مصر: عام على حبس الناشط السياسي شريف الروبي بعد شكواه من تبعات السجن

15 سبتمبر 2023
هذه المرة الرابعة التي يتمّ فيها اعتقال الروبي (فيسبوك)
+ الخط -

يكمل الناشط السياسي المصري شريف الروبي، اليوم الجمعة، عاماً كاملاً في حبسه، منذ أن ألقي القبض عليه مرة ثالثة، وبعد ثلاثة أشهر فقط من إطلاق سراحه، لأنه اشتكى من أوضاع المفرج عنهم الاقتصادية، والتبعات التي يعانونها من سجنهم على ذمة قضايا سياسية لمدد طويلة.

وألقي القبض على الروبي في 16 سبتمبر/أيلول 2022، بعد إخلاء سبيله بثلاثة أشهر، عقب مداخلة هاتفية أجراها مع إحدى القنوات الفضائية، شكا فيها من "ضيق الحال، وعدم قدرته على إيجاد فرصة للعمل تمكّنه من إعالة نفسه وأسرته".

وكان قد ألقي القبض على الروبي أولاً خلال عام 2016 بتهمة خرق قانون التظاهر، ثم في 6 إبريل/ نيسان 2018 في محافظة الإسكندرية. حينها اختفى لمدة 8 أيام قبل عرضه على نيابة أمن الدولة العليا في 16 إبريل للتحقيق معه على ذمة القضية 621 لسنة 2018، حصر أمن دولة.

وفي 22 يوليو/تموز 2019، وبعد قرابة عام ونصف العام من الحبس الاحتياطي، قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيله بتدابير احترازية.

وكان الروبي، بعد خروجه من السجن للمرة الثالثة، بدأ في كتابة بعض التدوينات على "تويتر" و"فيسبوك"، عن معاناة المفرج عنهم بعد الحبس الاحتياطي، من ندرة فرص العمل والمضايقات الأمنية، والاحتجاز بأقسام الشرطة لساعات وأيام، دون سبب، فضلاً عن المنع من السفر، وهي أمور تعني تقطع سبل العيش والرزق داخل البلد أو خارجها.

وجاء قرار سجنه الأخير، بعد هذه التدوينات، ما اعتبره نشطاء رسالة إلى كل سجين رأي حصل على حريته، بأنه غير مصرح له بالحديث عن السجن ومشكلاته، بل وعن الأوضاع بشكل عام.

وأثار قرار القبض على الروبي، للمرة الرابعة، ردود فعل واسعة، إذ لم يكن وقتها مضى على خروجه غير ثلاثة أشهر فقط، وتزامن سجنه مع انطلاق فعاليات الحوار الوطني، التي كان عُلق عليها آمال في تحسن الأوضاع الحقوقية.

ودفعت واقعة القبض عليه، وغيرها من الوقائع المشابهة، إلى التشكيك في جدية الحوار الوطني، الذي كان قد تزامن مع الإعلان عن الإفراج عن بعض السجناء، الأمر الذي اعتبره البعض، حينها، تفعيلاً حقيقياً للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتي كان من المفترض أن تتبعها انفراجة أكبر في ملف السجناء.

يشار إلى أنه في إبريل/نيسان 2022، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي لإجراء حوار وطني مع القوى الوطنية، وتمّ لاحقاً إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسية.

وانتهت الجولة الأولى من الحوار الوطني بعد نحو مائة يوم من المناقشات، التي لم تسفر عن تحقيق مطالب المعارضة المصرية.

وشهدت الفترة بين جولتي الحوار الوطني، تنكيلاً بسياسيين وحقوقيين وصحافيين، مثل القبض على الناشر ورئيس مجلس أمناء "التيار الحر" هشام قاسم، والقبض على المواطن علاء الدين سعد محمد العادلي، ووالد الناشطة السياسية فجر العادلي، أثناء وصوله من ألمانيا، والقبض على والد الصحافي المعارض أحمد جمال زيادة، ومعاودة القبض على محمود محمد أحمد حسين، المعروف إعلاميا بـ"معتقل التيشيرت"، وغيرهم من النماذج.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قررت تجديد حبس شريف الروبي، القيادي في حركة 6 إبريل (الجبهة الديمقراطية)، لمدة 45 يوماً على ذمة القضية 1634 لسنة 2022، حصر أمن الدولة العليا، بتهمة نشر أخبار كاذبة.

ولم يحضر الروبي إلى النيابة، حيث تمت الجلسة عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، وطالب خلال الجلسة بنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وقال إن حالته الصحية تدهورت بسبب "مضاعفات" التهاب حاد بالعصب السابع، إلا أن المحكمة رفضت طلبه.

وطالب الدفاع بإخلاء سبيل الروبي نظراً لتدهور حالته الصحية بشكل كبير، وعدم تلقيه الرعاية الطبية اللازمة، والتعنت في أوقات كثيرة في إدخال الأدوية لموكله في مقر حبسه بشكل منتظم.

المساهمون