شارك مئات الأشخاص في مسيرة ضد الاحتلال الإسرائيلي، أمام مبنيي البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، مرددين شعارات غاضبة وهتافات حماسية تطالب بإنقاذ حي الشيخ جراح في القدس، وتؤيد حق الفلسطينيين في المقاومة والمطالبة بالعدالة والسلام.
وانطلقت المسيرة التي شارك فيها أفراد من أعراق وجنسيات متنوعة، ونظمتها مجموعات وجمعيات فلسطينية، صوب شارع "الدستور" بقلب العاصمة الأميركية، متجهة نحو الجانب الغربي للبيت الأبيض ومبنى موظفيه، لتختتم مسيرتها نحو الجانب الشرقي بجانب ساحة "حياة السود مهمة"، التي شهدت الاحتجاجات على تعامل الشرطة مع الأميركيين من أصل أفريقي.
ووصف نشطاء فلسطينيون المسيرة بأنها الكبرى والأكثر تنوعا في العاصمة الأميركية منذ مدة طويلة. وقالت الناشطة الفلسطينية الأميركية مريم أبو غزالة 21 عامًا في حديث لـ"العربي الجديد" إن المسيرة ضمت كافة الخلفيات وتجاوزت حدود الدين والجنس والنوع، مؤكدة أهمية ودلالة اختيار وزارة الخارجية والبيت الأبيض كأماكن للتجمع، التي تضم أهم صانعي السياسيات في أميركا.
وأضافت "أنا من أصول فلسطينية، لكن أهلي هجروا إلى سورية، قبل الانتقال إلى الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم بالنسبة لي فإن رفع صوت الفلسطينيين والتعريف بقضية حي الشيخ جراح والقضية الفلسطينية بعد فترات طويلة من الصمت، هي الوسيلة الرئيسية لإمكانية العودة من المنفى إلى أرض الوطن".
وتربط مريم في حديثها ما بين تكتيكات الشرطة الأميركية في التعامل مع الأميركيين من أصل أفريقي وما بين تكتيكات الجيش الإسرائيلي في التعامل مع الفلسطينيين، مؤكدة أن هذه السياسة دفعت الكثير من المجتمعات الملونة في أميركا للتضامن مع ما يجري في فلسطين.
وتقارن مريم ما بين المظاهرات التي خرجت تنديداً بالحرب على غزة في عام 2014 وما بين مظاهرات اليوم، معتبرة أن قوة وسائل التواصل الاجتماعي شكلت فارقاً كبيراً هذه المرة، خاصة في قضية حي الشيخ جراح، منتقدة في الوقت ذاته الرقابة التي حاول موقعا "فيسبوك" و"إنستغرام" فرضها على كل ما يخص القضية الفلسطينية.
وقالت "يوان" وهي كورية جنوبية نشأت في الصين "إن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي استعمار يقوم على القمع"، مطالبة الولايات المتحدة بالتوقف عن تمويل الجيش الإسرائيلي.
ورغم حالة الجدل الشديدة حول قدرة الأجيال الصغيرة على إدراك ما يجري في فلسطين وأبعاده التاريخية، إلا أن نسبة كبيرة جداً من الحاضرين كانوا من صغار السن وفي عمر ما قبل الجامعة. إذ يقول خالد حسن، وهو مصري الجنسية ويبلغ من العمر 17 عاماً، لـ"العربي الجديد"، "إن مشكلة الأجيال الصغيرة هي التشتت بين الآراء المتعددة، لكن الجميع يعرف أن فلسطين عربية، وهي بلدي الثاني".
وشارك في المسيرة عدد من اليهود الأميركيين، بينهم نساء وأطفال ورجال، ويقول "زيف روز" الذي جاء من أحد ضواحي ميرلاند، لـ"العربي الجديد"، إنه لا يريد أن تذهب الأموال الأميركية لدعم العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين في القدس وغزة الضفة الغربية. مضيفًا "لا يجب أن نصدق كل شيء في الإعلام، هناك محاولات لتغيير سردية ما يحدث في فلسطين، وهي أن من يصعد العنف هي إسرائيل".
وانتقد زيف استخدام مسألة معاداة السامية للضغط على الفلسطينيين لعدم الحديث عن القمع الذي يتعرضون له، مطالبا وزارة الخارجية بأن تطالب بوقف الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي.
ووصف الفلسطيني المولود في أميركا عمرو الشتاوي بايدن بأنه متواطئ في ما يجري في فلسطين، قائلا " نحن من انتخبناه لكنه يرسل أموال الضرائب لتمويل الجيش الإسرائيلي الذي يطرد الناس من بيوتهم (..) نحن نريد سلاماً، لكن ما يحدث هو تطهير عرقي".
"الإسرائيليون ليسوا مهتمين بالسلام ويقمعون الفلسطينيين"، هكذا لخص جيم برينكر الرجل الستيني الأبيض ما يجري في فلسطين، جيم الذي عمل صحافيا في وكالة الأسوشيتد برس سابقا قال إنه سافر إلى الضفة الغربية منذ عامين والأوضاع هناك ما تزال تسوء، وإنه مفجوع مما يجري من فصل عنصري. مؤكدًا أن كثيرًا من الأميركيين والإعلام لا يفهمون حقيقة ما يجرى في فلسطين.