- تم التوصل إلى اتفاق في مارس 2023 بين غروسي ومحمد إسلامي يشمل خريطة طريق لحل الخلافات، مع التزامات بالتعاون والشفافية وتقديم المعلومات لتفعيل المزيد من أنشطة التحقق والمراقبة.
- محمد إسلامي أعرب عن أمله في عمل الوكالة بشكل مستقل وأكد على التزام إيران بالتعاون ضمن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مشيرًا إلى أن المنشآت النووية الإيرانية تخضع لنسبة كبيرة من التفتيشات العالمية.
وصل مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى العاصمة الإيرانية طهران، ظهر اليوم الاثنين، على رأس وفد من الوكالة، حيث سيشارك في المؤتمر الدولي للعلوم والتقنيات النووية في أصفهان، وسيجري مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين، وفق ما أكده التلفزيون الإيراني.
وفي أعقاب لقائه وزيرَ الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونائبه علي باقري كني كبير المفاوضين الإيرانيين، ظهر اليوم، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تغريدة على "إكس" إنه "في طهران لعقد اجتماعات رفيعة المستوى اليوم".
وأضاف أنه اقترح "مجموعة من التدابير العملية الملموسة لتفعيل البيان المشترك الصادر في 4 مارس/آذار 2023 بهدف استعادة عملية بناء الثقة وزيادة الشفافية".
وأجرى غروسي، في 3 و4 مارس/آذار 2023 زيارة إلى طهران توجت باتفاق مع محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على خريطة طريق لحل الخلافات بين الطرفين، لكن الاتفاق لم ينجح في إنهاء الخلافات بين الطرفين.
وتضمن الاتفاق السابق بين إيران وغروسي ثلاثة بنود؛ الأول أكد أنّ التعامل بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران "سيبنى على روح التعاون مع مراعاة جميع صلاحيات الوكالة والحقوق والتعهدات للجمهورية الإسلامية الإيرانية، على أساس اتفاق الضمانات" الملحق بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، فيما نص البند الثاني على أنّ "إيران على استعداد لاستمرار التعاون وتقديم المعلومات ومنح المزيد من الوصول إلى المعلومات لأجل معالجة هذه القضايا" الخلافية، بينما أكد البند الثالث من البيان أنّ "إيران ستمسح للوكالة طوعاً بتنفيذ المزيد من أنشطة التحقق والمراقبة عندما تقتضي الحاجة"، مشيراً إلى أنّ "الطرفين سيتفقان على طريقة تنفيذ ذلك خلال اجتماع فني سينعقد قريباً في طهران".
وفي كلمة خلال المؤتمر الدولي الأول للعلوم والتقنيات النووية في أصفهان، اليوم الاثنين، أعرب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، عن أمله في أن تمارس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دورها "بصورة مستقلة وبعيداً عن النفوذ والضغوط السياسية". وقال إسلامي إن التعاون مع الوكالة في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ضمن استراتيجيات منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، مؤكداً أن المنشآت النووية الإيرانية تخضع لـ22 في المائة من إجمالي عمليات تفتيش الوكالة في العالم.
واعتبر إسلامي أن "هذا الحجم من التفتيش غير مسبوق في أي بلد طوال التاريخ"، معرباً عن أمله في أن ينظم مؤتمر العلوم والتقنيات النووية كل عامين مرة واحدة، مشيراً إلى أن بلاده ستفتتح خلال الشهرين المقبلين أول مركز دولي للتعليم النووي في أصفهان لتحويله إلى قطب مؤثر في توفير الموارد البشرية لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية حالاً ومستقبلاً.
وشدد إسلامي أن طهران كبقية أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصدد توسيع التقنية النووية وأنها تهدف إلى رفع إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية إلى 20 ألف ميغاواط.
وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي قد قال، الأربعاء الماضي، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية الأسبوعي، إنه سيلتقي غروسي، معرباً عن ثقته في "رفع الغموض والإبهامات" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مواقع مشبوهة بممارسة أنشطة نووية فيها، لافتاً إلى استمرار الخلافات بشأن موقعين سبق أن أعلنت الوكالة الدولية العثور على مواد نووية فيهما، وقال إن المباحثات جارية بشأنهما.
وتُعدّ قضية التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ثلاثة مواقع إيرانية كانت قد أعلنت أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب، إحدى أهم نقاط الخلاف بين الطرفين. وتوصل الطرفان عدة مرات إلى تفاهمات لحل هذا الملف، لكنهما أخفقا في ذلك، وتحولت قضية المواقع الثلاثة إلى إحدى العقبات أمام الاتفاق في المفاوضات النووية المتوقفة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد قال، الشهر الماضي، إن الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة النووية الإيرانية، مبرزاً أن "استخدامنا التقنية النووية سلمي". وأضاف رئيسي، في كلمة خلال افتتاحية معرض "إكسبو 2024" في طهران، أن رفض بلاده الأسلحة النووية وعدم إعطائها مكاناً في عقيدتها النووية يعودان إلى فتوى للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بحظرها، و"ليس بسبب حظرها دولياً ومن قبل الوكالة" الدولية للطاقة الذرية.