قُتل عشرات المتظاهرين بيد الشرطة، ليل الأربعاء – الخميس، بينما كانوا يحاولون الاستيلاء على مبانٍ إدارية في كازاخستان، وفق ما أعلنته شرطة البلاد التي تواجه أعمال شغب في حالة من الفوضى، في وقت انتشرت قوات روسية، ضمن قوة لحفظ السلام، تضمّ جنوداً من أربع جمهوريات سوفياتية سابقة أخرى.
ونقلت وكالات الأنباء "إنترفاكس-كازاخستان"، و"تاس"، و"نوفوستي"، عن المتحدث باسم قوة الشرطة سالتانات أزيربك قوله إنّ "القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبانٍ إدارية وقسم شرطة مدينة ألما آتا، بالإضافة إلى الإدارات المحلية ومراكز الشرطة".
وأضاف: "قُضيَ على عشرات المهاجمين، ويجري التعرف إلى هوياتهم".
وتابع المتحدث أنّ عملية "لمكافحة الإرهاب" تجري في أحد أحياء ألما آتا، العاصمة الاقتصادية لهذا البلد الواقع في آسيا الوسطى، التي شهدت أعنف أعمال الشغب.
وأظهرت صور نشرت على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي متاجر نُهبت وبعض المباني الإدارية تهاجم وتشعل حرائق فيها في ألما آتا، فيما تسمع طلقات من أسلحة آلية، وفق "فرانس برس".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الداخلية الكازاخستانية، أنّ 12 من أفراد قوات الأمن على الأقل قتلوا وجرح 353 آخرون.
#Kazakhstan 🇰🇿: military vehicles have been spotted outside of #Almaty, on their way to enter the city pic.twitter.com/oSgiIFDtXd
— Thomas van Linge (@ThomasVLinge) January 5, 2022
#Kazakhstan 🇰🇿: latest footage out of #Almaty where a crackdown is in full effect tonight.
— Thomas van Linge (@ThomasVLinge) January 6, 2022
Sounds of gunfire can clearly be heard. pic.twitter.com/Ezwrrn42Fl
توقيف نحو ألفي شخص في شوارع ألما آتا
وأعلنت الشرطة في كازاخستان، اليوم الخميس، أنها أوقفت نحو ألفي شخص في شوارع ألما آتا. ونقلت وكالتا "تاس" و"ريا نوفوستي" الروسيتان عن وزارة الداخلية قولها إن "عناصر الشرطة في ألما آتا خرجوا لإخلاء الشوارع (...) من المجموع، واقتيد نحو ألفي شخص إلى مراكز الشرطة".
إلى ذلك، أعلنت حكومة كازاخستان، اليوم، أنها حدّدت أسعار الوقود لمدة ستة أشهر، إثر أعمال الشغب التي تشهدها البلاد. ويهدف هذا الإجراء المنشور بالتفصيل على الموقع الإلكتروني لرئيس الوزراء، إلى تأمين "استقرار الوضع الاجتماعي والاقتصادي".
تحالف أمني تقوده روسيا يبدأ مهمة في كازاخستان
في الأثناء، قالت أمانة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، اليوم الخميس، إنّ قوات روسية انتشرت في كازاخستان، الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، ضمن قوة لحفظ السلام تضم جنوداً من أربع جمهوريات سوفييتية سابقة أخرى.
وقالت الأمانة، بحسب ما أوردته "رويترز"، إنّ المهمة الرئيسية لقوات حفظ السلام، حماية المنشآت الحكومية والعسكرية المهمة، ومساعدة قوات حفظ القانون والنظام في البلاد.
وذكر بيان نشرته على تطبيق "تلغرام" المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وفق ما نقلته "فرانس برس": "أُرسِلَت قوة جماعية لحفظ السلام من منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان لفترة محدودة من أجل ضمان استقرار الوضع وتطبيعه".
📹 #موسكو ترسل أولى قواتها لحفظ السلام في #كازاخستان #فرانس_برس pic.twitter.com/4LzVpdhScr
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) January 6, 2022
وكان رئيس منظمة معاهدة الأمن الجماعي، رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، قد قال في وقت سابق عبر "فيسبوك"، إنّ المنظمة سترسل إلى الجمهورية السوفييتية السابقة "قوات حفظ سلام جماعية لفترة محدودة من أجل استقرار الوضع وتطبيعه" الذي سبّبه "تدخّل خارجي".
ومساء أمس الأربعاء، طلب رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، المساعدة من هذا التحالف العسكري المدعوم من موسكو، للتصدّي لأعمال الشغب التي تهزّ البلاد وينفّذها على حدّ قوله "إرهابيون" مدرّبون في الخارج، فيما أُعلنت حالة الطوارئ في مجمل أراضي البلاد الواقعة في آسيا الوسطى.
الاتحاد الأوروبي: لضبط النفس ووقف العنف
سياسياً، حثّ الاتحاد الأوروبي روسيا، اليوم الخميس، على احترام سيادة كازاخستان واستقلالها، كذلك حثت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، جميع الأطراف على ضبط النفس.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، وفق "رويترز": "يجب وقف العنف. وندعو أيضاً جميع الأطراف إلى ضبط النفس والوصول إلى حل سلمي للوضع". وأضاف: "الاتحاد الأوروبي مستعد وراغب بالقطع الآن في دعم حوار في البلاد".
بريطانيا تحضّ على وقف التصعيد
بدورها، دعت بريطانيا، اليوم، إلى إنهاء الاحتجاجات العنيفة في كازاخستان، معبرة عن مخاوفها إزاء الاضطرابات الحاشدة التي أشعلتها زيادة أسعار الوقود.
وقال الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون للصحافيين، وفق "فرانس برس": "نحضّ على وقف التصعيد ونريد حلاً سلمياً".
الولايات المتحدة ترفض "الادّعاءات المجنونة من جانب روسيا" بشأن كازاخستان
في الأثناء، دعت الولايات المتّحدة الأربعاء، السلطات في كازاخستان إلى "ضبط النفس"، معربة عن أملها في أن تجري "بطريقة سلمية" التظاهرات في الجمهورية السوفييتية السابقة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، وفق "فرانس برس"، إنّه يجب أن يتمكّن المحتجّون من "التعبير عن أنفسهم سلمياً"، مناشدة السلطات "ضبط النفس". وندّدت بـ"الادّعاءات المجنونة من جانب روسيا" بشأن المسؤولية المفترضة للولايات المتحدة عن أعمال الشغب التي تهزّ كازاخستان، مؤكّدة أنّ هذه المزاعم "غير صحيحة على الإطلاق" وتفضح "استراتيجية التضليل الروسية".
بدوره، ندّد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس بأعمال الشغب التي شهدتها الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، منتقداً في الوقت عينه قطع الإنترنت من قبل الحكومة. وقال برايس في بيان: "نطالب جميع الكازاخستانيين باحترام المؤسسات الدستورية وحقوق الإنسان وحرية الإعلام والدفاع عنها، بما في ذلك من خلال إعادة خدمة الإنترنت". وأضاف: "نحضّ جميع الأطراف على إيجاد حلّ سلميّ لحالة الطوارئ".
من جهتها، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف في كازاخستان إلى "ضبط النفس والامتناع عن العنف وتعزيز الحوار". وقال المتحدّث باسم الأمم المتّحدة ستيفان دوجاريك إنّ المنظمة الدولية تتابع "بقلق" تطورات الأحداث في هذه الدولة.
وبدأت حركة الاحتجاج، الأحد، بعد زيادة في أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن غربيّ البلاد، قبل أن تمتد إلى مدينة أكتاو الكبيرة الواقعة على بحر قزوين، ثم إلى ألما آتا. وحاولت الحكومة في البداية تهدئة المتظاهرين، لكن دون جدوى، عبر خفض سعر الغاز المسال وتثبيته عند 50 تنغي (0,1 يورو) للتر الواحد في المنطقة، مقابل 120 في بداية العام.