انخرطت القوات الأذربيجانية والأرمنية في "معارك عنيفة" في منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، اليوم السبت، بعد أنّ شنّ الجيش الأذربيجاني هجوماً جديداً واسع النطاق، على ما أفاد مسؤولون أرمينيون، وفق "رويترز".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، إنّ القوات الانفصالية التي تدعمها أرمينيا صدّت "هجوماً كبيراً" شنّته القوات الأذربيجانية، وأطلقت هجوماً معاكساً. وكتبت على "تويتر" أنّ "معارك عنيفة مستمرة على جبهات أخرى".
The #DefenseArmy of #Artsakh managed to suspend today’s large-scale attack launched by the enemy. In one of the directions, our forces undertook a counterattack. In other flanks there are heavy defensive battles.
— Shushan Stepanyan (@ShStepanyan) October 3, 2020
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، اليوم السبت، أن الجيش دمّر العديد من المدرعات العسكرية للجيش الأرميني. ونشرت الوزارة مشاهد لتدمير قواتها مدرعات أرمينية وإصابتها بدقة.
Bu gün səhər döyüşləri zamanı bölmələrimiz tərəfindən düşmənin hərbi texnikasına sarsıdıcı zərbələr endirilibBu gün səhər döyüşləri zamanı bölmələrimiz tərəfindən düşmənin hərbi texnikasına sarsıdıcı zərbələr endirilib - VİDEO ____ Today, during the morning battles our military units inflicted crushing blows on the enemy’s military equipment - VIDEO ____ В ходе сегодняшних утренних боев наши подразделения нанесли сокрушительные удары по боевой технике противника - ВИДЕО
Posted by Azərbaycan Respublikası Müdafiə Nazirliyi on Saturday, October 3, 2020
وأعلنت أرمينيا اليوم السبت مقتل 51 مسلحاً انفصالياً أرمينياً إضافيين، ونُشرت قائمة تضم أسماء القتلى على موقع الحكومة الأرمينية بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس سلطات ناغورنو كاراباخ، أرايك هاروتيونيان، بدء "المعركة الأخيرة" على المنطقة. وترتفع بذلك، وفق وكالة "فرانس برس"، الحصيلة الرسمية للمعارك إلى 242 قتيلاً من كلا الجانبين.
وتستمرّ المعارك لليوم السابع على التوالي، وذلك غداة اتهام أرمينيا، أمس الجمعة، القوات الأذربيجانية، بقصف المدينة الرئيسية في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه.
وقالت يريفان إنها على استعداد للعمل مع وسطاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن أذربيجان ردّت بأنّ على أرمينيا أولاً سحب جنودها.
سياسياً، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، "الأطراف الثالثة" إلى البقاء بعيداً عن النزاع في ناغورنو كاراباخ، معرباً عن أمله أن تكون التقارير عن وجود "جهاديين سوريين" في أذربيجان معلومات لا أساس لها من الصحة.
وقال بومبيو للصحافيين على متن الطائرة التي كانت تقلّه إلى الولايات المتحدة بعد مغادرته كرواتيا، المحطة الأخيرة من جولة مصغرة له في أوروبا: "يجب أن تسألوا (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان لماذا قد يتخذ قراراً كهذا". ورداً على "المعلومات" عن إرسال "مقاتلين سوريين" إلى أذربيجان، قال بومبيو: "أتمنى ألا يكون الأمر كذلك". وأضاف: "دعونا الجميع إلى البقاء بعيداً عن هذا"، بالإضافة إلى التشديد على أن "الحوار" يجب أن يمثل "المنهجية لإعادة النظام وإعادة السلام".
واعتبر أنه إذا جرى "تدويل" النزاع و"إرسال أطراف ثالثة لذخيرة وأنظمة أسلحة، وحتى لمستشارين وحلفاء، فإن هذا سيزيد من التعقيد ويزيد من خطر فقدان الأرواح".
وأضاف: "لقد نقلنا هذه الرسالة بالتأكيد إلى الزعيمين الأذربيجاني والأرميني، وكذلك إلى الأتراك".
إلى ذلك، قال رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، الجمعة، إن بلاده تتحرى مزاعم عن استخدام قوات أذربيجان تكنولوجيا كندية للطائرات المسيّرة صُدِّرَت في بادئ الأمر إلى تركيا.
وقال ترودو للصحافيين رداً على سؤال في هذا الصدد: "في ما يتعلق بالعتاد العسكري الكندي الذي ربما استخدم... فتح وزير الشؤون الخارجية تحقيقاً للوقوف على ما حدث بالفعل". وأضاف: "من المهم للغاية الاحترام الدائم لشروط كندا بشأن توقعاتها في ما يخص عدم انتهاك حقوق الإنسان"، مشيراً إلى أنه يشعر بقلق كبير إزاء القتال.
وكانت جماعة "بروجكت فلاوشيرز" الكندية لمراقبة الأسلحة، قد قالت إن مقطعاً مصوراً لضربات جوية نشره سلاح الجو في أذربيجان، يشير إلى أن الطائرات المسيرة مجهزة بنظم تصوير واستهداف من إنتاج "إل.ثري هاريس ويسكام"، وهي الوحدة الكندية التابعة لشركة "إل.ثري هاريس تكنولوجيز".
وذكرت صحيفة "غلوب أند ميل" أن الشركة حصلت على ترخيص في وقت سابق من العام بتصدير سبعة أنظمة تصوير واستهداف إلى شركة "بايكار" التركية لصناعة الطائرات المسيّرة.
ويمنع قانون تراخيص التصدير والاستيراد الكندي بيع أسلحة يمكن استخدامها في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقوانين الإنسانية الدولية أو قوانين حقوق الإنسان.
يتواصل منذ الأحد الماضي، القصف المدفعي العنيف المتبادل بين القوات الأذربيجانية والأرمينية في إقليم ناغورنو كاراباخ، المتنازع عليه بين البلدين
بدوره، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الجمعة، دعوته إلى "وقف فوري للأعمال العدائية" في ناغورنو كاراباخ حيث تتصاعد المعارك.
وقال في بيان إنه "يأسف بشدة لمواصلة الطرفين عملياتهما العسكرية رغم النداءات القوية والمتكررة للمجتمع الدولي (...) لوقف إطلاق النار". وأضاف: "لا حلّ عسكرياً لهذا النزاع"، معتبراً أن "تواصل الأعمال العدائية لن يؤدي إلا إلى مفاقمة المعاناة الإنسانية. الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى حل مستدام للنزاع".
ودعا غوتيريس "كل الأطراف إلى احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي"، وذكّر بأنه "يجب حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية على الدوام".
من جهته، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، الجمعة، مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيرموف، ملف إقليم كاراباخ، وفق ما أكدته مصادر دبلوماسية لـ"الأناضول".
ومنذ الأحد الماضي، يتواصل القصف المدفعي العنيف المتبادل بين القوات الأذربيجانية والأرمينية في إقليم ناغورنو كاراباخ، المتنازع عليه بين البلدين، في أسوأ مواجهات تشهدها المنطقة منذ 2016، مخلفة عشرات القتلى من كلا الطرفين.