اقتحم أكثر من 140 مستوطناً إسرائيلياً، يتقدمهم المتطرف يهودا غليك، اليوم الخميس، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، فيما اندلعت مواجهات في مناطق بالضفة والقدس المحتلتين، تخللتها حملة اعتقالات طاولت عدداً من الفلسطينيين.
ونفذ المستوطنون، صباح اليوم، جولات استفزازية في باحات الأقصى، قبل أن يغادروه من باب السلسلة.
وخلال عملية الاقتحام، أجرى مستوطنون مقابلات صحافية في باحات الأقصى، في انتهاك صارخ لحرمة المسجد، واستفزاز لمشاعر المسلمين.
وبالتزامن، أغلقت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، الموقع الأثري في بلدة سبسطية، شمال نابلس، شمالي الضفة الغربية، ومنعت الفلسطينيين من الوصول إلى الموقع، لتأمين اقتحام المستوطنين.
وكان المستوطنون قد أعلنوا عن برنامج لاقتحام بلدة سبسطية والمواقع الأثرية فيها خلال الأيام المقبلة، في محاولة لفرض أمر واقع، وتحقيق أطماعهم الاستيطانية في المنطقة.
وكان مئات المستوطنين الإسرائيليين قد اقتحموا، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، مقامات إسلامية شمالي سلفيت، شمالي الضفة الغربية.
وقال رئيس بلدية كفل حارس، شمالي سلفيت، عصام أبو يعقوب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الاحتلال استبقت، الليلة الماضية، اقتحامات المستوطنين وشددت إجراءاتها على البلدة، ومنعت الحركة فيها، واعتلت أسطح المنازل لتأمين الاقتحامات".
وأشار أبو يعقوب إلى أن المستوطنين اقتحموا "مقامات (ذو النون، ذو الكفل، وخادم صلاح الدين)، وهي مقامات تعود للفترة المملوكية، لكن المستوطنين يزعمون أنها مقامات يهودية، حيث أدوا طقوساً تلمودية فيها، وحاولوا الاعتداء على منازل الأهالي وسط إزعاج وصخب في المكان، وخربوا بعض الممتلكات، ثم انسحبوا في حوالي الساعة الثالثة من فجر اليوم".
مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت لتأدية طقوس تلمودية في المقامات الإسلامية#فلسطين pic.twitter.com/4Gu1Y6ZEK1
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 2, 2021
إلى ذلك، أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية بأن المستوطنين يقومون بتعبيد الطرق الداخلية وزيادة عدد المباني في ما يسمى بؤرة "افيتار" الاستيطانية التي أقاموها على جبل صبيح في بلدة بيتا، جنوب نابلس، وذلك في سباق مع الزمن لتثبيت واقع جديد على الأرض.
ويأتي ذلك الإجراء من قبل المستوطنين بالتزامن مع دعوات واسعة لتنفيذ فعاليات ضد تلك البؤرة الاستيطانية، يوم غد الجمعة، على أراضي جبل صبيح في بيتا.
مواجهات في مخيم عايدة
في سياق منفصل، أصيب أربعة شبان فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات شهدها مخيم عايدة، شمالي بيت لحم، جنوبي الضفة، إثر اقتحامه لاعتقال عدد من الشبان.
وقال الصحافي محمد أبو هنية، وهو من مخيم عايدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ من بين الإصابات 3 إصابات بالرصاص الحي، مبيناً أن الجرحى "نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج ووصفت حالة المصابين بالمستقرة".
وأشار أبو هنية إلى أن "مواجهات اندلعت في مخيم عايدة بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال، التي اعتقلت الشبان الثلاثة فادي نصر الله، وأنس نصر الله، وأحمد حجاجرة، وذلك عقب دهم منازلهم وتفتيشها".
وأصيب ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي المطاطي، وأصيب شاب بالرصاص الحي، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام مخيم الفارعة، جنوب طوباس، شمال شرق الضفة الغربية، فجر اليوم.
في غضون ذلك، نفذت قوات الاحتلال عمليات دهم واسعة في قرى سالم وعزموط ودير الحطب، شرقي نابلس، بعد وقت قصير من عملية إطلاق نار على سيارة مستوطن شرقي نابلس، وشددت من إجراءاتها العسكرية في تلك القرى.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت، الليلة الماضية، حاجزي حوارة وبيت فوريك المقامين جنوبي وشرقي نابلس في كلا الاتجاهين، بعد الأنباء التي تحدثت عن عملية إطلاق النار على سيارة أحد المستوطنين.
وقال مدير "نادي الأسير" الفلسطيني في نابلس رائد عامر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الاحتلال اقتحمت قرية سالم واعتقلت الشبان خالد عاكف اشتية، وأنس عاكف اشتية، وعمر مصطفى حمدان، وفوزي محمد عواد".
كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من قرية خربثا بني حارث، غربي رام الله (وسط)، واعتقلت شاباً من مدينة الخليل، جنوبي الضفة، بعد دهم منزليهما فجر اليوم، بينما اعتقلت فلسطينيين من بلدة سعير، شمال شرق الخليل.
اعتداءات واعتقالات بالقدس
كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، 5 شبان من باب العامود في القدس المحتلة، بعد الاعتداء عليهم إثر استفزاز تلك القوات للشبان في باب العامود، كما اعتقلت الفتيين محمد وليد الرجبي ورامي مسالمة من حي بطن الهوى المهدد بالإخلاء قسرياً لصالح المستوطنين، في بلدة سلوان، جنوب الأقصى.
على صعيد آخر، قررت سلطات الاحتلال، أمس الأربعاء، الإفراج عن الشاب محمود أشرف عبيد، من بلدة العيسوية في القدس المحتلة، شرط فرض الحبس المنزلي عليه لمدة 10 أيام والإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة 90 يوماً، ودفع غرامة مالية بقيمة ألفي شيقل (نحو 600 دولار)، والتوقيع على كفالة طرف ثالث بقيمة 10 آلاف شيقل (نحو 3 آلاف دولار).
إلى ذلك، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، بوقف العمل بغرف سكنية وشارع زراعي وحظائر أغنام وبركسات في منطقة الفخيت، شرقي يطا، جنوب الخليل، تعود ملكيتها لأربع عائلات هناك.
وكانت قوات الاحتلال قد جرفت، أمس الأربعاء، أراضي زراعية في منطقة القبو الواقعة ما بين قريتي حوسان وواد فوكين، غربي بيت لحم، وردمت بئر مياه، حيث تقدر الأراضي بنحو أربعة دونمات، وفق ما أفاد به مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في بيت لحم حسن بريجية، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
مستوطنون يضرمون النار بأشجار الزيتون في نعلين
أضرم مستوطنون النار، اليوم الخميس، بنحو 50 شجرة زيتون في منطقة جبل العالم في بلدة نعلين شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص صوب المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى المكان لإطفائها، ومنعت وصولهم للمكان، دون أن يبلغ عن إصابات في صفوفهم.
وللأسبوع الثاني على التوالي يتعرض المزارعون في منطقة جبل العالم في بلدة نعلين غرب رام الله لاعتداءات من الاحتلال والمستوطنين.
على صعيد آخر، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس، الطفل مالك هشام اسعيفان (11 عاماً) أثناء عودته من المدرسة إلى منزله في واد الحصين القريب من مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل جنوب الضفة وحققت معه ميدانيا مدة 4 ساعات، ومنعت والديه والمواطنين من الوصول إليه.
في حين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، الطفلة نفوذ حماد (14 عاماً) من حي الشيخ جراح في القدس والمهدد بإخلاء سكانه قسرياً لصالح المستوطنين.
وأشارت مصادر صحافية ومحلية إلى أن الاحتلال اعتقل الطفلة بتهمة رسمها علم فلسطين على وجه زميلاتها، بالتزامن مع فعالية ترفيهية لأطفال الحي، قبل أن تقتادها إلى مركز شرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين بالقدس لاستجوابها.