مسؤول عراقي يكشف لـ"العربي الجديد" تفاصيل مقتل الجندي الفرنسي

30 اغسطس 2023
القوة نفذت الإنزال لإحصاء جرحى "داعش" فوقعت في كمين (Getty)
+ الخط -

كشف مسؤول بارز في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، عن تفاصيل حادثة مقتل الجندي الفرنسي في صحراء منطقة العيث بمحافظة صلاح الدين، شمالي العراق، فيما حذر مراقبون من خطورة خلايا تنظيم "داعش" في تلك الصحراء.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس الثلاثاء، عن مقتل جندي في القوات الخاصة الفرنسية، الاثنين، خلال عملية لمكافحة الإرهاب كان يشارك فيها أفراد من الجيش العراقي.

وقال المسؤول العراقي إن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب (القيادة الثانية) مع فريق الدعم من القوات الخاصة الفرنسية توجهت، الاثنين، إلى مخبأ يوجد فيه عناصر من تنظيم "داعش"، بعد قصفه جواً في صحراء العيث، ونفذت عملية إنزال على موقع الضربة الجوية لتفقد الخسائر التي تم إيقاعها بالتنظيم، لكنها تعرضت إلى إطلاق نار من قبل عناصر تبين أنهم لم يتأثروا بالضربة الجوية.

وأوضح المسؤول أن الاشتباك أدى إلى إصابة 6 عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب بجروح خطيرة، و4 من عناصر القوات الخاصة الفرنسية، أحدهم كانت حالتة خطيرة وتعذر إخلاؤه من الموقع بسبب المواجهات، ما أدى إلى مقتله وإخلائه بعد عدة ساعات مع المصابين الفرنسيين باتجاه مقر القوات الفرنسية في أربيل بواسطة طائرة مروحية.

وأضاف أن قوة جهاز مكافحة الإرهاب مشطت موقع الحادث وعثرت على 4 مضافات لعناصر التنظيم دون العثور على أي عنصر.

وقال: "طبيعة الاشتباك بينت أن عناصر داعش كانوا خطرين ولديهم أسلحة متطورة مختلفة".

وكشف القائد العسكري العراقي أن أوامر صدرت من قيادة العمليات المشتركة العراقية بتكثيف الضربات الجوية في تلك المنطقة واستمرار العمليات البرية لمتابعة وملاحقة عناصر التنظيم وكشف المضافات الأخرى التابعة له.

من جهته، قال الخبير في الشأن العسكري العميد المتقاعد عدنان الكناني، لـ"العربي الجديد"، إن ما حدث بعمليات الإنزال في صحراء العيث يؤكد ما تشكله خلايا تنظيم داعش في المناطق الصحراوية من "خطورة عالية" على أمن المدن العراقية كافة.

وبين أن عناصر التنظيم ما زالوا يملكون القدرات القتالية والأسلحة المتطورة، وقال: "هذا يثير الكثير من المخاوف".

وأضاف الكناني أن العملية العسكرية أثبتت أن المناطق الصحراوية تضم المئات من عناصر داعش، ومضافات ومخابئ ما زالت سرية.

وأشار الخبير إلى أن القوات العراقية بحاجة لتطوير مهاراتها القتالية ومعداتها العسكرية على خلفية ما حدث في العملية.

وتتولى فرنسا، إلى جانب مشاركتها ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، مهام تدريب جنود عراقيين على القتال، وأعلنت عن دورة جديدة في يوليو/تموز الماضي، خلال زيارة أجراها وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان ليكورنو إلى بغداد.

وبحسب تصريحات ليكورنو حينها، أطلق على الدورة اسم "كتيبة الصحراء"، وتمتدّ لعامين، وتضم 80 مدرباً فرنسياً سيتناوبون "على تدريب ما يعادل 5 كتائب، أي 2100 عسكري عراقي".

ووفق "فرانس برس"، ينتشر حوالي 600 جندي فرنسي في المنطقة يعملون في إطار عملية "شامال"، الشقّ الفرنسي المشارك في التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الذي تأسس في عام 2014 لمحاربة تنظيم "داعش" في العراق وسورية. 

المساهمون