استمع إلى الملخص
- يهدف المرسوم إلى شغل الضباط العمداء والسامين وظائف عليا في القطاعات الاستراتيجية، مع بقاء تبعيتهم لوزارة الدفاع الوطني واستمرار رواتبهم وفق النظام العسكري.
- أثار المرسوم جدلاً حول دوافع عسكرة الوظائف الحيوية، وسط مخاوف من زيادة تمركز المؤسسة العسكرية في القطاعات الإدارية والاقتصادية.
أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الأحد، مرسوماً رئاسياً يسمح بعسكرة بعض المناصب والوظائف المدنية، ويحدد شروط وكيفية إحالة المستخدمين العسكريين العاملين والمتعاقدين إلى وضعية انتداب لدى الإدارات المدنية العمومية في الجزائر. وينص المرسوم الجديد على أنه "يتم انتداب الضباط العمداء والضباط السامين لشغل بعض الوظائف العليا في الدولة ضمن القطاعات الاستراتيجية والحساسة من حيث السيادة والمصالح الحيوية للبلاد".
ويسمح المرسوم، الذي نُشر في الجريدة الرسمية، بانتداب العسكريين في الوظائف المدنية لمدة أقصاها ثلاث سنوات ويمكن تجديدها بمقرر خاص، على أن يتم إنهاء الانتداب تلقائياً بعد انقضاء فترة الانتداب أو بمبادرة من وزير الدفاع الوطني أو من السلطة المسؤولة عن الإدارة المدنية العمومية بالتنسيق مع وزير الدفاع الوطني خلال فترة الانتداب، أو بناءً على طلب المستخدم العسكري. ويُنتدب العسكريون في منصب عمل يتوافق مع رتبهم على أن تبقى تبعيتهم إلى وزارة الدفاع الوطني التي تستمر في تسيير مسارهم المهني، كما يبقون خاضعين لمجموع الواجبات القانونية الأساسية التي تحكم حالة العسكري ويتقاضون رواتبهم وفق النظام العسكري. وسبق لتبون أن قام بتعيين مسؤولين عسكريين، أو عسكريين متقاعدين لإدارة مؤسسات حيوية، كشركة الاتصالات ومطار الجزائر الدولي والجمارك.
وساد جدل واسع في الأوساط الجزائرية عقب صدور المرسوم حول دوافع التوجه نحو "عسكرة" الوظائف والمناصب الحيوية والإدارات العمومية، وما إذا كان الأمر مرتبطاً بفرض مزيد من الصرامة في إدارة بعض القطاعات والإدارات، وهل سيبقى محدوداً ضمن نطاق القطاعات التي تدخل ضمن الأبعاد الشاملة للأمن القومي، أم أنه قد يتوسع لاحقاً إلى وظائف مدنية وإدارية متوسطة الأهمية.
ويعتقد مراقبون أن المرسوم الرئاسي الجديد سيوفر إطاراً مبكراً لوزارة الدفاع الوطني، التي حازت في موازنة العام الجاري خمس الموازنة العامة بـ20 مليار دولار، لتصريف وتوظيف الكوادر والإطارات العسكرية التي بدأت تتخرج من مدارس "أشبال الأمة" التي أنشأتها وزارة الدفاع عام 2008. لكن هذه الخطوة الجديدة قد تثير مخاوف جدية عند البعض من زيادة تمركز المؤسسة العسكرية أكثر في كل القطاعات والمجالات الإدارية و الاقتصادية، على غرار نماذج عربية أخرى مثل مصر، رغم أنها تجارب أثبتت فشلها.