استمع إلى الملخص
- أشار المحامي والناشطون إلى أن قرارات النيابة تهدف لتشويه سمعة النشطاء بدمجهم مع مطلوبين جنائيين، مما يعكس لجوء النظام لإجراءات قانونية ملتوية لترهيبهم.
- تعرض الشيخ سليمان عبد الباقي لمحاولة اغتيال، ويُشتبه في ضلوع عصابات مدعومة أمنياً، مما دفع الفصائل المحلية للاستعداد للتصعيد ضد عصابات النظام.
احتشد العشرات من المتظاهرين، اليوم الاثنين، بالقرب من القصر العدلي رداً على قرار النيابة العامة وقاضي التحقيق في محافظة السويداء في جنوب سورية، بملاحقة ناشطي الحراك الشعبي وتوجيه ادعاء وتُهم جرمية بتخريب الأملاك العامة، وندد المتظاهرون بقرارات القضاء التي طاولت أكثر من 150 ناشطاً خلال أقل من شهر، مطالبين باستقلالية القضاء عن حزب البعث الحاكم والأجهزة الأمنية.
وقبل أن يجول المتظاهرون في شوارع السويداء وصولاً إلى ساحة الكرامة، تجمعوا وسط ساحة الشعلة المجاورة للقصر العدلي ورفعوا شعارات تتهم القضاء بالفساد والانصياع لقرارات الأجهزة الأمنية، مطالبين القضاة بأن "يقضوا بالعدالة ولا يقضوا عليها"، وبوقف الوصاية الأمنية على القضاء.
وقال أحد المحامين لـ"العربي الجديد" إن "قرارات النيابة العامة وقاضي التحقيق المتلاحقة بحق الناشطين السلميين تدعو للاستهجان والسخرية، خاصة أنها تناولت في اللائحة الأولى عدداً من نشطاء حراك بلدة القريا معقل أمين فرع الحزب دون سواهم، وفي لائحتها الثانية ضمت 109 أسماء معظمهم من ناشطي ساحة الكرامة، وإلى جانبهم البعض من المطلوبين بقضايا خطف أو ترهيب الأهالي أمثال صقر البداح، في محاولة من القضاء والأجهزة التي تقف خلفه لتشويه سمعة النشطاء وزجّ أسمائهم بين أسماء مطلوبين لقضايا أمنية". وأضاف المحامي أن المحتجين في مظاهرة اليوم أكدوا "موقفهم من القضاء والسلطات الحاكمة، سلمياً وبرقيّ دون أن يدخلوا إلى القصر العدلي كما كان مُتوقعاً أو يسمحوا بالانجرار إلى صدامات مع حرس القصر والأجهزة الأمنية، قبل أن يجوبوا شوارع المدينة".
من جهته، قال الناشط الحقوقي محمد الحلبي لـ"العربي الجديد" إن أفعال النظام هي "نتيجة مؤكدة لفقدانه أعصابه، لذلك بدأ يمارس إجراءات جديدة تحت ستار قانوني ملتف، وهذا الأمر مرفوض"، ولا يمكن أن يؤدي، برأي الناشط، إلا لمزيد من الاحتقان الشعبي مستقبلاً خاصة "في ظل العودة للتلاحم القبلي العائلي".
وقالت الناشطة سلام العباس لـ"العربي الجديد"، إن "كل ما يقوم به النظام لن يثنينا عن الاستمرار بمطالبنا ولن يرهبنا، فالقاصي والداني من أبناء السويداء وسورية باتا يعرفان أن كل التهم التي يوجهها النظام للنشطاء عبر قضاء مرتهن للأجهزة الأمنية والجهاز البعثي المتسلط على مفاصل القرار في المحاكم، وهذه نقطة لمصلحة الحراك. أما محاولات النظام دس السم بالدسم من خلال تضمين أسماء أشخاص مطلوبين بجرائم جنائية مع أسماء الناشطين فليست إلا محاولات يائسة لتشويه صورة الحراك".
محاولة اغتيال قائد تجمع أحرار جبل العرب
وفي سياق آخر، أقدم مسلحون مجهولون على إطلاق النار على سيارة يستقلها الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمع أحرار جبل العرب، في محيط المشفى الحكومي بمدينة السويداء، ظهر اليوم الاثنين، ما أدى لإصابته بطلقة في الظهر وإصابة مرافقه الشخصي بجروح خطيرة، كما أصيب مواطن يدعى أدهم رضوان كان في المكان. وأشارت مصادر "العربي الجديد" في المحافظة إلى أن وضع عبد الباقي مستقر، وأنه أحيل إلى قسم الجراحة، وهو يخضع لعملية جراحية بهدف إخراج رصاصة مستقرة في الصدر.
وبعد انتشار خبر محاولة الاغتيال، اتجه عشرات المواطنين إلى محيط المشفى، وقال أحدهم لـ"العربي الجديد" إن الحادثة "من تخطيط أمني مباشر والمنفذون من عصابات الخطف والقتل المدعومة أمنياً"، مرجحاً ضلوع إحدى أشهر عصابات السويداء فيها. وأشار المتحدث لخصوصية عبد الباقي لدى أبناء المحافظة، إذ استطاع إنقاذ عشرات المحتجزين تعسفياً لدى الأجهزة الأمنية خلال السنوات الماضية، وهو "نصير للمظلومين، وهذا ما يزعج النظام ويقلق العصابات في المحافظة التي خفتت تحركاتها كثيراً نتيجة ردعها من الفصائل المحلية وعلى رأسها تجمع أحرار الجبل"، مؤكداً أن هناك "فصائل على أهبة الاستعداد اليوم للتصعيد ضد عصابات النظام في حال وفاة أي من المستهدفين، ولن تمر الحادثة مرور الكرام".
وكان لعبد الباقي وفصيله، كما قال العديد من الموجودين لـ"العربي الجديد"، الفضل في "تحرير العديد من المختطفين والمعتقلين لدى أجهزة الأمن وعصاباتها من خلال اتباع سياسة الضغط باحتجاز عناصر أمنيين"، كما أقدم خلال الأسبوع الأخير على التفاوض لتحرير ثلاثة مختطفين لدى عشائر درعا متجنباً التصعيد درءاً لفتنة كان يراد لها أن تشتعل بين أبناء السويداء والعشائر "بتحريض من صفحات تدار في أقبية الأمن العسكري بمحافظتي درعا والسويداء".