مسيرة حاشدة في عمّان: "تهجير الضفة عدوان على الأردن"

30 اغسطس 2024
تظاهرة في عمّان تضامناً مع الضفة وغزة، 29 أغسطس 2024 (ليث الجنيدي/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **مسيرة دعم لفلسطين في الأردن:** انطلقت مسيرة حاشدة بدعوة من الحركة الإسلامية، تنديداً بالعملية العسكرية الإسرائيلية، وطالب المشاركون الحكومة الأردنية بإلغاء اتفاقية وادي عربة وعدم التعامل اقتصادياً مع الاحتلال.

- **كلمة رأفت المصري:** رأفت المصري حذر من خطورة الاحتلال الإسرائيلي على المصالح الوطنية الأردنية، مشيراً إلى أن اليمين المتطرف الإسرائيلي يهدد الأردن.

- **بيان الملتقى الوطني ودعوة الصفدي:** أكد الملتقى الوطني أن العدوان الإسرائيلي يشكل خطراً على الأردن، ودعا الصفدي المجتمع الدولي لفرض عقوبات على المسؤولين الإسرائيليين ووقف مبيعات الأسلحة.

شارك آلاف الأردنيين في مسيرة انطلقت بعد صلاة العشاء، مساء الخميس، نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتنديداً بالعملية العسكرية التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. وحذّر المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها الحركة الإسلامية تحت شعار "تهجير الضفة عدوان على الأردن"، من خطورة ما تشهده الضفة الغربية من عدوان يستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وطالب المشاركون الحكومة الأردنية باتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة العدوان الإسرائيلي ومخططاته، وإلغاء كافة الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما اتفاقية وادي عربة، مشيرين إلى أن المرحلة تستلزم إجراءات جديدة باعتبار الخطر قادماً لا محالة، كما دعوا إلى عدم التعامل مع الاحتلال اقتصادياً، مؤكدين أهمية تمتين الجبهة الداخلية وتوحيد الصفوف. وهتف المشاركون الذين رفعوا صور الشهيد أبو شجاع، قائد كتيبة طولكرم الذي اغتالته قوات الاحتلال إلى جانب عدد من المقاومين بعد اشتباكات فجر اليوم الخميس، للمقاومة الفلسطينية في الضفة وغزة وطالبوا بدعمها في وجه الاحتلال الذي لا يتورع عن ارتكاب الجرائم.

ورثا رأفت المصري في كلمة عن الحركة الإسلامية الشهيد أبو شجاع قائلاً: "رحل صاحب القلب الشجاع الذي لم يكن يعرف متى يموت ولكنه اختار كيف يموت"، ثم أضاف: "نحن أمام احتلال جشع لا يقنع بشيء، فهو لا يقنع بدماء أطفالنا في فلسطين بل يطمع بالمزيد من دماء أبناء تلك الشعوب الموجودة على الخريطة التي وضعها سموتريتش أمام المحافل الدولية". وأشار المصري إلى أن "المصالح الوطنية الأردنية اليوم قيد التهديد، فلا حل سياسياً مع الاحتلال الذي يصب جامَ غضبه في الضفة والقدس ويريد إيقاد فكرة الوطن البديل"، وأضاف محذراً: "نحن أمام مرحلة جادة فالخطر قادم والمسألة مسألة وقت، فاليمين المتطرف يرى حل مشكلة فلسطين على حساب الأردن".

وكان "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن" قال في بيان سابق إن "إطلاق العدو الصهيوني عملية عسكرية في الضفة الغربية يشكل حربا حقيقية غير مسبوقة تهدف لتنفيذ مخططات التهجير"، مؤكداً أن "هذا العدوان يشكل خطراً وجودياً على الأردن". وأكد الملتقى ضرورة بناء رؤية وطنية أردنية رسمية تجاه تصاعد التهديدات التي يتعرض لها الأردن في ظل حكومة الاحتلال اليمينية، التي تسعى للتغطية على فشلها في غزة ولا تتوانى عن إشعال المنطقة وإدخالها في أتون صراع لن يكون الأردن بعيداً عن مخاطره وتهديداته، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في تحالفات الأردن الخارجية وتوسيعها وعدم الرهان على الجانب الأميركي في أي مواجهة مع التهديدات الإسرائيلية، لا سيما في ظل ما كشفته معركة طوفان الأقصى من انحياز أميركي صارخ إلى جانب الاحتلال.

وثمّن الملتقى في بيانه حملات المقاطعة الشعبية التي تستهدف الكيان المحتل والشركات الداعمة له وما حققته هذه الحملات من نتائج واسعة عكستها الخسائر الفادحة التي لحقت بالشركات المشمولة بالمقاطعة، والتي كان لها من جهة أخرى أثر إيجابي على الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، ما يتطلب أن تكون هذه الحملات صفة وطنية شاملة تخدم الاقتصاد الوطني وتعزز من استقلاليته.

الصفدي: لا يجوز السماح لإسرائيل بمواصلة انتهاك القانون الدولي

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الخميس، إن "المسؤولين الإسرائيليين الذين يُمكنون بشكل صارخ جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، ويحاولون تبرير المذابح التي ترتكب بدم بارد ضد الفلسطينيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية، وينتهكون كل مبادئ القانون الدولي، يحاولون الآن عبثاً تحويل انتباه العالم بعيداً عن عدوانهم على غزة والضفة الغربية، من خلال نشر معلومات مضللة حول حقيقة التهديدات للأمن الإقليمي، وحول الأردن".

وأضاف الصفدي في منشور على منصة إكس: "ولكن لا أحد ينخدع، فالتهديد الأكبر للأمن الإقليمي يتمثل في احتلال إسرائيل فلسطين، وسياساتها العنصرية، وإجراءاتها غير القانونية، واستمرار الحرب ضد الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن "المتطرفين الذين يحتفلون بقتل الأطفال، واستخدام التجويع سلاحاً، وقصف المستشفيات والمدارس، ومهاجمة البعثات الإنسانية للأمم المتحدة، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، وإنكار حق الشعب الفلسطيني في الحياة، ليست لديهم أي مصداقية".

وبحسب الوزير الأردني، فإن العديد من قرارات مجلس الأمن وأحكام محكمة العدل الدولية وشهادات المنظمات الدولية أكثر مصداقية من ادعاءات مسؤول إسرائيلي يروج للعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني، وأضاف الصفدي: "‏إننا ندعم التحرك لفرض عقوبات على هؤلاء المسؤولين المتطرفين، ونحث الاتحاد الأوروبي وجميع أعضاء المجتمع الدولي على التحرك فورا ومحاسبة أولئك الذين يروجون للموت والكراهية، ولا بد من فرض العقوبات، ولا بد من وقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، ولا يجوز السماح لإسرائيل بمواصلة انتهاك القانون الدولي وتحدي إرادة المجتمع الدولي وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين وتهديد الأمن الإقليمي من دون عقاب".

المساهمون