يبذل المسؤولون في جهاز المخابرات العامة المصرية، جهوداً حثيثة للسيطرة على تداعيات المشهد في غزة والأراضي المحتلة، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها فصائل المقاومة في قطاع غزة تجاه مستوطنات الغلاف، وخلفت عشرات القتلى ومئات المصابين في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين.
وكشف مصدر مصري مطلع على عملية الوساطة التي يقودها مسؤولو ملف غزة في جهاز المخابرات المصري، أنه جرت الدعوة، صباح اليوم السبت، لاجتماع خلية أزمة شارك فيه مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى من المعنيين بالوضع في سيناء.
وقال المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه "جرى تعميم توجيه للقوات الموجودة في محافظة شمال سيناء برفع درجة الجاهزية والاستنفار، تحسباً لعملية اقتحام الحدود، وتوافد سكان قطاع غزة لدخول الأراضي المصرية، حال تزايدت الضربات الإسرائيلية على القطاع، وسط تحسّب لحرب عسكرية شاملة، بعد أن تستفيق تل أبيب من الصدمة التي تعرضت لها".
وأضاف المصدر أنه "جرى توجيه الوحدات العسكرية كافة بالانتشار في محيط المنشآت الحيوية في العريش ومدن المحافظة، خوفاً من استغلال عناصر تكفيرية حالة الارتباك الحاصلة وتنفيذ عمليات داخل سيناء".
وشدد المصدر على أنّ ما حدث منذ صباح اليوم "كان مفاجئاً للمسؤولين عن ملف الوساطة بين فصائل قطاع غزة وحكومة الاحتلال"، مشيراً إلى أنه "خلال الأيام الماضية كانت الاتصالات تسير بشكل طبيعي بشأن نقل الرسائل المتبادلة، لمنع التصعيد سواء في القدس أو على السياج الحدودي مع مستوطنات الغلاف، ولم تكن هناك أي مؤشرات تدل على ترتيبات متعلقة بعملية عسكرية واسعة من الفصائل".
وقال المصدر إنّ المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية يحاولون أيضاً تجاوز صدمة ما حدث، في ظل وجود المعدات والأطقم المصرية الهندسية التي تشارك في تنفيذ مشروعات سكنية ضمن مبادرة إعادة الإعمار المصرية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية، اليوم السبت، في بيان لها، أنّ وزير الخارجية سامح شكري "بدأ في الصباح الباكر إجراء اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسئولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأفادت، في بيان آخر، بأنّ شكري أجرى، اليوم السبت، اتصالاً هاتفياً مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، للتشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضحت أن الوزيرين أعربا عن قلقهما البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث، حيث شدد الوزير شكري على ضرورة أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، للحيلولة دون إزهاق مزيد من الأرواح وخروج الوضع الأمني عن السيطرة. هذا، وقد اتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق الوثيق خلال الساعات القادمة، بحسب البيان.