مقتدى الصدر يطالب نوري المالكي باعتزال السياسة وتسليم نفسه للقضاء

مقتدى الصدر يطالب نوري المالكي باعتزال السياسة وتسليم نفسه للقضاء

18 يوليو 2022
ثاني بيان للصدر بخصوص التسريبات المنسوبة للمالكي (قاسم الكعبي/فرانس برس)
+ الخط -

أصدر زعيم "التيار الصدري" في العراق، مقتدى الصدر، اليوم الإثنين، بياناً شديد اللهجة دعا فيه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي إلى تسليم نفسه للقضاء، كما دعا حزب الدعوة وحلفاءه في الإطار التنسيقي لإصدار بيان يستنكر ما ورد في التسريبات الخاصة باجتماع مغلق للمالكي تهجم فيها على الصدر ولوح بمهاجمة النجف إذا تطلب الأمر في خصومته مع التيار الصدري.

ويأتي التصعيد بين التيار الصدري وزعيم حزب الدعوة الإسلامية، نوري المالكي، في ظل انغلاق سياسي كبير تشهده البلاد منذ أكثر من 9 أشهر عقب الانتخابات البرلمانية في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.

وقال الصدر، في بيان له هو الثاني من ناحية التعليق على التسريبات الصوتية لاجتماع بين المالكي مع من يتوقع أنهم قيادات في مليشيات "كتائب حزب الله" العراقية وأعضاء بحزب الدعوة عقد في فبراير/شباط الماضي، وتم تسريبه في الأيام الماضية، إن "في موتي شفوة وفرحاً لإسرائيل وأميركا والإرهابيين والفاسدين، لكن العجب كل العجب أن يأتي التهديد من (حزب الدعوة) المحسوب على آل الصدر ومن كبيرهم المالكي، ومن جهة شيعية تدعي طلبها لقوة المذهب".

وطالب الصدر بـ"إطفاء الفتنة من خلال استنكار مشترك من قبل قيادات الكتل المتحالفة مع المالكي من جهة، ومن قبل كبار عشيرته (المالكي) من جهة أخرى"، مستدركاً: "وألا يقتصر الاستنكار على اتهامي بالعمالة لإسرائيل أو لاتهامي بقتل العراقيين، بل الأهم من ذلك، هو تعديه على قوات الأمن العراقية واتهام الحشد الشعبي بالجبن وتحريضه على الفتنة والاقتتال (الشيعي-الشيعي)".

وتبرأ الصدر "من أي تعد أو استعمال العنف ضد المالكي في المستقبل"، محذرا من "طرف ثالث يريد تأجيج الفتنة".

وتابع الصدر: "أنصح المالكي بالاعتكاف واعتزال العمل السياسي واللجوء للاستغفار أو تسليم نفسه ومن يلوذ به الى الجهات القضائية، ولا يحق له بعد أفكاره الهدامة أن يقود العراق بأي صورة من الصور، بل ذلك خراب ودمار للوطن وشعبه".

ويعتبر بيان الصدر تأكيداً آخر من قبله على صحة التسجيلات الصوتية التي بثها الصحافي العراقي المقيم في الولايات المتحدة، علي فاضل، لاجتماع مدته 48 دقيقة للمالكي، وقال في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، إنه قرر نشر التسريبات بشكل متسلسل ومقطّع كل يوم وأن هناك 7 أجزاء أخرى بعد لم تنشر من هذا الاجتماع.

وأصدر المالكي ثلاثة بيانات متتالية، في الأيام الأخيرة، ينفي فيها صحة هذه التسريبات وتبنى رواية تزييف صوته عبر تقنيات حديثة من قبل جهات لم يسمها لإشعال فتنة.


حول وهذه التطورات، قال عضو التيار الصدري في بغداد، محمد الدراجي لـ"العربي الجديد"، إن "بيان السيد مقتدى الصدر فيه تأكيد آخر على صحة المقاطع المسربة"، مضيفاً أن "الكرة الآن في ملعب الإطار التنسيقي للتبرؤ من مخططات وعقلية المالكي ككل وأيضاً عند القضاء وجهاز الادعاء العام لوجود معلومات خطيرة تهدد بإشعال فتيل حرب جديدة مسرحها مدن الجنوب"، وفقاً لقوله.

وبين أن "التيار الصدري ملتزم بعدم الرد على تهديدات المالكي وإهانته للتيار ورموزه، لكن ينتظر من حلفاء المالكي وحزبه وعشيرته التنصل من مخططاته".


الخبير بالشأن السياسي العراقي، زيد عبد الوهاب علّق بدوره على بيان الصدر، قائلاً إن "ضغط الصدر بات مسلطاً على الإطار التنسيقي وبقوة، ليكون له موقف واضح من فضيحة التسريبات الصوتية، وربما أوضح موقف يريده التيار هو إقصاء المالكي من الإطار لتمر الحكومة الجديدة بسلام".