أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لم تسمه، بأن الولايات المتحدة الأميركية تطلع إسرائيل على التطورات المتعلقة بمفاوضاتها مع إيران بشأن الملف النووي، بما في ذلك "المحادثات السرية" التي أجرتها واشنطن مع طهران في سلطنة عُمان الشهر الماضي.
وأوضح المسؤول أن إسرائيل لم تتخذ بعد موقفاً واضحاً بشأن التفاهمات التي تشّكلت في المحادثات، ولا تعمل على إفشالها، مؤكداً "وجود حوار مفتوح وشامل بيننا وبين الأميركيين.. إسرائيل لم تُفاجأ من التقارير الأخيرة بشأن النووي (الإيراني)، وتحافظ على اتصال دائم مع الجانب الأميركي".
وبحسب الصحيفة، فإن لقاء وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم أمس الخميس، مع وزير الدفاع الأميركي، ركز على الملف الإيراني، كما أشارت إلى محادثات أجراها رئيس الحكومة الإسرائيلية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبل نحو أسبوع بهذا الشأن، وذلك في أعقاب انتهاء زيارة الأخير إلى السعودية.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن تل أبيب لم تحدد موقفاً واضحاً بعد من المفاوضات، وإنها تجري دراسة للموضوع من أجل صياغة قرار بشأن الرد على التفاهمات.
ولم تعرب إسرائيل بعد عن انتقاد مباشر للمحادثات التي أجرتها الإدارة الأميركية، لكنها اكتفت بالحديث عن استقلالية عملها، وهذا ما عاد المسؤول الإسرائيلي لتأكيده في حديث مع "هآرتس" بقوله: "نحن نؤكد في جميع الأحوال بأن التفاهمات لا تلزمنا، وسنحافظ على حرية التصرف لحماية مصالحنا".
ودحض المسؤول الإسرائيلي بشكل جارف الادّعاء بأن مسؤولين في إسرائيل سرّبوا معلومات بشأن المحادثات (بين واشنطن وطهران) بهدف تخريبها، قائلاً إنه لا أساس لها من الصحة.
وأضاف: "الادعاء وكأنه كانت ثمة تسريبات إسرائيلية مقصودة تهدف إلى إفشال التفاهمات بين إيران والولايات المتحدة هو ادعاء كاذب. إسرائيل لديها تساؤلات وحتى مخاوف في القضية، ونحن نقول هذا للأميركيين في اتصالاتنا المفتوحة معهم".
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة لن تعلن عن التفاهمات مع إيران على أنها "اتفاق"، وذلك لتجنّب مناقشتها والتصويت عليها في الكونغرس الأميركي، كما تتطلب الاتفاقيات الدولية.
لبيد يدعو نتنياهو لـ"فعل كل شيء" لتجنب التوقيع على الاتفاق
من جانبه، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يئير لبيد عبر حسابه على "تويتر": "بغض النظر عن التسميات، فإن ما تقترب الولايات المتحدة وإيران من التوقيع عليه هو اتفاق نووي".
وأضاف: "هذا بالضبط نفس الاتفاق النووي الذي حاولوا الترويج له في فترة حكومة التغيير (الحكومة الإسرائيلية السابقة التي تناوب عليها لبيد ونفتالي بينت)"، وتمكنا من منعه من خلال عمل هادئ ومكثّف أمام الإدارة الأميركية.
وتابع لبيد: "في حال التوقيع على هذه الاتفاقية الآن، فهذا فشل ذريع للحكومة. بسبب الانقلاب، إذ فقد نتنياهو الإصغاء الأميركي والقدرة على التأثير لوقف اتفاقية سيئة وخطيرة.. عليه أن يعلن إلغاء الانقلاب، وأن يطير إلى واشنطن ويفعل كل شيء لكي لا يُوقّع الاتفاق. وكما في الماضي، نحن سنتجنّد للمساعدة أيضاً من مكاننا في المعارضة".