مستشار الغنوشي لـ"العربي الجديد": مستعدون للحوار وتونس تحتاج لحكومة إنقاذ وطني

29 يوليو 2021
"النهضة" مستعدة للحوار حول ذلك دون أن يعني عودتها للمشاركة في الحكم(Getty)
+ الخط -

أكد سامي الطريقي، المستشار الخاص لراشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن تونس في حاجة الآن إلى حكومة إنقاذ وطني شرعية في أقرب الآجال، وذلك بالنظر إلى الاستحقاقات المالية والصحية التي تنتظر البلاد.

وبيّن الطريقي أن النهضة مستعدة للحوار لإنقاذ تونس والتفاعل مع رئيس الدولة، مشيراً إلى أن الرئيس هو رئيس منتخب من قبل الشعب.

وفي الوقت نفسه، شدد الطريقي على أن "الحالة التونسية مختلفة، ولا تشبه مصر أو أي دولة أخرى، بل هي حالة تونسية لها خصوصياتها، وهناك برلمان منتخب"، داعياً جميع الأطراف إلى العمل بشكل متناغم.

وأوضح أن "الوضع لم يكن بالصورة المطلوبة، وكان هناك أمل بعد  لقاء سعيّد بالغنوشي من أجل التوصل إلى توافق، لكن قرارات 25 يوليو المفاجئة التي قادت إليها بعض الظروف وأدت إلى اتخاذها سبقت ذلك، ونتفهمها، لكنها لا تبرر طبعاً ما أقدم عليه الرئيس من إجراءات".

وفيما نبّه إلى وجود "الكثير من التحديات المطروحة على البلاد"، أكد أن حركة النهضة مستعدة للحوار من أجل إنقاذ البلاد، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطني تحظى بالشرعية.

ونبّه الطريقي كذلك إلى أن "الحكومة الجديدة يجب أن تمرّ عبر تصديق  البرلمان"، مجدداً التأكيد أن "النهضة" مستعدة للحوار في ذلك دون أن يعني عودتها للمشاركة في الحكم، بل أن تكون الحكومة تحت أنظار البرلمان وإصلاح ما يمكن إصلاحه داخل البرلمان، وخاصة أن "النهضة" كانت بدورها ضحية الصراعات والمشاحنات وذلك المشهد المسيء الذي خلق أجواءً متوترة، بحسب قوله.

وأضاف أن "هذه فرصة جديدة ومناسبة لتنقية الحياة السياسية من الشوائب، فهناك فرق بين النقد والتوجيه، والتجريح في رموز الدولة، وهو ما يتطلب عقداً جديداً بين الجميع".

وأشار الطريقي إلى أن الرئيس سعيّد طمأن المنظمات الوطنية والرأي العام، وبيّن أن الوضع وصل إلى نقطة متأزمة دفعته إلى هذه الإجراءات، مؤكداً أنه حصل بعض التدارك في تحديد الفترة المخصصة لتجميد البرلمان بـ 30 يوماً، مبيناً أن هناك "إمكانية لبقائه في نشاط، وخاصة أن العطلة البرلمانية على الأبواب، وهو ما قد يمثل محاولة إشاعة أجواء من الطمأنينة"، ليخلص إلى أن هذه المؤشرات "تجعل الحوار ممكناً مع رئيس الجمهورية"، على حد قوله.

واعترف الطريقي بأن المنظومة السياسية وصلت إلى درجة من الأزمة والمأزق والاختناق، وهو ما جعل الشعب "ينفجر وهذا مفهوم"، مؤكداً أن النهضة تعترف بأن هناك فشلاً اجتماعياً واقتصادياً وإشكالات كثيرة، وأن الحكومة الأخيرة لم تقم بواجبها، وكانت تواجه فشلاً.
 وبيّن أن المشيشي لم يقم بواجبه، وهو ما دعا حركة النهضة إلى المطالبة بتغيير طبيعة الحكومة إلى حكومة سياسية، لكن بعض الآراء داخل الحركة ذهبت حتى إلى حد المطالبة بتغيير شامل، مؤكداً أن عمل الحكومة اتسم بالعجز الهيكلي، و"كان هناك مشكل دفع إلى التسريع بضرورة تغيير الحكومة".

ولفت إلى أن النهضة كانت ملتزمة مسار دعم رئيس الحكومة والإبقاء على المشيشي تحديداً، لكنها لم تخطئ في نهج الاستقرار والتوافق الذي يحرك سياستها، وربما أخطأت في إدارة ملف الحكم، لكنها ذهبت في اتجاه الضغط على الحكومة والمطالبة بإصلاحات اقتصادية واجتماعية، مؤكداً أن المشيشي لم يكن قادراً على ذلك لعدة أسباب، ذاتية وموضوعية.

وجدد التأكيد أن "النهضة كانت لها رؤية واضحة، وقد أعلنت موقفها للرأي العام، وكانت مستعدة للذهاب إلى المعارضة". وفي هذا السياق، قال إن الحركة حققت نجاحات على مستوى التمسك بالحوار والتشاركية، لكنها فشلت في إدارة مستويات أخرى.

وبخصوص علاقة النهضة بقيس سعيّد، قال الطريقي إن علاقة النهضة برئيس الجمهورية كانت واضحة، وهي عدم الاصطدام به، والحوار معه، مع تقديم بعض الانتقادات في بعض الخيارات، مؤكداً أنه خلال مناسبتين، كان رئيس الجمهورية هو من يختار التعيين، وبصفة فردية، لرئيس الحكومة عندما عادت إليه المبادرة".

وشدد الطريقي على أن "إنقاذ البلاد هو الأولوية القصوى اليوم".

المساهمون