سقط عشرات القتلى والجرحى، اليوم الأحد، في معارك عنيفة بين الجيش اليمني وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في أطراف محافظتي مأرب والجوف القريبتين من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، وسط غارات مكثفة لمقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية.
وشهدت الساعات الماضية معارك كرّ وفرّ في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب الغنية بالنفط، والجبهات الشمالية للجوف، إثر هجوم مضاد للجيش اليمني والمقاومة الشعبية، لاستعادة المواقع التي خسرها لمصلحة الحوثيين.
وفي الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب، شنت قوات الجيش الوطني هجوما على مواقع تمركز الحوثيين في جبهات الأعيرف واللجمة، وفقا لمصادر عسكرية لـ"العربي الجديد".
وقالت المصادر، التي اشترطت عدم الإفصاح عن هويتها، إن المعارك التي حظيت بإسناد كبير من مقاتلات التحالف، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات العناصر من الحوثيين، فضلا عن تدمير أكثر من 10 آليات عسكرية للمليشيا بمن عليها من مقاتلين.
وفي محافظة الجوف، أعلن الجيش اليمني، في بيان رسمي، "دحر مجاميع حوثية من عدة مواقع غرب منطقة اليتمة"، والتي كانت جماعة الحوثيين قد سيطرت عليها أول من أمس الجمعة.
وأشار البيان إلى أن المعارك والغارات الجوية لمقاتلات التحالف، الذي تقوده السعودية، أسفرت عن مقتل 45 عنصرا حوثيا على الأقل وعشرات الجرحى، فضلا عن تدمير 5 دوريات ومدفعين عيار 23، من دون الكشف عن الخسائر في صفوف القوات الحكومية والمقاومة الموالية لها.
#مأرب
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) December 19, 2021
قوات الجيش تخوض معارك مستمرة لدحر المليشيات الحوثية الإيرانية وتكبّدها خسائر فادحة في جبهات القتال جنوب محافظة مارب.
في السياق، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية، مساء اليوم الأحد، تنفيذ 19 عملية استهداف ضد المليشيا الحوثية في محافظة مأرب خلال الـ24 ساعة الماضية، وفقا لبيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وذكر البيان أن العمليات أسفرت عن تدمير 14 آلية عسكرية والقضاء على أكثر من 100 من العناصر الحوثية، من دون أن يتسنى التحقق من دقة تلك الأرقام من مصادر مستقلة.
وعلى الرغم من الخسائر البشرية الواسعة في صفوف الحوثيين، إلا أن الوضع العسكري ما يزال حرجا في أطراف مأرب الجنوبية، في ظل استماتة الجماعة بهجماتها الانتحارية، من دون اكتراث للنزيف في صفوف مقاتليها.
وأقر مصدر عسكري في الجيش اليمني، لـ"العربي الجديد"، بالتعقيدات التي تواجههم جنوبي مأرب، خصوصا في حال تسللت مجموعات حوثية إلى النقعة السفلى ونقطة الفلج التي تعد البوابة الرئيسية لمدينة مأرب، وأهم معاقل القوات الحكومية.
وأشار المصدر، التي اشترط كذلك عدم ذكر اسمه، إلى أن "معارك الكر والفر رغم نجاحها في استعادة بعض المواقع، إلا أنه لا يمكن تثبيتها لمدة طويلة جراء كثافة النيران الحوثية، حيث تعتمد المليشيا على الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة الإيرانية"، على حد تعبيره.
عبد الملك يتوجه إلى الرياض
في سياق آخر، غادر رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معين عبد الملك، مساء اليوم الأحد، العاصمة المؤقتة عدن إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة مفاجئة.
وقال مصدر في مجلس الوزراء، لـ"العربي الجديد"، إن عبد الملك سيعقد مشاورات مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حول عدد من الملفات الاقتصادية والعسكرية والسياسية الراهنة على الساحة اليمنية، فضلا عن إجرائه لقاءات مع مسؤولين سعوديين.
وتتزامن الزيارة، التي قال المصدر إنها ستكون قصيرة، مع أنباء عن تعديل جديد في الحكومة اليمنية يطاول عددا من الحقائب، على رأسها الدفاع والداخلية والمالية.