تمثل القضية 440 لسنة 2018 حلقة ضمن مسلسل إحالة "قضايا الثلاجة" التي كانت حبيسة الأدراج داخل أروقة النيابة العامة، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء التحقيقات مع المتهمين بها، حسب توصيف الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
ويطلق الحقوقيون والسياسيون على نوع معين من القضايا مصطلح "الثلاجة"، وذلك لأن تلك القضايا تظل مفتوحة وتستقبل متهمين جددا كل حين، في عملية أشبه بعملية التخزين والحفظ في الثلاجات بمعناها المتعارف عليه. كما أن المحتجزين في "قضايا الثلاجة" لا علاقة ولا رابط بينهم، ومعظمهم لا يعرفون بعضهم بعضا، كما أن ظروف اعتقالهم وأسبابها ليست واحدة.
تعقبت الشبكة العربية مسار القضية التي ضمت في بداية 8 فبراير/شباط 2018 الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذي سافر إلى المملكة المتحدة وقطر وشارك في برامج لقناة الجزيرة وقناة BBC العربية، ثم بتاريخ 14 فبراير 2018 نشر نجل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي مفادها قيام قوات الأمن بالقبض على والده و6 من قيادات المكتب السياسي لحزب مصر القوية من داخل منزلهم في التجمع الخامس واقتيادهم إلى إحدى الجهات الأمنية قبل أن يتم إطلاق سراح قيادات المكتب السياسي والإبقاء على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.
ثم بتاريخ 15 فبراير/شباط 2018 أعلنت وزارة الداخلية، في بيان لها، عن أسباب القبض على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وأنه كان إنفاذا لإذن نيابة أمن الدولة العليا بضبطه وإحضاره، وفي التاريخ ذاته بدأت نيابة أمن الدولة التحقيقات معه. وبتاريخ 21 فبراير 2018 أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها، عن قيام قوات الأمن بضبط 6 عناصر وصفتهم بـ"الإرهابيين" داخل مزرعة مملوكة للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بنطاق مركز شرطة وادي النطرون في محافظة البحيرة واتخاذها وكرا لاختبائهم والانطلاق منها لـ"تنفيذ المخطط العدائي" المشار إليه في القضية رقم 440 لسنة 2018 أمن دولة، وبدأت نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات معهم بتاريخ 22 فبراير 2018.
وبتاريخ 17 فبراير/شباط 2018 تقدمت نيابة أمن الدولة العليا بطلب إلى النائب العام قيد برقم 1 لسنة 2018 طلبات إدراج كيانات إرهابية وإرهابيين، لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الكيانات الإرهابية وإدراج المتهمين "عبد المنعم أبو الفتوح عبد الهادي أبو سعد، أحمد عبد المنعم أبو الفتوح، السيد محمود عزت إبراهيم عيسى، إبراهيم منير أحمد مصطفى، هاني هاشم يوسف الديب، حسين يوسف محمد محمود، محمد سيد محمد علي سويدان، ضياء أحمد محمد المغازي، مها سالم محمد حسن عزام، لطفي السيد علي محمد، محمد جمال أحمد حشمت عبد الحميد، حسام الدين عاطف الشاذلي، عمرو أحمد فهمي خطاب، عمرو محمد ربيع الحلو، معاذ نجاح منصور منصور الشرقاوي، أدهم قدري مطاوع حسين شيخون".
ووثقت الشبكة أن القضية تتناول أحداثا وأفعالا خلال 26 سنة، "لأنهم في غضون عام 1992 حتى 21/8/2018، كانوا بداخل وخارج جمهورية مصر العربية".
يشار إلى أنه بتاريخ 30 أغسطس/آب 2021 وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تاريخ بدء التحقيقات فى القضية 440 لسنة 2018، قررت نيابة أمن الدولة العليا إحالة أوراق القضية إلى محكمة استئناف القاهرة لتحديد دائرة لبدء نظر أوراق القضية أمام محكمة الجنايات باختصاص أمن الدولة طوارئ، ولم يتم تحديد دائرة أو جلسة حتى تاريخ كتابة هذه السطور.
وكانت نيابة أمن الدولة قد وجهت إلى عبد المنعم أبو الفتوح، وآخرين، في القضية 440 لسنة 2018 حصر أمن دولة، عددًا من التهم، منها "تولي قيادة في جماعة إرهابية، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الجماعات الإرهابية، وحيازة أسلحة وذخائر، والترويج لأفكار جماعة إرهابية، وإذاعة أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة".