مصر: مخالفات في عمل الهيئة الوطنية للانتخابات

29 سبتمبر 2023
حمزة خلال المؤتمر الصحافي الإثنين الماضي (Getty)
+ الخط -

رصدت "العربي الجديد"، أزمات وأخطاء عدة وقعت مع بداية العمل الفعلي للهيئة الوطنية المشرفة على الانتخابات الرئاسية في مصر. وقبل خمسة أيام من المؤتمر الصحافي الدولي الذي عقدته الهيئة، الاثنين الماضي، للإعلان عن الجدول الزمني للانتخابات، ودعوة الناخبين بشكل رسمي للتصويت، تم تسريب ذلك الجدول.

ونشرت مواقع صحافية تابعة للشركة المتحدة، الجدول الزمني للانتخابات، في 20 سبتمبر/أيلول الحالي، لفترة قصيرة، قبل أن يتم حذفه، حتى أن قضاة تناولوه متضمناً الـ"لوغو" الخاص بالهيئة الوطنية للانتخابات على صفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ثم تمّ نشره وتداوله على صفحات عبر مواقع التواصل، ثم تناقله عدد من المواقع والصحف الإخبارية في أخبار عاجلة، قبل أن يتم حذفه بناء على طلب الهيئة الوطنية للانتخابات بعد تواصلها مع القائمين على الصحف والمواقع الإخبارية، لتدارك فضيحة تسريب الجدول الزمني قبل إعلانه رسمياً.

اشتكى مواطنون من عدم قدرتهم على توثيق توكيلات خاصة بالمرشح المحتمل أحمد الطنطاوي

وقد جاء الجدول الزمني المعلن في المؤتمر الصحافي للهيئة، ليتطابق في مواعيده مع الجدول الزمني الذي تمّ تسريبه. وبالإضافة إلى تسريب الجدول، وقعت أزمات أخرى عدة متعلقة بالعملية الانتخابية، أبرزها مسألة جمع التوكيلات، حيث اشتكى مواطنون في مدن مصرية عدة، من عدم قدرتهم على توثيق توكيلات خاصة بالمرشح المحتمل أحمد الطنطاوي، بسبب تضييقات أمنية.

الهيئة ترفض تسلم شكوى مندوب الطنطاوي

رفضت الهيئة الوطنية للانتخابات تسلم شكوى رسمية من أحد مندوبي المرشح الرئاسي المحتمل، أحمد الطنطاوي، تقدم بها مساء أول من أمس الأربعاء للهيئة، بخصوص عدم السماح لهم بعمل توكيلات خاصة بمرشحهم وخصوصاً في المحافظات. وبرّرت الهيئة الوطنية للانتخابات موقفها، بأنها ليست الجهة المنوط بها تحرير التوكيلات، ويمكن التوجه إلى مسؤول الشهر العقاري والتقدم بشكوى له بصفته الجهة المختصة بإصدار التوكيلات.

وفي السياق، انتقد الرئيس السابق لحزب الدستور، والعضو في حملة الطنطاوي، علاء الخيام، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "الممارسات التي حدثت خلال اليومين الماضيين أمام مكاتب الشهر العقاري، من تجاوزات وضرب واعتداء في توقيت حساس". وقال الخيام إن ذلك "حدث من جهة من المفترض أن ترعى العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية عالية وتكون محايدة بين جميع المنافسين".

وأضاف الخيام، أن "النظام لم يمارس عملية انتخابية جادة من قبل، ففي انتخابات 2014 و2018، لم تكن هناك عملية ديمقراطية بالمعنى المعروف". وبرأيه، فإن "النظام يعتمد دائماً على أمرين اثنين: الأول هو عدم وجود منافس قوي، والثاني أن الأجهزة الأمنية تقوم بضبط الأمور". وتابع: "للأسف ما يحدث حالياً هو صورة من انتخابات 2018 الهزلية، عندما استبعد النظام مرشحين بعينهم، سواء من المؤسسة العسكرية أو من خارجها".

رفض القائمون على مؤتمر الهيئة السماح لوسائل الإعلام بتوجيه أسئلة إلى رئيس الهيئة الوطنية

من جهتها، قالت رئيسة حزب الدستور والمرشحة المحتملة لانتخابات الرئاسة، جميلة إسماعيل، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "هناك مطالبات ومعايير تمّت المطالبة بها في حزب الدستور، وعبر تحالفاته السياسية، تكون هي الحد الأدنى في انتخابات تمنح فرصة متساوية للجميع وتعلن نتائجها بحرّية". وأضافت أن "الهيئة لم تعلن عن إجراءات تستجيب للمطالب بوضع ضمانات ومعايير الحد الأدنى من سلامة الانتخابات لتعبر عن اختيارات الناس، لأنه ببساطة الانتخابات (المضمونة) أو التي تجرى لتأكيد شرعية السلطة، تكون منقوصة". وقالت إسماعيل: "دخولنا المعركة مرهون بقدرتنا على جعلها معبرة عن الآراء التي يمنعها تحويل الانتخابات إلى مسرحية لبطل واحد ومجموعة من الكومبارس".

منع ممثلي وسائل الإعلام من الأسئلة

رفض القائمون على مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات الذي عقد يوم الاثنين الماضي، السماح للحضور من ممثلي وسائل الإعلام المحلي والدولي بتوجيه الأسئلة إلى رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات وليد حمزة وأعضاء الهيئة للرد على استفساراتهم بخصوص العملية الانتخابية. وعقب إلقاء رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات كلمته في المؤتمر، تم إنهاء المؤتمر في عجالة وبشكل غريب، مع عدم السماح لأي من وسائل الإعلام المحلية أو الدولية بتوجيه الأسئلة.

تأخر المؤتمر... وتذمر "الإعلام الدولي"

تأخر موعد انطلاق مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات المخصص لإعلان الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية 2024، قرابة ساعة كاملة، تسبب في أزمة أخرى مع ممثلي وسائل الإعلام الدولية، حيث كان المعلن في بيان رسمي من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، أن المؤتمر مقرر له أن ينعقد في تمام الساعة 2:30 ظهر الاثنين، إلا أنه تأخر قرابة ساعة كاملة وسط تذمر من ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية، والذين طلبوا أكثر من مرة عقد المؤتمر نظرا لارتباطاتهم في العمل والتغطية الإخبارية داخل مصر.

وقالوا إن المؤتمرات الرئاسية في دولهم تعقد بانضباط تام وفي موعد محدد ومن خلال "ساعة زمنية" ووفق عدّ تنازلي في كافة وسائل الإعلام في معظم الأحوال، خصوصاً المؤتمرات الكبرى. وتعجبوا من أن عقد مؤتمر بمثل هذه الأهمية يتم تأخير موعده دون أسباب، ووسط تجاهل من قبل أعضاء الهيئة للرد عليهم.