- الهجمات لم تخلف خسائر كبيرة في البنية التحتية الإسرائيلية، لكنها أظهرت قدرة إيران على تخطي الدفاع الجوي الإسرائيلي، مع التأكيد على القدرة الصاروخية الإيرانية وإطلاق صواريخ من مسافات مختلفة.
- استخدام مسيّرات انتحارية وصواريخ باليستية متقدمة مثل فاتح 110 وخرمشهر 4 يعكس التطور الكبير في الصناعات العسكرية الإيرانية، مع قدرات استراتيجية بارزة في مجال الصواريخ الباليستية.
شن الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع الجيش الإيراني، مساء السبت، هجمات مركبة على أهداف داخل إسرائيل باستخدام مجموعة متنوعة من المسيّرات والصواريخ محلية الصنع، وذلك رداً على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وحول الهجوم الإيراني، أكد الخبير العسكري الإيراني مرتضى موسوي، لـ"العربي الجديد"، أن القوات الجوية الإيرانية أطلقت عدداً كبيراً من المسيّرات والصواريخ في عملية "الوعد الصادق"، مقدراً العدد بنحو 250 صاروخاً ومسيّرة. وأوضح أن الأهداف "كانت عسكرية. وإصابة المسيّرات والصواريخ الأهداف كانت محدودة وسطحية"، لافتاً إلى أنه "حسب ما شاهده من الفيديوهات، فقد سجلت نحو 20 إصابة للأهداف".
وأكد الخبير الإيراني أن "عمليات الإطلاق قد جرت من نحو 8 مدن ومواقع"، لافتاً إلى أن الهجمات "لم تترك خسائر خاصة في البنى التحتية الإسرائيلية وإيران لم تكن بصدد ذلك". وشدد على أن الهدف الإيراني هو "إثبات تغيير المعادلة من صراع غير مباشر إلى صراع مباشر، وإظهار قدراتها في تخطي الدفاع الجوي الإسرائيلي عند الضرورة".
وأكد أن إطلاق عشرات الصواريخ من عدة نقاط من مسافات مختلفة "يظهر سعة القدرة الصاروخية الإيرانية". وعن مشاهد لسقوط صواريخ إيرانية في الأردن ومناطق أخرى خارج إسرائيل، قال إنها تعود إلى جسم الصواريخ وليس إلى رأسها الحربي، موضحاً أن "الجسم، بتوجيه من مركز التحكم، ينفصل عن الرأس الحربي، والأخير يتجه نحو الهدف".
وفي حديثه مع "العربي الجديد"، أوضح موسوي أن "القوات الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني استخدمت مسيّرتي شاهد 136 و238 الانتحاريتين". وشرح موسوي أن "المسيرة شاهد 136 الإيرانية أصبحت الأكثر شهرة لكثرة الحديث عن استخدامها في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وهي تزن نحو 200 كيلوغرام. وتحمل بين 25 و30 كيلوغراماً من المتفجرات في رأسها. وتحلق على ارتفاع منخفض، كما أنها تتخفى عن الرادار". واستطرد قائلا: "أما مسيرة 238 الانتحارية، فهي النسخة الأحدث لمسيّرة 136"، وفق موسوي الذي قال إنها "مزودة بالمحرك النفاث".
وعن الصواريخ التي استخدمتها القوات الإيرانية في هجماتها، قال المحلل العسكري الإيراني مرتضى موسوي، لـ"العربي الجديد"، إن "السلطات العسكرية الإيرانية حتى الآن لم تعلن عن نوعية الأسلحة التي استخدمت في الهجمات، لكن حسب بعض الصور والفيديوهات، يمكن القول إنه استُخدم عدد متنوع من الصواريخ الباليستية". وأشار موسوي إلى "استخدام صواريخ فاتح 110 الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب من أكثر من قاعدة جوية إيرانية"، موضحاً أن "الصاروخ نسخة مطورة من صاروخ زلزال 2 وبنظام توجيه محدث".
ولفت أيضاً إلى استخدام صاروخ "خرمشهر 4" أو ما يعرف أيضاً باسم "خيبر" من فئة صواريخ أرض أرض، يصل مداه إلى ألفي كيلومتر، وهو بطول 13 متراً وقطر 1.5 متر ووزن 30 طناً. ويحمل الصاروخ رأسا حربياً بوزن 1500 كيلوغرام وسرعته خارج الجو تفوق 16 ماخاً وداخل الجو 8 ماخات، وفق موسوي. و"خرمشهر 4" من إنتاج وزارة الدفاع الإيرانية، وأزاح وزير الدفاع محمد رضا آشيتاني الستار عنه في 25 مايو/أيار 2023.
كما قال إنه على ما يبدو أيضاً، فقد استُخدمت صواريخ "خيبر شكن" (كاسر خيبر) التي يصل مداها إلى 1450 كيلومتراً وبطول 5.10 أمتار وقطر 800 ملم ووزن 4500 كيلوغرام. ويحمل الصاروخ رأساً حربياً بوزن 500 كيلوغرام، فضلاً عن أن سرعته تصل إلى أكثر من 5 آلاف كيلومتر في الساعة، وفق موسوي. وأنتجت صناعات الحرس الثوري الإيراني هذا الصاروخ، وأزاحت الستار عنه في 11 فبراير/شباط 2022.