مصادر تركية تكشف لـ"العربي الجديد" جوانب من تحضيرات العملية العسكرية التركية في سورية

29 نوفمبر 2022
تخطط تركيا للبدء من تل رفعت (Getty)
+ الخط -

علم "العربي الجديد" من مصادر دبلوماسية تركية مطلعة، اليوم الثلاثاء، أنّ العملية العسكرية التركية الجديدة في شمال سورية ستكون عبر مراحل، الأولى منها قد تبدأ خلال أيام وتشمل منطقة تل رفعت، والمراحل التالية لاحقاً تشمل عين العرب ومنبج.

وبحسب المصادر، فإنّ التحضيرات الحالية مستمرة من أجل القيام بعمل عسكري بري يستهدف منطقة تل رفعت، مشيرة إلى أنّ تركيا تقود في هذا الإطار مشاورات مع الجانب الروسي لإحداث التوافقات واستكمال هذه العملية.

ومن المنتظر، بحسب المصادر نفسها، أن تنسحب قوات النظام السوري من هذه المنطقة في حال استكمال التفاهمات التركية الروسية حول تل رفعت، وصدرت تعليمات بهذا الصدد لـ"الجيش الوطني" السوري المعارض المدعوم من أنقرة، لاستكمال التحضيرات بشأن العملية البرية المقبلة في هذه المنطقة.

وفي ما يخص العملية في منبج وعين العرب، فإنهما -وفق المصادر- بحاجة إلى مزيد من اللقاءات مع الأطراف الفاعلة، وتحديداً روسيا وأميركا، كذلك سيكون توقيتها لاحقاً، خلال الأشهر المقبلة.

وتسعى الحكومة التركية لاستغلال مسألة العمليات العسكرية داخلياً للتأثير بالناخبين قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في يونيو/ حزيران 2023.

وأكدت مصادر في المعارضة السورية المسلحة، لـ"العربي الجديد"، مسألة التحضيرات بشأن منطقة تل رفعت في الوقت الحالي، كاشفة أنّ الخطط وضعت، ووُزِّعَت المهام على الفصائل في المناطق التي ستعمل على السيطرة عليها، وفي الوقت نفسه أشارت المصادر إلى أنّ الهدف منبج وعين العرب أيضاً، دون إضافة مزيد من التفاصيل.

من جانبه، قال قائد "قسد"، مظلوم عبدي، في تصريحات لوكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء، إنه لا يزال يخشى "غزواً برياً تركياً، على الرغم من التأكيدات الأميركية"، وطالب برسالة "أقوى" من واشنطن بعد رؤية تعزيزات تركية غير مسبوقة على الحدود.

وأضاف أنّ هناك تعزيزات على الحدود وداخل سورية في مناطق تسيطر عليها الفصائل المتحالفة مع تركيا.

وقال عبدي إنه تلقى تأكيدات "واضحة" من كل من واشنطن وموسكو بأنهما تعارضان أي عملية عسكرية تركية برية، لكنه أوضح أنه يريد شيئاً ملموساً أكثر لكبح أنقرة.

ومضى يقول: "ما زلنا قلقين. نحتاج إلى بيانات أقوى وأكثر صلابة لوقف تركيا... لقد أعلنت تركيا نيتها، وهي تستطلع الآن الأمور. تتوقف بداية وقوع غزو على كيفية تحليلها لمواقف الدول الأخرى".

وقال عبدي إنه لن يعتمد على الدفاعات الجوية السورية، بعد أن قال لـ"رويترز" في وقت سابق إنه يأمل أن تساعد في الدفاع عن قواته من ضربات أنقرة الجوية.

وأضاف أنّ الدفاعات الجوية السورية "ضعيفة" نسبياً مقارنة بالجيش التركي. 

وتكررت في الآونة الأخيرة تصريحات رسمية تركية عالية النبرة حول العملية العسكرية، وحدد الرئيس رجب طيب أردوغان أهدافها بأنها تشمل المناطق الثلاث: تل رفعت ومنبج وعين العرب.

وأمس الاثنين، جدد أردوغان تعهده بالقضاء التام على حزب العمال الكردستاني و"وحدات حماية الشعب" الكردية، حتى تحييد آخر عنصر من عناصرها، بعد اجتماع الحكومة في أنقرة.

وقال أردوغان: "لا ينبغي الانزعاج من عمليات تركيا العسكرية الرامية إلى توسعة الحزام الأمني على حدودها الجنوبية؛ ومثلما لا تستأذن أحداً عندما تتخذ خطوات تتعلق بأمن أراضيها وأبناء شعبها، فإنها لا تقبل المحاسبة من أحد أيضاً".

وعلّق الصحافي التركي يوسف سعيد أوغلو على أنباء تركيز العملية العسكرية التركية في مرحلتها الأولى على تل رفعت، بالقول إنّ "الحكومة وضعت هدفاً محدداً، وهو إجراء عمل عسكري على 3 مناطق، هي منبج وتل رفعت وعين العرب، وبالتأكيد الوصول إلى هذا الهدف يحتاج إلى توافقات وتوازنات مع الدول الفاعلة، وهي روسيا والولايات المتحدة".

وأضاف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المشاورات لن تكون سهلة في ظل معارضة الدولتين، (روسيا وأميركا) اللتين ترفضان في الوقت نفسه تنفيذ الاتفاقات السابقة بتطهير المنطقة من المسلحين، وهو ما لا يبقي حلّاً سوى إجراء العمليات العسكرية الجديدة، وبالتأكيد إن جرت فإنها ستكون في فترة تسبق الانتخابات".

وشدد سعيد أوغلو على أنّ "الحكومة التركية تدرك تماماً أهمية العمليات العسكرية خارج الحدود في التأثير بالرأي العام المحلي، ولهذا ستعمل على تحقيق ذلك قبيل الانتخابات، ومن هنا قد تكون عبر مراحل ليبقى تأثيرها مستمراً، فأي عملية تنتهي سريعاً سيبقى تأثيرها محدوداً لدى الشارع خلال فترة زمنية".

وختم بالقول إنّ "العمل العسكري الحالي سيجعل الملف السوري مشتعلاً في الداخل التركي، واقتصاره حالياً على تل رفعت على سبيل المثال سيكون محدود التأثير زمنيّاً، ولاحقاً عندما تجري العمليات باتجاه منبج وعين العرب ستترك تأثيراً أكبر بالناخبين، في فترة قريبة من الانتخابات".

المساهمون