مستوطنون يحاولون إحراق كنيسة "حبس المسيح" في القدس المحتلة

02 فبراير 2023
لقي الاعتداء تنديداً واسعاً من قبل الكنائس المقدسية (تويتر)
+ الخط -

اقتحم ثلاثة مستوطنين متطرفين، فجر اليوم الخميس، كنيسة "حبس المسيح" في القدس القديمة، وحطموا محتوياتها، عقب محاولتهم إشعال النار فيها.

وتمكّن رامي الرشق، أحد حراس الكنيسة، من السيطرة على أحد المستوطنين المعتدين، فيما اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي الكنيسة واعتقلت المستوطن.

ويأتي الاعتداء ضمن تصاعد الانتهاكات والاعتداءات على أماكن العبادة المسيحية ورجال الدين، التي سجلت ارتفاعاً منذ تولي اليمين المتطرف، في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، سدة الحكم في دولة الاحتلال، حيث كانت مقابر وأضرحة في جبل صهيون داخل باب الخليل وفي حي الأرمن هدفاً لهذه الاعتداءات من قبل المستوطنين المتطرفين.

وأثارت هذه الاعتداءات حالة من السخط والغضب لدى الكنائس المسيحية المقدسية، التي نددت بالمعتدين وطالبت شرطة الاحتلال باعتقالهم.

من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان اليوم الخميس، اقتحام الكنيسة، واعتبرتها جريمة تندرج في إطار ما ترتكبه سلطات الاحتلال وجمعياته ومنظماته الاستيطانية من اعتداءات على الشعب الفلسطيني ومقدساته المسيحية والإسلامية.

وقالت الخارجية إنّ "هذا الاعتداء يندرج في إطار محاولات تهويد المقدسات وفرض السيطرة الإسرائيلية عليها، كجزء لا يتجزأ من استهداف المدينة المقدسة لتكريس تهويدها وضمها وتغيير هويتها ومعالمها وتهجير مواطنيها وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني".

وطالبت المجتمع الدولي والدول والهيئات الدولية والأممية ذات العلاقة، بتحمل مسؤولياتها بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني عامة وللقدس ومقدساتها خاصة.

كما يأتي هذا الاعتداء على الكنيسة متزامناً صباح اليوم، مع اقتحام عشرات المستوطنين باحات الأقصى، في القدس المحتلة، بحماية قوات الاحتلال وقيامهم بأداء طقوس وصلوات تلمودية.

الاحتلال يؤجل تسليم جثمان الشهيد محمد علي محمد حتى إشعار آخر

من ناحية أخرى، أجلت قوات الاحتلال حتى إشعار آخر تسليم جثمان الشهيد محمد علي محمد من مخيم شعفاط شمال القدس، والذي استشهد قبل أسبوعين برصاص قوات الاحتلال خلال هدمها منزل الشهيد عدي التميمي.

وكان المئات من الفلسطينيين من مخيم شعفاط وبلدة عناتا المجاورة احتشدوا حتى ساعة متأخرة من الليل، للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد بعد الإبلاغ عن تسليمه، قبل أن تعود سلطات الاحتلال عن قرارها وتؤجل التسليم حتى إشعار آخر.

هدم منزلين واعتقالات في الضفة

إلى ذلك، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، منزلين في قرية دوما، جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية، وتركت أصحابها في العراء رغم الظروف الجوية الماطرة، وأصيب عدد منهم خلال عملية الهدم.

وقال رئيس مجلس قروي دوما، سليمان دوابشة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الاحتلال، برفقة جرافاتها، اقتحمت المنطقة الشرقية من دوما، وهدمت منزلين مأهولين، أحدهما للمواطن محمد علي من بلدة عناتا شمال شرق القدس، والآخر للمواطن مصطفى خالد مليحات من قرية جبع شمال القدس، بزعم عدم الحصول على تراخيص ووقوعهما في منطقة مصنفة (ج)، وسط خشية من هدم منازل أخرى".

وبحسب دوابشة، فإنّ قوات الاحتلال تركت عائلتين مع أطفالهما ونسائهما في العراء رغم الظروف الجوية الصعبة والماطرة، ولم تكتف بذلك، بل أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، واستهدفت الصحافيين، ما أدى لإصابة الصحافي يامن النوباني بجروح في قدمه، والعشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز.

على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال 27 فلسطينياً من الضفة الغربية، منهم 15 من قرية المغير شمال شرق رام الله، وشابان من قرية كفر مالك شرق رام الله، والأشقاء: صديق ومحمد وموسى العوري من مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، و3 شبان من مخيم نور شمس شرق طولكرم، و3 شبان من مدينة نابلس، وشاب من مدينة الخليل.

"كتيبة نابلس" تتبنى عمليتي إطلاق نار على قوات الاحتلال

في هذه الأثناء، أعلنت "كتيبة نابلس" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها، تبنيها عمليتي إطلاق نار على قوات الاحتلال، إحداها استهدفت نقطة "الطور" العسكرية المقامة على أراضي نابلس، والأخرى خلال التصدي لاقتحام الاحتلال مدينة نابلس.

وأعلنت مجموعات "عرين الأسود"، في بيان، تبنيها عملية إطلاق نار استهدفت النقطة العسكرية المقامة على جبل جرزيم في نابلس، مساء الأربعاء، و"انسحاب مقاتليها بسلام"، علاوة على خوض مقاتليها اشتباكاً مُسلحاً مع قوات الاحتلال التي اقتحمت، فجر اليوم الخميس، المنطقة الشرقية من نابلس.

تسليم مستوطنين لجيش الاحتلال 

من جهة أخرى، سلمت عناصر أمنية فلسطينية، اليوم الخميس، مستوطنين دخلا قرية كفر عين شمال غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، عن طريق الخطأ، إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك رغم إعلان القيادة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني وأنه لم يعد قائماً.

وأكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ مستوطنين اثنين دخلا بالخطأ، صباح اليوم الخميس، قرية كفر عين شمال غربي رام الله بسيارتهما، فهاجمهما شبان فلسطينيون بالحجارة، فأصيب أحد المستوطنين بجروح.

وتابعت المصادر أنّ عناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية تدخلت، وتم تسليم المستوطنين لجيش الاحتلال الإسرائيلي على البرج العسكري المقام على أراضي قرية النبي صالح المجاورة.

ويأتي تسليم المستوطنين رغم إعلان القيادة الفلسطينية، الخميس الماضي، أنّ التنسيق الأمني لم يعد قائماً رداً على المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات المتواصلة.

ويعتبر يناير/ كانون الثاني 2023 الشهر الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ أكثر من عشر سنوات، حيث استشهد 35 فلسطينياً برصاص الاحتلال، من ضمنهم 10 فلسطينيين استشهدوا في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.