مزيد من الانشقاقات والاستقالات في حزب عمران خان

02 يونيو 2023
يضيف الخناق أكثر على عمران خان (فاروق نعيم/فرانس برس)
+ الخط -

تتواصل موجة استقالات قيادات وأنصار حزب "حركة الإنصاف" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، حيث أعلن وزير الدفاع السابق وأحد مؤسسي الحزب برويز ختك، أمس الخميس، استقالته من منصبه في الحزب، بينما اعتقلت الشرطة نائب رئيس الحزب ورئيس الوزراء السابق برويز إلهي في مدينة لاهور في قضية فساد.

وقال ختك، في مؤتمر صحافي مقتضب في مدينة بشاور شمال غرب باكستان، إنه بعد التشاور مع عدد من السياسيين والتفكير قرر أن يترك العمل السياسي في حزب خان. كما أكد ختك، الذي كان حاكم إقليم خيبر بختونخوا سابقا، أنه يدين بشدة ما حصل في التاسع من شهر مايو/ أيار الماضي من مداهمة مقرات الجيش والشرطة والأمن، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، داعياً إلى "مقاضاة من شارك في أعمال الشغب التي تلت اعتقال الأمن لخان".

ولا تقتصر أزمة حزب خان على حملة الاعتقالات التي تشنّها السلطات ضد قيادات "حركة الإنصاف"، إذ بموازاتها، أعلن في السابق أكثر من 35 قيادياً في الحزب، بينهم وزراء سابقون ونواب في البرلمان، وقياديون بارزون، الانفصال عن رئيس الوزراء السابق.

وكان لافتاً في هذا السياق أيضاً إفراج السلطات عن كل من قرّر الابتعاد عن خان مقابل إبقاء من اختاروا الوقوف إلى جانبه، وعدم التخلي عنه. وعزّز ذلك من مصداقية الاتهامات التي وجّهها خان إلى الحكومة، وإلى المؤسسة العسكرية بممارسة الضغوط على أعضاء الحزب للابتعاد عنه.

وكان ختك، وهو القيادي الأهم في حزب عمران خان، وكان معروفا بالوساطة بين "حركة الإنصاف" والجهات السياسية والعسكرية، كما بات عضو لجنة التفاوض مع الحكومة، قد اجتمع قبيل المؤتمر برئيس البرلمان السابق والقيادي في حزب عمران خان أسد قيصر، إلا أن الأخير لم يعلن شيئا بعد ذلك، لكن المراقبين يتوقعون أنه قد يتخذ خطوة مماثلة.

وكان خان قد أكد في بيان مقتضب له، قبيل إعلان ختك، أن الاستخبارات العسكرية طلبت من حزبه أن يرسل قياديين للتفاوض معها، وعندما ذهب ختك وقيصر طلب منهما الانفصال عن "حركة الإنصاف"، وأبقتهما معتقلين في المنزل الذي دُعيا إليه.

وبعد ذلك البيان بساعات، أعلن ختك تركه للعمل السياسي في حزب عمران خان. كذلك، أعلن عثمان بزدار، الحاكم السابق لإقليم البنجاب كبرى الأقاليم الباكستانية، وهو أحد المقربين لعمران خان، الانفصال عن "حركة الإنصاف" وترك النشاط السياسي بشكل كامل.

وقال بزدار، في مؤتمر صحافي في مدينة لاهور اليوم، إنه يواجه ملفات قضائية وملاحقات أمنية منذ فترة وحتى قبل أحداث التاسع من مايو، وبالتالي قرر التوقف عن ممارسة أي نشاط سياسي.

وكان بعض قادة حزب عمران خان قد أعلنوا انفصالهم عن حزب خان أو ترك السياسة بشكل كامل، منهم أسد عمر الأمين العام للحزب، ووزير العدل والناطق باسم "حركة الإنصاف" فواد شودري، وغيرهم من رموز الحزب ومن الوزراء السابقين ونواب البرلمان من حزب خان.

وكان شودري قد التقى قبل يومين، برفقة عدد من قادة المنفصلين عن حزب خان، نائب زعيم الحزب، وهو وزير الخارجية السابق شاه محمود قرشي في سجن أدياله الذي يعتقل فيه، دون أن يتم الإفصاح عن القضايا التي ناقشوها معه.

وقال عمران خان، في البيان الأخير، إن المؤسسة العسكرية قد أرسلتهم إلى قريشي كي يقنعوه بالانفصال عن "حركة الإنصاف" مقابل الإفراج عنه، لكنه رفض ذلك.

يشار إلى أن التاسع من شهر مايو وصفه مجلس الأمن الوطني الباكستاني بـ"اليوم الأسود في تاريخ باكستان"، إذ قام محتجون غاضبون من أنصار خان بمداهمة مقرات الجيش والاستخبارات وتدمير وإحراق بعضها، بينما يعتبر خان ذلك مؤامرة ضد حزبه، داعيا إلى إجراء تحقيقات نزيهة في القضية.

المساهمون