رغم مشاركة مليشيات "الحشد الشعبي" والحرس الثوري الإيراني، وإشراف فريق من المارينز الأميركي، اصطدمت القوات العراقية التي تخوض معركة تحرير مدينة الفلوجة، من تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش)، بحقول الألغام، في وقت قُتل فيه 42 عنصراً من الجيش والمليشيات، فضلاً عن عدد من المدنيين.
ويشارك في هذه المعركة، حوالى 10 آلاف مقاتل من الجيش العراقي ومليشيات "الحشد الشعبي"، مدعومين بقوات من الحرس الثوري الإيراني، ممثلة بفيلق "القدس" و"الباسيج"، فضلاً عن مئات من مقاتلي العشائر المنتشرين في المحور الجنوبي من المدينة.
ويدير فريق المارينز الأميركي الاستشاري في معسكر التقدم الأميركي، والذي أنشئ أخيراً داخل قاعدة الحبانية 20 كم غرب الفلوجة، مجريات المعارك. كما تحلّق طائرات أميركية من دون طيار للتصوير وتزويد "التحالف الدولي" بالمعلومات اللازمة حول تحرك مقاتلي التنظيم داخل الفلوجة.
وقالت مصادر عسكرية عراقية، إن "الهجوم الذي بدأ عند الساعة الخامسة من فجر اليوم، بمشاركة قوات من 12 فصيلاً مدعمة بقوات التحالف، مستمر دون توقف".
وأوضح مصدر عسكري في هيئة رئاسة أركان الجيش لـ"العربي الجديد" أن "المعارك تفتر وتشتد، لكن ليس بالشكل المتوقع في حدتها بسبب وجود حقول الألغام حول المدينة التي تمنع تقدم قواتنا"، مضيفاً أن "المعارك تتركز في مناطق ما قبل حقول الألغام، حيث سيتعين على قواتنا معالجة مشكلة حقول الألغام قبل كل شيء".
وأشار المصدر إلى إن "مقاتلي تنظيم داعش بدوا أكثر انضباطاً وكفاءة في التعامل مع الهجمات ولا زالوا يعتمدون على العمليات الانتحارية كسلاح فعال وناجع بالمعارك".
وأضاف أن "42 قتيلاً من الجيش والمليشيات و39 جريحاً، سقطوا خلال المعارك فضلاً عن قتلى وجرحى لا يعرف عددهم عند المحور الشمالي حيث وقع عدد من الهجمات بسيارات مفخخة".
اقرأ أيضاً: "داعش" يقلب موازين معركة الفلوجة والعبادي يبرّر
وبحسب الضابط العراقي، فإن "اليد الطولى لسلاح الجو الأميركي والفرنسي، بينما ركز الطيران العراقي مهماته في الرمادي التي تشهد هي الأخرى معارك ضارية على حدودها الشرقية".
وحول مشاركة الحرس الثوري، أوضح أن "القوات الإيرانية ممثلة بالحرس الثوري تشارك بثقل مشابه لمشاركتها بمعارك تكريت، وهي تتركز من المحورين الشرقي والجنوبي حول الفلوجة، لكن تنظيم الدولة صدّ هجوماً نفذته تلك القوات".
قتلى مدنيون
وقُتل عدد من المدنيين جراء قصف صاروخي شنته مليشيات "الحشد" على المدينة، بينهم نساء وأطفال، تم إخلاؤهم إلى مبنى بديل بعد تكرار قصف مستشفى الفلوجة المكتظ بالجرحى، وفق مصادر محلية.
وقال زعيم قبلي في الفلوجة لـ"العربي الجديد"، إن "العمليات العسكرية لا نسمع منها إلا أصوات الاشتباكات بين الطرفين، لكن المدنيين يسقطون ضحايا القصف الهمجي على المدينة"، مؤكداً أن "المعارك لا تزال قائمة والتيار الكهربائي قطع عن المدينة".
إلى ذلك، أطلع رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، على "تقدم القطعات العسكرية والأمنية بعد انطلاق عمليات تحرير الأنبار فجر اليوم، خلال زيارته مقر قيادة العمليات المشتركة وإشرافه المباشر على العمليات والخطط لتحرير الأنبار".
وشدد العبادي، في بيان أن "سواعد أبطال قواتنا المسلحة من جيش وشرطة وحشد شعبي وأبناء العشائر سيزفون بشرى النصر لتحرير الأنبار عن قريب إن شاء الله".
اقرأ أيضاً: معركة الفلوجة تقترب... ومخاوف على المدنيين