أغلقت حكومة إقليم كردستان العراق، معبر سيمالكا الذي يربط العراق بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية، بعد قيام عناصر محسوبين على حزب "العمال الكردستاني" يوم أمس بمهاجمة حراس أمن بالمعبر، فيما أعلن الجيش الأميركي أنه أسقط الثلاثاء طائرة مسيرة دون طيار بالقرب من القاعدة الأميركية في منطقة التنف بريف حمص على مقربة من الحدود السورية الأردنية.
وأعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، أنها أغلقت معبر سيمالكا (فيش خابور) الذي يربط مناطق سيطرتها في الإقليم بمناطق سيطرة "الإدارة الذاتية" شمالي وشرقي سورية، وذلك بعد قيام عناصر ينتمون لما يسمى "الشبيبة الثورية" بمهاجمة المعبر من جانب إقليم كردستان العراق بعد عبورهم الجسر الرابط بين الطرفين على نهر دجلة بأقصى شمال شرق سورية.
واتهمت إدارة المعبر "الشبيبة الثورية" التي تعرف كرديا بـ"جوانن شورشكر"، وتتبع لـ"العمال الكردستاني" بالتسبب بوقوع إصابات في صفوف قوات أمنية وقوات حرس الحدود وإلحاق أضرار بسيارتهم.
وقالت مصادر أمن عراقية في الإقليم الواقع شمالي البلاد، اليوم الخميس، إن عددا من عناصر الأمن والعاملين المدنيين في معبر سيمالكا تعرضوا لاعتداء من قبل مسلحين يتبعون حزب "العمال الكردستاني"، المعارض لأنقرة، تسبب بإصابات وخسائر مادية، مؤكدين إغلاق المعبر بشكل مؤقت على إثر الحادث.
وأبلغ مسؤول أمني رفيع في مدينة دهوك العراقية مراسل "العربي الجديد"، بأن مسلحين يتبعون حزب "العمال الكردستاني" دخلوا المعبر بسيارات رباعية الدفع مدججين بالأسلحة قادمين من الأراضي السورية، وقاموا بالاعتداء على موظفين وعناصر أمن بالضرب وإطلاق النار بالمعبر ورمي قنابل صوتية وأخرى متفجرة.
ولفت المسؤول ذاته، الذي فضل عدم كشف اسمه، إلى أن الحادث وقع بعد رفض الموظفين تمرير بضائع غير مصرح بها عبر المعبر وظهر أنها كانت لصالح مسلحي حزب "العمال الكردستاني"، مؤكدا أن الهجوم أسفر أيضا عن خسائر مادية كبيرة بالمعبر الحدودي الذي تديره حكومة إقليم كردستان العراق.
وأصدر وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان ريبر أحمد، اليوم الخميس، بيانا حول الهجوم نقلته وسائل إعلام محلية كردية بمدينة أربيل قال فيه إن "حزب العمال الكردستاني يتسبب بمشاكل في معبر فيشخابور، وعناصره يحاولون خرق الحدود بشكل غير قانوني".
وأعرب عن أسفه لسماح القوات التي تسيطر على الجانب السوري من المعبر بتنفيذ الهجوم عبر خرق الحدود بشكل غير قانوني، مؤكداً "لغاية الآن نحن ملتزمون بضبط النفس وعدم الرد عليهم".
وحول الهجوم وسببه قال شوان عبد الله عبد القادر، الناشط السياسي في مدينة دهوك لـ"العربي الجديد"، إن "مسلحي حزب العمال الكردستاني يسعون لإخضاع المعبر لسيطرتهم من خلال تمرير مواد ممنوعة وأيضا أنشطة تجارية مختلفة بما يخل في الاتفاق الذي على أساسه تم فتح المعبر".
وأضاف عبد القادر أن "استمرار تهديد الحزب للمعبر قد يدفع حكومة إقليم كردستان إلى إغلاقه، وبالتالي فإن المرضى واللاجئين السوريين الأكراد هم من سيدفع ثمن ذلك"، متهما "العمال الكردستاني" بأنه "يمارس إرهابا متعدد الاتجاهات ضد المدنيين وضد الإدارة المدنية للمعبر".
بالمقابل نقلت محطة تلفزيون "زاكروس" العراقية عن مدير معبر سيمالكا، شوكت بربهاري، قوله إن "حزب العمال الكردستاني هو من يتحمل مسؤولية الاعتداء على أفراد المعبر"، مؤكدا "جرح عدد من حراس الأمن وتحطيم ممتلكات وسيارات الإطفاء الموجودة في المعبر".
وأضاف أن المعبر "هو المنفذ الحيوي الوحيد لإخوتنا في سورية يعمل حزب العمال جاهداً على إغلاقه، وإلحاق الأذى بالمدنيين في كردستان سورية، وهو من يتحمل إغلاق المعبر في الوقت الحاضر".
وكانت القوى الأمنية التابعة لإقليم كردستان العراق قد فرقت أمس مظاهرة شارك فيها عدد من الأهالي على جسر معبر سيمالكا للمطالبة بتسليم جثث أبنائهم المنضمين لحزب "العمال الكردستاني" والذين قتلوا على يد قوات البشمركة في وقت سابق بجبال قنديل.
إسقاط طائرة مسيرة
في الأثناء قال المتحدث باسم القيادة الوسطى بالجيش الأميركي، بيل أوربان إنه: "بينما واصلت إحدى الطائرات دون طيار مسارها بشكل أعمق في منطقة التنف، تم تقييمها على أنها تظهر نية عدائية وتم إسقاطها".
وأضاف أن طائرة ثانية صغيرة دون طيار استدارت وغادرت المنطقة، دون أن يتضح إذا كانت أي من الطائرتين تحملان متفجرات.
من جانب آخر، أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى عقد اجتماع موسع في قاعدة التحالف الدولي بحقل العمر النفطي شرقي دير الزور، ضم كل من مظلوم عبدي القائد العام لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وبعض الكوادر الإدارية والعسكرية، مع شيوخ ووجهاء ريف دير الزور الشرقي والغربي.
وأوضح أن الاجتماع تطرق إلى الأوضاع في المنطقة من الجوانب السياسية والاجتماعية والخدمية والأمنية، كما تم إبلاغ الحاضرين عن عفو عام في ريف دير الزور سيصدر عن "قسد" خلال الأيام المقبلة.
اقتحام بلدة في درعا
جنوبي سورية، اقتحمت المخابرات الجوية التابعة للنظام السوري يوم أمس بلدة النعمية شرقي درعا. وذكر موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي أن 10 سيارات تحمل مضادات أرضية داهمت عددا من المنازل للبحث عن مطلوبين، مشيرا إلى اعتقال أحد الشبان فيما جرت مداهمة منزل المنشق فرحان العبود التابع لـ"اللواء الثامن"، لكنها فشلت في اعتقاله لعدم وجوده في المنزل. وجاءت عملية المداهمات عقب انفجار عبوة ناسفة قرب كتيبة الرادار التابعة للمخابرات الجوية في بلدة النعيمة.
إلى ذلك قتل شخص برصاص مسلحين مجهولي الهوية أمام منزله في بلدة عتمان بريف درعا، كان يعمل لصالح فرع الأمن العسكري بدرعا، فيما هاجم مسلحون منزل القيادي السابق في فصائل المعارضة سامر أبو السل بهدف اغتياله عبر إلقاء قنبلة يدوية على منزله ومن ثم إطلاق نار بالأسلحة الرشاشة، الأمر الذي تطور لاشتباكات مع عناصر يعملون في حراسة القيادي.