مظاهرات طلابية رفضاً لانتخابات يونيو وتبون يواصل لقاء قادة الأحزاب الجزائرية

23 مارس 2021
من مظاهرات اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -

تجددت مظاهرات الحراك الطلابي، اليوم الثلاثاء، في العاصمة ومدن جزائرية عدة، دعما لمطالب الحراك الشعبي المتعلقة بالحريات والديمقراطية، والتأكيد على رفض إجراء الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في 12 يونيو/حزيران المقبل.

وتجمع الطلبة في ساحة الشهداء وسط العاصمة الجزائرية، تمهيدا للمسيرة الأسبوعية، حيث انضمت إلى الطلبة مجموعة كبيرة من المواطنين، وتوجهت المسيرة نحو الجامعة المركزية وساحة البريد المركزي، ورفعت خلال المظاهرات لافتات كتبت عليها شعارات تطالب بـ"الصحافة الحرة"، وبـ"استقلالية العدالة والقضاء الحر"، و"دولة مدنية وليس عسكرية".

وبرز خلال مظاهرات الطلبة اليوم الناشط البارز في الحراك الطلابي نور الدين آيت سعيد الذي صمم شعارات خاصة بالطلبة، ويشرف أسبوعيا مع مجموعة من الطلبة الناشطين على تنظيم صفوف المتظاهرين وقيادتهم في إطار سلمي يتجنب الصدام مع قوات الأمن. وحرص أيت سعيد على أن يردد الطلبة والمتظاهرون شعارات "سلمية سلمية ،حتى نحصل على الحرية"، و"سنصير حتى يحدث التغيير، ونحن أصحاب المصير".

وإضافة إلى ذلك، رفع المتظاهرون اليوم شعارات "لا انتخابات مع العصابات"، في إشارة إلى رفضهم إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في يونيو/ حزيران المقبل، وطالبوا السلطات، في المقابل، بإطلاق الحريات ووقف التضييق على المظاهرات وحق التظاهر في مدن الداخل، حيث يتعرض الناشطون كل يوم جمعة للاعتقال والمنع من التظاهر، بخلاف العاصمة ومدن منطقة القبائل.

وتلافت قوات الأمن أي صدام مع الطلبة، وأغلقت هذه المرة كل المنافذ المؤدية إلى مقر البرلمان، حيث كانت مسيرة الطلبة الأسبوع الماضي قد غافلت قوات الشرطة ونجحت في الوصول إلى المقر، وعلى الرغم من قرار السلطة السياسية في الجزائر، منذ 22 فبراير/ شباط الماضي، السماح بالمظاهرات في العاصمة، فإن تمركزات قوات الأمن والشرطة في كبريات الشوارع والساحات وسط العاصمة، ظل واضحا، تحسبا لأية طوارئ.

وبولاية بجاية، التي كانت شهدت الأسبوع الماضي، صداما بين الطلبة وقوات الشرطة، جرت مظاهرات للطلبة، تم خلالها التنديد بالقمع الذي تعرض له الطلبة الأسبوع الماضي، لكن مناوشات طفيفة وخلافات وقعت  في صفوف المتظاهرين، بسبب رفضهم لشعارات رفعها ناشطون، تستهدف إقصاء حركة رشاد (المحسوبة على الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة منذ مارس 1992)، وهي حركة يقودها ناشطون في الخارج، ويثير خطابها السياسي المتشدد إزاء الجيش والمخابرات في الفترة الأخيرة جدلا واسعا داخل مكونات الحراك الشعبي. وفي ولاية تيزي وزو، نظم الطلبة وقفة لدعم الحراك الشعبي ومطالبه السياسية، وجددوا موقف رفض إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث رفعت شعارات" لا انتخابات مع العصابات"، و" لا انتخابات قبل رحيل النظام" .

 لكن السلطة السياسية لا تبدي التفاتة إلى هذا الرفض الذي يبديه الحراك الشعبي والطلابي للانتخابات، إذ يصر الرئيس عبد المجيد تبون على استكمال المسار الانتخابي، وفقا للخطة المعلن عنها، ويستمر في مزيد من اللقاءات مع قادة الأحزاب السياسية باختلاف حجمها الشعبي وتوجهاتها، إذ التقى اليوم بمقر رئاسة الجمهورية كلا من الأمين العام لحركة النهضة، يزيد بن عائشة، ورئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، المرشح الرئاسي السابق في انتخابات 2009 موسى تواتي، ورئيس حزب الكرامة بالنيابة محمد الداوي. وذكرت الرئاسة الجزائرية في بيان لها أن "هذه اللقاءات تدخل في إطار المشاورات التي يجريها الرئيس مع قادة الأحزاب السياسية".

وعلى الرغم من أن الأحزاب الثلاثة التي التقاها الرئيس الجزائري اليوم لا تحوز على أي تمثيل أو حضور سياسي وشعبي، إلا أنه من الواضح أن الرئاسة تراهن على المعطى الرقمي في مجموع الأحزاب التي التقاها الرئيس، والتي بلغت حتى الآن 12 حزبا من جهة، ومن جهة ثانية على انفتاح الرئاسة على كل القوى مهما كان حجم تمثيلها وحضورها السياسي.

المساهمون