مشاورات مكثفة في كابول لتجاوز الفراغ السياسي بعد انهيار حكومة أشرف غني وسيطرة "طالبان"
تشهد العاصمة الأفغانية كابول مشاورات مكثفة من أجل ملء فراغ المشهد السياسي الناجم عن سقوط حكومة الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، بعدما انتزعت حركة "طالبان" السيطرة على أفغانستان في عمليات عسكرية متتالية بدأتها قبل أسابيع وانتهت الأحد الماضي بدخول كابول وإسقاطها.
وحضر إلى العاصمة قياديان بارزان في الحركة هما أنس حقاني، نجل مؤسس شبكة حقاني (جلال الدين حقاني)، وهو عضو المكتب السياسي لـ"طالبان"، وعمه المولوي خليل الرحمن حقاني، عضو لجنة المصالحة بـ"طالبان".
وعقد القياديان اجتماعات خلال اليومين الماضيين مع الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد الله، وزعيم "الحزب الإسلامي" قلب الدين حكمتيار، ورئيس مجلس الشيوخ فضل الهادي مسلم يار.
وتم خلال الاجتماعات التطرق إلى قضية انتقال السلطة وملء الفراغ السياسي.
وفي هذا الصدد، قال يوسف شاه، الناطق باسم مكتب كرزاي، لـ"العربي الجديد"، إن المباحثات بشأن النظام السياسي القادم مستمرة في كابول، موضحا أن كرزاي وعبد الله يلعبان دورا مهما بهذا الخصوص.
من جهته، قال سفير "طالبان" لدى باكستان سابقا الملا عبد السلام ضعيف، في تصريح له، إن الحركة تجري مباحثات مع القيادات الأفغانية الأخرى لاحتواء الأزمة، وإن الأمر قد يأخذ وقتا. وأضاف أن "طالبان" تحاول أن تشرك جميع السياسيين في العملية، وألا يبقى أحد خارجها.
كما أوضح ضعيف أن "طالبان" لا تريد أبدا أن تقتصر الحكومة على المحسوبين عليها، بل تريد إشراك جميع القوى والأحزاب الموجودة في البلاد، وحتى الموجودين خارج البلاد، مؤكدا أن "حل الأزمة بشكل سريع سيكون في صالح البلاد".
وأكد ضعيف أن الحوار الجاري حاليا يدور حول تبادل وجهات نظر جميع الأطراف قبل العمل على وضع خريطة طريق لأجل مستقبل أفغانستان سياسيا.
من جانب آخر، يبذل كرزاي وعبد الله، بالإضافة إلى رجال دين، جهودهم للتوصل إلى تسوية ما بشأن إقيلم بنجشير، الوحيد الباقي خارج سيطرة "طالبان" حتى الآن، في شمال وسط البلاد.
ولم تحاول قوات "طالبان" الدخول إلى الإقليم، المعروف محلياً بوادي بنجشير، الذي تحيطه جبال شاهقة من كل الأطراف، وتبلغ مساحته 3610 كيلومترات مربعة، ويتمركز فيه حالياً أشد المعارضين للحركة كما كان الوضع منذ عقود.