قالت مصادر عراقية مطلعة في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن مسؤولين إيرانيين في "فيلق القدس"، الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني، أجروا أول من أمس السبت، زيارة إلى العراق ومن ثم سورية، التقوا فيها بقيادات وزعماء فصائل مسلحة حليفة لطهران، دون معرفة ما تم بحثه خلال الزيارة.
ويأتي الكشف عن الزيارة بعد أيام قليلة من اجتماع عقده وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى بغداد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الخميس الماضي، تركز على العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة التي ينفذها الاحتلال في غزة.
واليوم الاثنين، قالت مصادر قريبة من "الحشد الشعبي"، في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن ثلاثة مسؤولين في "فيلق القدس"، الإيراني، أجروا لقاءات مع قيادات بفصائل مسلحة قبل أن يغادروا برا إلى سورية.
وأكد أحدهم، أن "اللقاءات كانت مع قادة مليشيات "النجباء"، أكرم الكعبي، و"عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، وهادي العامري، زعيم مليشيا "بدر"، لافتا إلى أن "التركيز كان على الأوضاع الحالية في غزة، وإمكانية تفجر الجبهة الجنوبية اللبنانية مع حزب الله، ودور المقاومة الإسلامية في العراق"، على حد تعبيره
وأكد مصدر آخر المعلومة ذاتها، مبينا أن المسؤولين الإيرانيين كانوا في طريقهم إلى سورية عبر العراق برا، متحدثا عن "أهمية تنسيق الجهود وأن يكون الرد موحدا، في حال اتسعت دائرة المواجهات الحالية إلى لبنان".
ونفى لـ"العربي الجديد"، انتقال فصائل من العراق إلى سورية، مشيرًا إلى أن "هناك فصائل عراقية موجودة في سورية لقتال الإرهاب وستكون سريعة الانتقال والتحرك عند الحاجة"، على حد تعبيره.
وبالعادة لا يصدر عن الأجنحة الإعلامية للفصائل العراقية، بيانات تتحدث عن لقاءات بالمسؤولين الإيرانيين خلال زياراتهم الى العراق.
قرار الفصائل العراقية بيد طهران
الخبير بالشأن الأمني والضابط المتقاعد في الجيش العراقي، كمال عفات الجبوري، قال لـ"العربي الجديد"، إن "قرار الفصائل العراقية بيد طهران، فيما يتعلق بالدخول على خط المواجهة، وأي تدخل منها، سيعني أنه تدخلا إيرانيا عسكريا".
وأضاف "لغاية الآن، تسعى إيران إلى إبقاء الفصائل بحالة من التأهب تحسبا لأي تغيير في مجريات الأزمة على مستوى لبنان وسورية والعراق، لذا قد تكون زيارة المسؤولين العسكريين الإيرانيين من ضمن مساعي طهران لإبقاء حلفائها من قادة تلك الفصائل على علم بآخر التطورات".
ولفت إلى أن سلسلة التهديدات التي أطلقتها فصائل عراقية مسلحة "ضمن نهج معتاد منها، ولم تأت بشيء جديد مختلف، رغم استمرار المجازر في غزة، ما يعني أن جميع قادة الفصائل بانتظار قرار إيران"، وفقا لقوله.
والخميس الماضي، هددت جماعة "كتائب حزب الله"، بقصف القواعد الأميركية، في حال تدخلت واشنطن بالهجوم على غزة، وذلك في ثاني تهديد من نوعه تطلقه الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، بعد تصريحات مماثلة لزعيم تحالف "الفتح"، وقائد "منظمة بدر"، المسلحة هادي العامري.
وقالت الجماعة التي تصنف على أنها الأكثر ارتباطا بفيلق القدس الإيراني، في بيان إن "الواجب الشرعي يحتم وجودنا في الميدان، ولدفع شرور الأعداء عن أمتنا، وأهلنا في غزة، وسائر الأراضي المحتلة، بل ودفع الأذى عن المستضعفين، وعليه فإن صواريخنا، ومسيراتنا، وقواتنا الخاصة، على أهبة الاستعداد، لتوجيه الضربات النوعية للعدو الأميركي في قواعده، وتعطيل مصالحه، إذا ما تدّخل في هذه المعركة"، وفقا لما جاء في البيان الذي نقلته وسائل إعلام محلية عراقية.
فيما أصدر كل من زعيم مليشيا "النجباء"، أكرم الكعبي، وزعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، وزعيم مليشيا "بدر"، هادي العامري، بيانات وتصريحات مختلفة ومتفقة في مضمونها، هددوا فيها بالتدخل واستهداف مصالح أميركية في العراق بحال ما وصفوه "تدخل أميركي مباشر"، مع الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة.