الثلاثة قتل على الفور والاثنان الآخران أصيبا بجروح جراء القصف"، مؤكدة أنه "جرى إخلاؤهم من قبل مفرزة تابعة إلى وحدة حماية سنجار".
وأشارت مصادر من محافظة نينوى إلى أن "القصف التركي لم يسفر عن مقتل أو إصابة أو مدنيين، لأن العملية جرت في منطقة نائية"، موضحة لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران المسيّر يرصد تحركات عدد من السيارات التابعة لمسلحي العمال الكردستاني، لكنه لا يقصفها إلا بعد التأكد من خلو المنطقة من المدنيين".
وشنّت الطائرات الحربية التركية، الأسبوع الماضي، عمليات قصف لمواقع مختلفة من محافظة دهوك شمال العراق، ضمن سلسلة هجمات لتحييد المسلحين الذين يهددون أنقرة ومدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وانتشرت أخيراً، قوات عراقية تابعة لحرس الحدود في منطقة حدودية جديدة مع تركيا، ضمن محافظة دهوك شمالي البلاد، ضمن خطة قالت وزارة الداخلية العراقية إنها تهدف إلى فرض السيطرة على الحدود الدولية، ومنع عمليات التسلل والأنشطة المسلحة في المنطقة.
ويتمركز مسلحو "حزب العمال الكردستاني" في مدينة سنجار ما يمنع عشرات الآلاف من الأهالي من العودة إلى ديارهم بعد أعوام النزوح، وتشتيتهم في مخيمات متناثرة في مدن إقليم كردستان العراق. كما يعرقل المسلحون تنفيذ اتفاق تطبيع أوضاع المدينة وإعادة أهلها إليها، الموقّع بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بإشراف بعثة الأمم المتحدة مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2020، الذي يقضي الاتفاق بإخراج عناصر "العمال الكردستاني" وفصائل الحشد الشعبي من مدينة سنجار وإعادة النازحين.
وتستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية، التي أطلقتها أنقرة رسمياً منذ منتصف عام 2021، مقار وعناصر "العمال الكردستاني" في الشمال العراقي، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا.
ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية، أدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي "العمال الكردستاني"، المصنف ضمن قائمة الإرهاب بتركيا، وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة له.