مرجعيات القدس ترفض محاولات الاحتلال إغلاق مصلى باب الرحمة

30 يونيو 2023
كثّفت شرطة الاحتلال من عدوانها على مصلى باب الرحمة (تويتر)
+ الخط -

رفضت المرجعيات الدينية في مدينة القدس المحتلة، اليوم الجمعة، التصعيد الإسرائيلي الجديد ضد المسجد الأقصى ومصلياته، خاصة بعدما طلبت شرطة الاحتلال من محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس إغلاق مصلى باب الرحمة؛ بحجة أنه يشكل نقطة استراتيجية لمنظمات فلسطينية.

وحذرت مرجعيات فلسطينية ونشطاء مقدسيون من مغبة استمرار هذه السياسة التي يسعى الاحتلال من خلالها لفرض أمر واقع وانتزاع هذه النقطة الاستراتيجية وتحويلها مستقبلاً إلى مزار للمستوطنين والأجانب في طريق بناء الهيكل المزعوم.

وشدد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، في حديث لـ"العربي الجديد"، على رفض الهيئة هذا التوجه. وقال إنه "ينذر بتصعيد خطير بحق المسجد الأقصى".

وأشار صبري إلى أنّ شرطة الاحتلال كثّفت من عدوانها على المصلى واستهداف المصلين والاعتداء عليهم، كما حدث في أول أيام عيد الأضحى، حين اقتحمت المصلى، واعتدت على عدد من الشبان قبل اعتقالهم.

وقال إنّ "المسلمين أبناء الشعب الفلسطيني لن يسمحوا بما تخطط له سلطات الاحتلال، وسيدافعون عنه ليبقى مفتوحاً ومكاناً للعبادة، وجزءاً أصيلاً من المسجد الأقصى".

وفي خطبة اليوم الجمعة، قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ إسماعيل نواهضة إنّ "مصلى الرحمة مثله مثل سائر المصليات هو جزء من المسجد، ولا يخضع لأي مساومة أبداً".

ووقّع نائب المفتش العام لشرطة الاحتلال على الطلب الذي قدّم لمحكمة الصلح قبل يومين، وفيه تطلب الشرطة إغلاق المصلى بما فيه مكتب الأوقاف الإسلامية بداخله.

وكانت المحكمة قد رفضت قرار الإغلاق التام في سنوات سابقة، وقررت تقليص الفعاليات والوجود في المصلى. وبعد انتهاء مدة صلاحية القرار عادت شرطة الاحتلال وقدمت طلباً لتجديد الإجراءات.

وجاء في ادعاء شرطة الاحتلال أنه "على أساس البنية التحتية الاستدلالية المتينة التي جرى تقديمها، فإنّ تمديد صلاحية القرار أمر ضروري، ويرجع ذلك إلى الخوف من حدوث نشاط للمقاومة في المكان الذي يستمر نقطة استراتيجية ذات صلة بالمنظمات الفلسطينية"، بحسب زعمها. 

كما أشارت شرطة الاحتلال إلى ما وصفتها "الاضطرابات" واسعة النطاق التي شهدتها المنطقة خلال شهر رمضان هذا العام. وادعت في طلبها غير العادي أنّ منظمة فلسطينية تتخذ من المصلى معقلاً لها.

وقالت: "عدم إصدار الأمر قد يشكّل خطراً أمنياً، وقد يتسبب عدم إصداره بضرر لا يمكن إصلاحه".

من جانبه، زعم المفتش العام لشرطة الاحتلال يعقوب شبتاي، أنّ أي نشاط للمقاومة الفلسطينية يعني تهديداً لأمن المستوطنين، وأن المعلومات السرية تثبت وجود دليل لبنية تحتية قد تسمح لحركة حماس بتأسيس وتعزيز نشاطها في القدس بشكل عام، وفي المسجد الأقصى بشكل خاص.

يذكر أنّ مصلى باب الرحمة يتعرّض يومياً لاقتحامات شرطة الاحتلال، تتخللها مصادرة مقتنيات، وقطع الكهرباء والماء.