معلّق إسرائيلي عن مناورات البحر الأحمر بين إسرائيل والإمارات والبحرين: "متحدون ضد إيران"
في الوقت الذي تعكس فيه المناورات البحرية المشتركة في قلب البحر الأحمر، بين إسرائيل والإمارات والبحرين، تطورا بالغ الأهمية من الناحية الاستراتيجية لإسرائيل، وفقا لتوصيف قائد سلاح البحرية الإسرائيلية السابق، الجنرال إلعزار مروم، في مقابلة مع إذاعة "إف إم 103"، أمس، فإن إسرائيل تضع في نفس الخانة أيضا القرار المصري، لأول مرة، بإشهار تعديل الاتفاق بشأن انتشار القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء، وهو ما ترجم في نشر الجانب المصري لصور اللجنة العسكرية المصرية - الإسرائيلية المشتركة من اجتماعها الأخير السبت الماضي.
وقد أعلن إلعزار مروم، في سياق حديثه عن المناورات البحرية المذكورة، أن جزءا مهما من هذه التطورات ومن هذا الحدث مرده أيضا إلى نقل إسرائيل وضمها للقوات الأميركية المشتركة في الخليج، وليس كما كان الحال سابقا باتباعها للقوات المشتركة في أوروبا، وانعكس ذلك في مشاركة الأسطول الأميركي الخامس في المناورات المشتركة وليس قوات "مارينز" من الأسطول السادس.
إلى ذلك، ترصد إسرائيل التغيير ليس فقط لدى مصر، وإنما أيضا لدى الأردن، التي حافظت طيلة الوقت على تنسيق أمني هو في صالح أمن المملكة وإسرائيل، وفقا لما وصفه المحلل العسكري في "يسرائيل هيوم" ألون بن دافيد.
وبحسب الأخير، في تقرير موسع له نشرته "يسرائيل هيوم" اليوم تحت عنوان "موحدون ضد إيران"، فإن المناورات البحرية المشتركة تهدف، وفقا لضابط رفيع المستوى، إلى منع أي سيطرة إيرانية في البحار، معتبرا أن "الخطر الإيراني ليس فقط في العراق واليمن ولبنان وسورية، وإنما هناك أيضا تموضع إيراني في البحر ويجب العمل ضده".
وأشار بن دافيد إلى أن "هذه المناورات المشتركة جزء من خطة عمل مشتركة تم الاتفاق عليها بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال زيارة قائد الأسطول الخامس الأميركي للبلاد قبل عدة أشهر".
واعتبر بن دافيد أن هذه المناورات، التي يشارك فيها الجيش الإسرائيلي في حوض المتوسط مع حلف "الناتو"، ومرافقة مقاتلات إسرائيلية للقاذفات الأميركية، هي إشارة ورسائل إسرائيلية واضحة لإيران ونوع من استعراض العضلات، وهي "أنباء جيدة لإسرائيل تنضم إلى تطورات إيجابية أخرى بينها رغبة نظام الأسد في تقليص التموضع الإيراني في سورية، وإن كانت إسرائيل محبطة من التقدم الإيراني في مشروع إيران النووي".
وفي تقرير آخر نشره بن دافيد في الملحق الأسبوعي لصحيفة "يسرائيل هيوم"، اعتبر أن "التطورات في الخليج والقرار المصري بإشعار تعديل اتفاق نشر القوات في سيناء، تمت بفعل الرعاية الأميركية واتفاقيات أبراهام".
وبحسبه، فإن "القرار المصري متأثر في واقع الحال بسرعة التطبيع مع دول الخليج بما يتخلله من تعاون في كافة المستويات والمجالات، لأن أحدا لا يريد أن يبقى متخلفا عن الركب"، في إشارة إلى قرارات في مصر والأردن، علما بأن الأخيرتين كانتا تحافظان على وتيرة بطيئة وتبقي علاقاتهما الأمنية في الظل. لكن التطبيع المتسارع من الخليج يدفعها هي الأخرى للتقدم، خاصة وأن التطبيع أصبح، بحسب تعبيره، "كنزا استراتيجيا" لدول عربية.