مصادر مصرية تستبعد ضمّ بينت لقمة السيسي وعبدالله الثاني ومحمود عباس

02 سبتمبر 2021
من زيارة سابقة للعاهل الأردني إلى مصر (العربي الجديد)
+ الخط -

تعقد في القاهرة اليوم الخميس، قمة ثلاثية بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بقصر الاتحادية الرئاسي.

ووصل عباس إلى القاهرة أمس الأربعاء، حيث عقد بعض الاجتماعات مع مسؤولين مصريين في المخابرات العامة، ورافقه وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي، ورئيس السلطة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج.

ومن المقرّر أن تناقش القمة سبل إحياء عملية السلام، والوساطة المصرية بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال، وبحسب مصادر دبلوماسية سيتم التطرق إلى الاتصالات الجارية مع واشنطن للتنسيق بين الدول العربية ودولة الاحتلال، لصنع مشهد جديد في الشرق الأوسط.

وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية في وقت سابق أن السيسي سيستقبل رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت في شرم الشيخ "قريباً" بعد القمة الثلاثية.

وذكرت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" أنه لم يكن مطروحاً عقد قمة رباعية بحضور بينت في القاهرة، وأن اختيار شرم الشيخ للقاء المعلن المرتقب هو رسالة مقصودة بعدم إعطاء السيسي مكاسب دعائية لدولة الاحتلال أكثر مما كان عليه الوضع في عهد الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك، والذي كان يستضيف رؤساء الوزراء من دولة الاحتلال في شرم الشيخ وليس القاهرة.

وكانت مصادر مصرية، قد قالت لـ"العربي الجديد"، إن أجندة اللقاء بين السيسي وبينت ستكون مليئة بالملفات الملتهبة، وتأتي على رأسها المطالب الإسرائيلية لمصر بتشديد الرقابة على الحدود المشتركة مع قطاع غزة، لمنع المزاعم الإسرائيلية حول تسرب الأسلحة، والمواد الخام المستخدمة في تطوير منظومة "حماس" الصاروخية، مشيرة إلى أن ذلك الملف كان قد تم فتحه في أكثر من مناسبة، وأكد المسؤولون المصريون حينها بذلهم أقصى الجهود لمنع تسرب الأسلحة للقطاع، إلا أن تل أبيب ما زالت ترى أن هناك تراخياً متعمداً في بعض الأحيان، في إطار مواءمات بين القاهرة وحركة "حماس"، على حدّ تعبير المصادر.

واستقبل السيسي عباس، صباح اليوم، بقصر الاتحادية بالقاهرة، وعقد معه جلسة مباحثات ثنائية، وأخرى موسعة بحضور اللواء كامل، وشكري، والمالكي والشيخ وفرج.

كذلك، استقبل السيسي، صباح اليوم، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مطار القاهرة، وعقد جلسة مباحثات ثنائية قصيرة معه.

وقال السيسي، خلال استقباله عباس، إن بلاده مستمرة في جهودها الدؤوبة في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك بالتنسيق الوثيق مع الفلسطينيين، بهدف مساعدة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه المشروعة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

وشدد السيسي في بيان للرئاسة المصرية، على أهمية تكاتف جميع الجهود خلال المرحلة المقبلة من أجل دعم الموقف الفلسطيني تجاه التسوية السياسية، والدفع نحو استئناف المفاوضات، فضلاً عن تثبيت الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك بالتوازي مع العمل على تحقيق وحدة الصف الفلسطيني، من خلال إتمام عملية المصالحة والتوافق بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية، ودعم السلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة، وكذلك تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع.

وذكر البيان أن عباس أعرب عن تقديره لجهود مصر الحثيثة ومساعيها المقدرة في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور مصر التاريخي في هذا الصدد، وما يتميز به من ثبات واستمرارية بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، والذي تجلى أخيراً في الدور المصري الفاعل والرئيسي في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع دولة الاحتلال، وما تبعه من مبادرة للسيسي لإعادة إعمار غزة، مؤكداً ما يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية، في ظل ما يجمع بين الشعبين من روابط ممتدة، ومن ثم حرصه الشخصي على التشاور والتنسيق المتواصل مع السيسي بشأن مجمل الأوضاع الفلسطينية ومحددات الموقف الفلسطيني للتسوية.

واتفق الطرفان، وفقاً للبيان، على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما، إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وذلك من أجل متابعة الخطوات المقبلة في ما يتعلق بمساندة القضية الفلسطينية في مختلف المحافل.

المساهمون