واصل مستوطنون إسرائيليون، اليوم الثلاثاء، اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين وأراضيهم، واقتحاماتهم للمسجد الأقصى، فيما نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها القدس.
وأغرق مستوطنون، اليوم الثلاثاء، أراضي الفلسطينيين في بلدة سبسطية، شمال نابلس، شمال الضفة الغربية، بالمياه العادمة، إذ فوجئ المزارعون عند دخولهم لأراضيهم الواقعة داخل وبمحاذاة مستوطنة "شافي شمرون" المقامة على أراضي سبسطية، لقطاف ثمار الزيتون، بإغراقها بالمياه العادمة، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد"، رئيس بلدية سبسطية محمد عازم.
من جانب آخر، أقام مستوطنون، الليلة الماضية، حظيرة مواشٍ غرب مستوطنة "مسكيوت" المقامة على أراضي الفلسطينيين بالأغوار الشمالية بالضفة الغربية، وفق ما أفاد به الناشط الحقوقي عارف دراغمة في تصريحات صحافية، مشيرا إلى أن أولئك المستوطنين وضعوا في الحظيرة عددا من رؤوس البقر.
كما طرد مستوطنون من مستوطنة "ألون موريه" المقامة على أراضي نابلس، اليوم الثلاثاء، المزارعين من أراضيهم في بلدة دير الحطب، شرق نابلس، بعدما هاجموا قاطفي الزيتون والمزارعين، وفق ما أكده مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
وفي هذا السياق، لفت دغلس إلى أن "سلطات الاحتلال تواصل اقتلاع عشرات أشجار الزيتون وعمليات تجريف الأراضي بصورة متقطعة من مفرق حاجز زعترة حتى مفرق حوارة، جنوب نابلس، تمهيدا لشق طريق استيطاني على حساب الآلاف من الدونمات من أراضي المواطنين".
وحذر دغلس في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، من مخطط الاحتلال بشق هذا الطريق بطول سبعة كيلو مترات في إطار ربط المستوطنات وتثبيت مدن استيطانية جديدة داخل الجغرافيا الفلسطينية.
وبين أن المخطط الاستيطاني سيخترق أراضي بلدات وقرى بيتا وحوارة وعورتا وأودلا وبورين، مؤكدا أن الهدف منه هو "تخصيص شوارع خاصة بالمستوطنين تطبيقاً لسياسة الفصل العنصري وربط أربع مستوطنات كانت تسميها دولة الاحتلال مستوطنات معزولة".
من جانب آخر، اقتحم مستوطنون، مساء الاثنين، جبل صبيح التابع لأراضي بلدات: بيتا وقبلان، ويتما، جنوب نابلس، إلا أن الأهالي تصدوا لهم وحالوا دون ذلك، وفق ما أفاد به دغلس.
طرد مستوطنون من مستوطنة "ألون موريه" المقامة على أراضي نابلس، اليوم الثلاثاء، المزارعين من أراضيهم في بلدة دير الحطب، شرق نابلس، بعدما هاجموا قاطفي الزيتون والمزارعين
أوضح رئيس بلدية "بيتا"، جنوب نابلس، فؤاد معالي، لـ"العربي الجديد"، أن "مستوطنين شرعوا، أمس، بإعادة بناء بؤرة استيطانية على قمة (جبل صبيح)، حيث وضعوا بعض الخيام والكرفانات (بيوت متنقلة) كمقدمة لإقامة البؤرة، التي سبق أن نجح الفلسطينيون في إجبار قوات الاحتلال قبل عدة أشهر على تفكيكها".
وقال معالي: "دفعنا ثمنا باهظا لتحرير الجبل، حيث ارتقى شهيدان من أبناء البلدة وأصيب العشرات، لذا فنحن سنتصدى من جديد لمحاولات المستوطنين الاستيلاء على المنطقة من جديد".
والمواجهة بين أهالي بيتا والاستيطان والاحتلال ممتدة منذ عشرات السنين، وأحدثها تلك التي وقعت على قمة "جبل العرمة" في مارس/ آذار الماضي، حيث هب الأهالي للدفاع عن أراضيهم بكل شراسة.
في سياق آخر، نفذت مجموعات من المستوطنين، منذ ساعات صباح هذا اليوم الثلاثاء، اقتحامات لباحات المسجد الأقصى، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال في ساحاته وتشديد لإجراءات الدخول إلى ساحات الأقصى للمصلين الفلسطينيين.
ويأتي ذلك تزامنا مع اعتقال قوات الاحتلال، صباح اليوم، شابا مقدسيا بالقرب من سوق القطانين المتاخم للمسجد الأقصى بدعوى العثور بحوزته على سكين.
وأفاد شهود عيان "العربي الجديد"، بأن أفراد القوة التي اعتقلت الشاب اعتدوا عليه خلال اقتياده إلى أحد مراكزهم في ساحة البراق، فيما تسبب الاعتداء بتوتر في المكان، وتعزيز عناصر شرطة الاحتلال في المنطقة.
إلى ذلك، جددت قوات الاحتلال، صباح اليوم، اقتحاماتها لمخيم شعفاط، شمالي القدس المحتلة، بعدما اقتحمته أمس، واندلعت خلال ذلك مواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه منازل المواطنين.
في غضون ذلك، ذكر نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، أن قوات الاحتلال اعتقلت، الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، تسعة مواطنين فلسطينيين من الضفة الغربية، بينهم فتى؛ اثنان منهم من طولكرم، وأربعة من القدس، والفتى وديع منذر الراعي وشاب آخر من مخيم العروب، وشاب آخر من مدينة أريحا، فيما ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتقلت شابا من مدينة الخليل.