بدأت خلال الأيام القليلة الماضية تظهر ردود فعل نظام بشار الأسد وحلفائه على التقارب التركي مع النظام، والذي يعتريه الكثير من التعقيدات.
وعلى الرغم من تحفظ النظام على هذا التقارب، وربطه بانسحاب تركي من الأراضي السورية أولاً، وتوقف تركيا عن دعم التنظيمات التي يعتبرها النظام تنظيمات إرهابية ثانياً، فإنّ داعمَي النظام؛ روسيا وإيران، أعلنا ترحيبهما بهذا التقارب.
وبينما ينظر الداعم الروسي وعرّاب هذا التقارب إليه على أنه تطور إيجابي، رحب الداعم الإيراني بهذا التقارب عبر وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال إن إيران سعيدة بالحوار بين سورية وتركيا وتعتقد أنه يمكن أن ينعكس إيجاباً لمصلحة البلدين.
ويبدو أن النظام لا يزال يرى في انفتاح أنقرة مجرد تكتيك انتخابي من الجانب التركي الذي تحاول من خلاله حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان سحب ورقة اللاجئين السوريين من المعارضة التركية.
كما يُدرك أن موضوع الانسحاب التركي من الأراضي السورية، ولو جزئياً، هو أمر شبه مستحيل، بالنسبة للجانب التركي، لما يسببه أي انسحاب من نتائج كارثية عليه، يتعلق قسم منها بتدفق أعداد إضافية من النازحين ستحشر في مساحة ضيقة، وربما يتدفق أعداد منهم إلى الحدود التركية.
طبعاً هذا بالإضافة إلى عدم قدرة النظام على تقديم ضمانات كافية لعودة لاجئين سوريين بشكل طوعي من تركيا إلى مناطق يسيطر عليها النظام. لذلك لا تزال كل الخطوات التي يخطوها النظام باتجاه هذا التقارب تتم بضغط من داعمه الروسي الذي يرى أن هناك ضرورة لإحراز تقدّم في مسار هذا التقارب حتى لو كان الجزء الأكبر من أهدافه بالنسبة للحكومة التركية هو تحقيق أهداف تتعلق بالانتخابات الرئاسية، وذلك أخذاً بعين الاعتبار حسابات متعددة لموسكو.
أما إيران الداعم الثاني للنظام، فرغم ترحيبها المعلن بهذا التقارب، يبدو أن لديها بعض التحفظات والمخاوف منه بسبب تهميش دورها، سواء في عملية التقارب، أو من خلال تقليص دورها وشراكتها في مسار أستانة خلال جولاته الأخيرة.
يبقى التقارب التركي مع النظام السوري مشوباً بالكثير من التعقيدات وبالكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة بما يتعلق بآليات ترجمة هذا التقارب إلى توافقات وتسويات على أرض الواقع. ولا يزال هذا التقارب ضمن صيغته الحالية بالنسبة للنظام وداعميه هو مصلحة روسية بامتياز.