مسؤول إسرائيلي: العلاقات الأمنية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة لن تتأثر بهوية الرئيس

06 نوفمبر 2020
تميل النتائج الأولية حتى الساعة لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن (Getty)
+ الخط -

قال مسؤول القسم الأمني والسياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية، زوهر فالتي في مقابلة خاصة مع المحلّل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان، إن متانة العلاقات الأمنية والعسكرية بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الاحتلال لن تتأثر في حال فاز جو بايدن بالانتخابات، مضيفاً أن العلاقات الأمنية الحميمة بين الطرفين لن تتأثر بغض النظر عن هوية من "يجلس في البيت الأبيض".

وتأتي هذه التصريحات لتُلائم تقديرات إسرائيلية مختلفة في الأيام الأخيرة، استذكرت الالتزام العميق للحزب الديمقراطي الأميركي بأمن دولة الاحتلال، انعكس في إقرار الرئيس السابق باراك أوباما 38 مليار دولار، على مدار عشر سنوات، كمساعدات عسكرية أميركية لدولة الاحتلال، على الرغم من التوتر الذي شاب العلاقات بين أوباما ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. وبلغ أوجه عندما ألقى نتنياهو في مارس/آذار 2015 خطاباً في الكونغرس الأميركي ضد الاتفاق الدولي مع إيران، وشكّل أكبر تحدٍّ لأوباما في ذلك الوقت.

ووفقاً لفالتي، المسؤول عن الحوار الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة، في السنوات الأربع الأخيرة،  فإن الإدارة الأميركية المقبلة ستواصل جهود منع امتلاك إيران لقنبلة نووية، وأن التفوق العسكري الإسرائيلي سيستمر لعشرات السنين، وبحسبه فإنّ "العلاقات معهم أهم من أي حلف موقَّع، وهذا غير مرتبط بهذه الإدارة أو تلك".

ومع أن فالتي يؤكد أن إسرائيل حدّدت منذ 1981 عند ضرب المفاعل العراقي أنها ستفعل كل ما يلزم لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، إلا أنه أضاف أن "الإدارات الأميركية، من دون استثناء، ومنذ نهاية سنوات الـ80 بحزبيها، ومجلسيها النواب والشيوخ، كانت شريكاً دائماً لمبدأ منع وضع تصبح فيه إيران دولة نووية. فمن من منظورهم، هذا الأمر يعرّض للخطر قبل كل شيء، المصالح الاستراتيجية الأميركية. وقد تجلى هذا الفهم مثلاً أيضاً في القرار الأميركي من العام 2008، بشأن الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي، وهو ما يبثه الأميركيون لكلّ الدول في المنطقة، وقد أثمر ذلك نتائج مثل قرار الإمارات والبحرين الاعتراف رسمياً بإسرائيل. لقد ثبتت دول المنطقة حقيقة أن الولايات المتحدة ملتزمة بشكل لا هوادة فيه بأمن إسرائيل وأنها لن تسلم بإيران نووية".

ورأى فالتي ضرورة مواصلة العقوبات على إيران، مشيراً إلى أن إدارة أوباما كانت فرضت عقوبات شديدة قبل الاتجاه إلى الاتفاق النووي مع إيران. وأضاف أنه يؤمن بأن الولايات المتحدة ستواصل هذه العقوبات كجزء من التزامها بمنع حصول إيران على أسلحة نووية. وبحسبه، فإنه بغض النظر عن هوية الرئيس، سيواصل الأميركيون الضغط على كل دولة تريد بيع السلاح لإيران، ونحن في حوار استراتيجي متواصل معهم في هذه المسألة، على حدّ قوله.

ويحدّد فالتي مثلاً أن الشرق الأوسط لن يكون على رأس سلّم الإدارة الأميركية، لأنها تواجه مشاكل داخلية: كورونا، وأزمة اقتصادية وتوفير أماكن عمل. وفي السياسة الخارجية فإن مواجهة دول عظمى منافسة (الصين وروسيا) تسبق في أولويتها الأزمة الإقليمية عندنا". مع ذلك لا يستبعد، في حال تعاظم التهديد الإيراني على إسرائيل وتغيير الوضع القائم، أن يغيّر الأميركيون سلّم أولوياتهم. كل إدارة سيتم انتخابها ستقف إلى جانبنا.

وخلافاً لادعاءات إسرائيلية سابقة بشأن تقدم إيران في جهودها النووية، فإن فالتي يرى أنه لا تزال أمامهم طريق طويلة لقطعها، قائلاً: "إذا لم ينجحوا هذا العام، فسيحاولون تحقيق الاختراق بعد عامين، لكنهم يتنازلون عن هدفهم الاستراتيجي - الوصول إلى السلاح النووي. لذلك يحظر التنازل أو التهاون، نحن نفحص كل يوم، أين وصلت إيران في جهودها في المجال النووي وما هو وضعها الاقتصادي، ووضع جائحة كورونا ومدى انتشارها، ونفحص مسألة تصدير النفط، ونتابع دولة لها نشاط تجاري مع إيران، هذه العناصر مجتمعة تؤثر على نشاطهم ومجهودهم للوصول إلى القنبلة النووية".

ومع تأكيده أن التفوق العسكري الإسرائيلي سيستمر لعشرات السنين، كشف فالتي عن أنه في اللحظة "التي وصل فيها وزير الأمن بني غانتس إلى واشنطن، (قبل نحو ثلاثة أسابيع) ووقّع رسمياً على قائمة طلبات إسرائيل لتعويضها عن الصفقة الإماراتية، يمكن القول إن إسرائيل ستكون قادرة على إتمام كافة مهامها في مواجهة التهديدات بشكل مستقل وجيد. انظر ماذا حدث هنا، فعشية انتخابات في الولايات المتحدة، قرّرت الإدارة الأميركية - بموافقة الحزبين - الاستجابة لكافة طلبات إسرائيل وسط التزام بمنحنا دعماً استراتيجياً".

وكشف المسؤول الإسرائيلي عن حقيقة وجود آلية تنسيق وتعاون خاصة مع الأميركيين يُطلق عليها "دي بي آي جي"، "حيث يجلس قبالتنا نائب وزير الدفاع الأميركي ومعه رئيس القسم الاستراتيجي ودائرة ثالثة من الجيش وملحق الجيش في واشنطن. هذه هيئة دائمة تعمل على مر السنين. وعندما يكون هناك مقترح لبيع سلاح متطور لدولة عربية، فإن هذه المنظومة تعرف كيف تواجه تحديات من هذا النوع".

إلى ذلك، كشف زوهر فالتي عن أنه إلى حين تسلُّم الإماراتيين مقاتلات "أف-35"، تعهد لنا الأميركيون بمواصلة تزويدنا مستقبلاً بكل سلاح جديد مثل مقاتلات أف-35"، منوهاً بأن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك هذه المقاتلات".

وكرّر المسؤول الإسرائيلي القول إنه توجد بين إسرائيل ودول الخليج، ومنذ عشرات السنين، شبكة علاقات معينة، وإن أكثر الأشخاص معرفة، هم الفاعلون في هذا المضمار مثل الشيخ محمد بن زايد، وبحسب تقديري فإن الحديث هو أننا أناس جديون للغاية، والدول لا تقرّر صنع سلام مع إسرائيل على أساس مركب واحد فقط".

كما أكد الأهمية الاستراتيجية لاتفاقيات التحالف والتطبيع الأخيرة، ومساهمة هذه الاتفاقيات في تعزيز المكانة الاستراتيجية لإسرائيل في المنطقة، والبعد التاريخي لهذه الاتفاقيات في تعزيز وجود إسرائيل في المنطقة، زاعماً بأنها تعزز المعتدلين السنّة، وتعزز مكانة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مصر، وعلاقاتنا مع الأردن.

ولفت إلى أن إدارتي أوباما وترامب سمعتا منا مدى أهمية تعزيز نظام السيسي في مصر لاستقرار المنطقة، مقابل في حال "لا سمح الله" (التعبير في الأصل) صعد الإخوان المسلمون للحكم من جديد، وفق قوله.

ويرى رئيس القسم الأمني والسياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية، أن كل إدارة ترغب بأن تكون لها خطتها لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مع ذلك فهو يقدر بأن الإدارة القادمة، وبفعل اعتبارات وضرورات داخلية، ستضع جانباً بعض الملفات والقضايا، ومن بينها الموضوع الفلسطيني لمرحلة لاحقة.

المساهمون