أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، مساء اليوم الأربعاء، قالت إنه "شارح لتصويت مصر في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة" لمصلحة قرار يطالب روسيا "بالتوقف فورًا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا"، وهو البيان الذي وصفه دبلوماسي مصري بأنه "بدا وكأنه يعرض تحفظات مصر على القرار، وكأنها أجبرت على تأييد قرار لا تتفق معه".
وجرى تبني القرار بأغلبية 141 صوتًا، فيما عارضته 5 دول، وامتنعت 35 دولة عن التصويت، من بينها الصين، وذلك من أصل 193 دولة.
وطالب القرار، الذي قوبل تبنيه بالتصفيق بعد أكثر من يومين من المداخلات، موسكو "بأن تسحب على نحو فوري وكامل وغير مشروط جميع قواتها العسكرية" من أوكرانيا، و"أدان قرار روسيا زيادة حالة تأهب قواتها النووية".
وذكرت وزارة الخارجية المصرية أنه "اتصالا بالقرار الذي تم اعتماده وصوتت مصر لصالحه انطلاقًا من إيمانها الراسخ بقواعد القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، تود مصر أن تؤكد أن البحث عن حل سياسي سريع لإنهاء الأزمة عبر الحوار وبالطرق السلمية ومن خلال دبلوماسية نشطة يجب أن يظل نصب أعيننا جميعًا، والهدف الأساسي للمجتمع الدولي بأسره في التعامل مع الأزمة الراهنة، ومن ثم يتعين إتاحة الحيز السياسي الكفيل بتحقيق ذلك الهدف الأساسي".
وأكدت مصر أنه "لا ينبغي أن يتم غض الطرف عن بحث جذور ومسببات الأزمة الراهنة والتعامل معها بما يضمن نزع فتيل الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار".
ورفضت مصر "منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي متعدد الأطراف من منطلق التجارب السابقة، والتي كانت لها آثارها الإنسانية السلبية البالغة، وما أفضت إليه من تفاقم معاناة المدنيين طوال العقود الماضية".
وقال البيان المصري إنه "من الواجب أن تتحلى كل الأطراف بالمسؤولية الواجبة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية لكل محتاج دون تمييز، مع كفالة مرور المقيمين الأجانب بانسيابية عبر الحدود، حيث وردت بعض التقارير عن معاملات تمييزية".
وأضاف البيان أن مصر "تجدد التحذير من مغبة الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة على الاقتصاد العالمي برمته، والذي ما زال يعاني من تداعيات الجائحة، ولعل الاضطراب المتزايد في سلاسل الإمداد وحركة الطيران الدولي لأبلغ دليل على ذلك".
وقال البيان إن "فاعلية ومصداقية قدرة آليات العمل الدولي متعدد الأطراف في مواجهة التحديات والأزمات المتلاحقة إنما يعتمد على تناول كافة الأزمات الدولية وفقًا لمعايير واحدة ثابتة متسقة مع مبادئ الميثاق ومقاصده دون أن تمر عقود تم خلالها تكريس الأمر الواقع والمعاناة الإنسانية".
واعتبر دبلوماسي مصري سابق أن "الضغط الأميركي نجح إلى حد بعيد في التأثير على الدول المتأرجحة، ومن بينها مصر"، مضيفًا أن "الملاحظة الأساسية تتعلق بغير المشاركين في التصويت، فمجموعة الدول التي امتنعت تستدعي الدراسة، وكذلك الدول التي تغيبت"، مؤكدًا أن اليوم "حمل مفاجآت عدة".
وأضاف الدبلوماسي المصري: "لم أفهم شرح المندوب المصري لتصويت بلاده، حيث بدا وكأنه يعرض تحفظاته على القرار، وكأنه أجبر على تأييد قرار لا يتفق معه"، وتابع قائلا: "أيضًا لم أتوصل لتحديد العلاقة بين قرار جامعة الدول العربية حول أوكرانيا، ونمط تصويت الدول العربية التي أيد معظمها القرار".
وأكد أن شرح تصويت جنوب أفريقيا "يستحق الاهتمام، حيث وجه سفيرها نقدًا لتناول دور الأمم المتحدة في القرار، حيث كان من المفترض أن يكون هذا الدور أكثر وضوحا، ولا سيما أن الأمين العام أنطونيو غوتيريس كان موضع نقد لتضاؤل دوره في الأزمة ولتركيزه على الجاب الإنساني دون السياسي".