مصدر جزائري لـ"العربي الجديد": تأجيل زيارة ألباريس بسبب عدم التوصل إلى نتائج حاسمة ترضي الطرفين

13 فبراير 2024
خلافات بين الجزائر ومدريد على خلفية قضية الصحراء (Getty)
+ الخط -

أكدت مصادر جزائرية مسؤولة أن تأجيل الزيارة التي كانت مقررة لوزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أمس الاثنين، إلى الجزائر، يعود إلى أن التحضير للزيارة "لم يسفر عن نتائج حاسمة ترضي الطرفين"، ما دفع إلى تأجيلها "إلى حين الاتفاق على مخرجات متوافق عليها تسمح بترتيب موعد جديد".

وقال مصدر جزائري مطلع لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة الرجل الأول على رأس الدبلوماسية الإسبانية؛ ألباريس، كانت حتى يوم الأحد في طور التحضير، وبما أن هذه العملية التحضيرية لم تسفر عن نتائج حاسمة ترضي الطرفين، لم تتسن برمجتها في التاريخ الذي توخاه الطرفان".

وأكدت المصادر نفسها أن هناك "تنسيقا في عملية التحضير بين الطرفين الجزائري والإسباني، حيث زار وفد إسباني الجزائر لوضع آخر لمسات المسار التحضيري لزيارة وزير الخارجية الإسباني"، مشيرة إلى أن "الامتناع عن الإعلان الرسمي لزيارة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر راجع لكون التحضير لها كان لا يزال قيد الإعداد".

ويُفهم من هذه المعطيات الرسمية من الجانب الجزائري وجود تسرع إسباني في الإعلان مبكراً عن موعد زيارة ألباريس إلى الجزائر، دون استكمال كافة الترتيبات والتوصل إلى تفاهمات مشتركة لجهة المخرجات السياسية للزيارة.

ومن جهة ثانية، الزيارة ما زالت قائمة من حيث المبدأ، لكنها بحاجة الى مسارات تحضيرية تسمح بتجاوز نقاط الخلاف، وتتيح التوصل إلى ما وصفها الجانب الجزائري بـ"نتائج حاسمة ترضي الطرفين".

وفي السياق، كان الجانب الإسباني قد فسر تأجيل الزيارة على أنه قرار"متعلق بأجندة جزائرية"، خاصة ما يتعلق بتعثر ترتيب استقبال الرئيس عبد المجيد تبون لوزير الخارجية الإسباني. ونقلت وسائل إعلام إسبانية مقربة من الحكومة، أبرزها صحيفة "إل باييس"، عن مصادر دبلوماسية أن "الزيارة ستتم في وقت لاحق"، وكذلك لقاء ألباريس ونظيره الجزائري أحمد عطاف، مع رجال الأعمال في الجزائر.

وكان من المتوقع أن تطوي الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إلى الجزائر صفحة الأزمة الدبلوماسية التي طرأت على العلاقات بين البلدين، ودامت عامين منذ مارس/ آذار 2022، بسبب تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء، وإعلانها دعم خطة المغرب للحكم الذاتي، ما دفع الجزائر حينها إلى سحب سفيرها من مدريد.

وفي الجزائر، فهم خطاب رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في الأمم المتحدة، في سبتمبر/ أيلول الماضي، وإعلانه دعم حل سياسي لقضية الصحراء، برعاية الأمم المتحدة، على أنه عودة إسبانية إلى موقف مدريد ما قبل الأزمة. وفي أعقاب ذلك، اتخذت سلسلة خطوات تمهيدية ساهمت في عودة تدريجية للعلاقات بين الجزائر ومدريد، فرفعت الجزائر الحظر عن التبادلات التجارية بين البلدين، وأعادت إرسال سفير جديد إلى مدريد، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

المساهمون