مصير مجهول لعناصر "كتيبة عقبة جبر": بين الشهادة والإصابة

20 فبراير 2023
من مكان اشتباك مقاومي "كتيبة عقبة جبر" مع الاحتلال 6 فبراير (الأناضول)
+ الخط -

منذ الإعلان عن استشهاد خمسة شبّان من عناصر "كتيبة مخيم عقبة جبر" جنوب مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، قبل أسبوعين، والأهالي يشككون في مصيرهم إن كانوا شهداء فعلًا أم أنهم مصابون أسرى، خاصة بعد أن تراجع الاحتلال الإسرائيلي عن روايته حول استشهاد أحدهم وهو الشاب ثائر عوضات قبل أيام.

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي، في السادس من الشهر الجاري، عبر بيان لجهاز مخابراته "الشاباك"، اغتيال أفراد الكتيبة. وتداول الإعلام الإسرائيلي خبر استهداف خمسة شبان واحتجاز جثامينهم، ليكون الإعلان الرسمي الفلسطيني بعد نحو 7 ساعات من قبل هيئة الشؤون المدنية (الجهة الفلسطينية المخولة بالتواصل مع الاحتلال الإسرائيلي)، مؤكدة أن الشهداء هم: رأفت عوضات، وإبراهيم عوضات، ومالك لافي، وأدهم عوضات، وثائر عوضات، فيما احتجزت قوات الاحتلال "جثامينهم".

الصورة
من مكان اشتباك مقاومي كتيبة مخيم عقبة جبر مع الاحتلال (العربي الجديد)
من مكان اشتباك مقاومي "كتيبة عقبة جبر" مع الاحتلال 6 فبراير (العربي الجديد)

وشكك وائل عوضات، والد الشابّين إبراهيم ورأفت، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، صحة الادعاء الإسرائيلي باستشهاد نجليه، قائلًا: "الاحتلال يرفض إبلاغنا بمعلومات رسمية عن نجلي، ولا نعتبرهما شهداء قبل أن نراهما بأعيننا، سنعتبرهما مفقودين إلى أن نتلقى شيئًا رسميًا يثبت أنهما أحياء أو أسرى جرحى".

ويقول عوضات: "إن الروايات تضاربت إن كان عدد الشهداء اثنين أو أربعة، وذلك حسب تحقيقات الاحتلال مع أهالي المخيم، ولم يتواصل معنا أحد من الجهات الرسمية ليبلغنا إن كانوا فعلاً شهداء أم جرحى، سوى هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية التي زارتنا وهي لا تملك معلومات عنهم".

ولم يكتف الاحتلال باستهداف شبّان الكتيبة واعتقال آخرين منهم، إذ يلاحق أهاليهم، حسب والد الشهيدين عوضات، الذي أشار إلى أن الاحتلال اقتحم منزله مرتين لمحاولة اعتقاله، مؤكدًا عدم وجود ما يستدعي اعتقاله، وعلى رفضه تسليم نفسه قبل أن يعرف مصير أبنائه.

يطالب وائل عوضات، الجهات الرسمية الفلسطينية، قائلًا: "رسالتنا الوحيدة لهم، إن كان أبناؤنا شهداءً أن نستلم جثامينهم، وإن كانوا أسرى أن نعاينهم لنتأكد من صحة المعلومة".

تراجع الاحتلال عن استشهاد أحد الشبان زاد الشكوك حول مصير الباقين

ما زاد تشكيك الأهالي في رواية الاحتلال، وإثارة الشكوك حول المصير المجهول لأبنائهم، إعلان هيئة شؤون الأسرى قبل أيام أن الشاب ثائر عويضات، والذي أعلن عن استشهاده رفقة أربعة آخرين في مخيم عقبة جبر، ما زال على قيد الحياة ويتلقى العلاج في مستشفى "هداسا" بالداخل الفلسطيني المحتل 1948، بعد إصابته بجراح خطيرة برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول جمال المقيطي "عوضات"، عمّ المصاب ثائر، في حديث لـ"العربي الجديد": "إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استدعت والدة الأسير علاء عوضات الذي أصيب بجراح بالغة أثناء اقتحام المخيم؛ بهدف التوقيع على ورقة تقضي بتحمّل العائلة مسؤولية إجراء عملية جراحية له، وتبيّن خلال الزيارة أن المصاب المتواجد بالمشفى هو الشاب ثائر، الذي أعلن سابقًا عن استشهاده".

ووفق المقيطي، فإن الاحتلال يعرقل إصدار تصاريح لوالدي ثائر حتى يتمكنا من زيارته بالمشفى أو التوقيع على ورقة لإجراء عملية له، ولا تملك العائلة معلومات عن وضعه الصحي سوى أنه بالغ الخطورة.

لا معلومات عن الوضع الصحي لعلاء عوضات

في المقابل، لا تدري عائلة علاء عوضات إن كان نجلها شهيدًا أم زميله ثائر، أو إن كان مصابًا ويرقد في مستشفيات الداخل المحتل، حسب المقيطي، الذي يشير إلى أن الاحتلال أجرى تحقيقًا ميدانيًا مع والدة الأسير علاء أثناء زيارتها للمشفى بحثًا عن نجلها، على خلفية فتح بيت عزاء لشهداء مخيم عقبة جبر الخمسة.

ياسر عوضات، عمّ الأسير علاء أكد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن العائلة تواصلت مع جهات الاختصاص كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، من دون فائدة أو معلومة تذكر عن وضع نجلهم علاء إن كان شهيدًا بدلًا من ثائر، أم حيًا في السجون أو المستشفيات الإسرائيلية، مبينًا أنهم لا يملكون أية معلومة حول وضعه ومكان تواجده، فيما تمر والدة الأسير علاء بظروف نفسية وصحية صعبة؛ لعدم قدرة العائلة على الوصول إلى معلومة واضحة حول صحّة نجلها.

سلطات الاحتلال لا تتجاوب مع الجهات المختصة

من جهته، يؤكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، في حديث لـ"العربي الجديد"، عدم تجاوب سلطات الاحتلال الإسرائيلية مع مراسلات هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، والدائرة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولا يملكون معلومة حول وضع شبّان مخيم عقبة جبر المعتقلين.

ولا يستبعد فارس، أن يكون الاحتلال قد مارس عملية اغتيال ممنهجة بحق شبّان مخيم عقبة جبر بعد إجراء تحقيق معهم، أو أن يكون قد اغتالهم مباشرة بعد اعتقالهم، أو أن يكونوا على قيد الحياة تحت تعذيبٍ وتحقيقٍ قاسٍ، معتبرًا حبس الاحتلال للمعلومات حول وضع المعتقلين جريمة إنسانية وقانونية.