مدير "سي أي إيه": حرب غزة ذكرت واشنطن بتعقيدات خياراتها في الشرق الأوسط

31 يناير 2024
بيرنز: مفتاح الحل هو من خلال التعامل مع إيران (Getty)
+ الخط -

قال مدير وكالة المخابرات الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز، الثلاثاء، إنّ العملية التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والحرب التي تلتها، كانت بمثابة تذكير "مؤلم" للولايات المتحدة بتعقيدات الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يطرحها عليها.

وفي مقال طويل له نُشر على مجلة "فورين أفيرز" الصادرة عن المجلس الأميركي للشؤون الخارجية، استعرض بيرنز التحديات التي تواجها الولايات المتحدة في الوقت الراهن، وتاريخ التعامل معها أمنياً ودبلوماسياً.

وفي حديثه عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أوضح مدير "سي آي إيه" أنه لم يشهد طيلة عمله في الشرق الأوسط لمدة أربعة عقود وضعاً معقداً ومتشابكاً على غرار ما يحصل الآن، مضيفاً أن "إنهاء إسرائيل عمليتها البرية في غزة، وتلبية احتياجات المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون، ومنع توسع الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة، والمباحثات حول اليوم التالي من الحرب، تمثل مشاكل صعبة للغاية".

وأكد بيرنز أن إحياء الأمل في سلام دائم يضمن "أمن إسرائيل وإنشاء دولة فلسطينية"، والاستفادة من الفرص التاريخية للتطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى، كلها مسائل يصعب تصورها وسط هذا الوضع المعقد.

بيرنز: الولايات المتحدة لم تعد كما في السابق تمثل القوة العظمى الوحيدة في العالم

وفي محاولة لوضع تصور أولي حول سُبل التعامل مع هذه "الأزمة المعقدة"، شدد مدير وكالة المخابرات الأميركية على أن "مفتاح الحل" هو من خلال التعامل مع إيران، والبحث عن آليات للتعامل مع سلاحها النووي.

وخصص بيرنز في مقاله شطراً كبيراً للحديث عن روسيا والصين، معتقداً أن الولايات المتحدة لم تعد كما في السابق تمثل القوة العظمى الوحيدة في العالم، قائلاً إنّ هذا يمثل "تحدياً جيوسياسياً مروعاً في عالم من المنافسة الإستراتيجية الشديدة"، مضيفاً أن هذا يجعل واشنطن حالياً في موقف شبيه بما كان يجري في الحرب الباردة، أو بعد أحداث "11 سبتمبر".

وفي محاولة لتفسير هذه الأزمة التي تواجهها الولايات المتحدة، أوضح بيرنز أن دول جنوب العالم لم تعد تعتمد على علاقات أحادية مع الولايات المتحدة أو الصين، وترى في هذا النمط "فائدة قليلة ومخاطر كثيرة"، ولهذا تعمل على "تبني علاقات جيوسياسية مفتوحة مع الجميع".

وعن عمل جهازه، أكد مدير "سي آي إيه" أنه في وسط عالم تركز فيه الصين وروسيا على العمل "داخل دوائر صغيرة من المستشارين"، أصبحت النظرة الثاقبة لنوايا القادة أكثر أهمية وأكثر صعوبة من أي وقت مضى.

وأعرب عن اعتقاده بأنه "من المرجح أن يكون هذا العام هو الأصعب في ساحة المعركة في أوكرانيا، واختباراً لقدرتها وحلفائها على التحمل".

وفي ظل وضع معقد مثل هذا، يقول بيرنز إنّ هنالك "تحديات كبيرة تواجه وكالة المخابرات المركزية ومهنة الاستخبارات بأكملها، خصوصاً مع التحولات التكنولوجية الكبيرة أيضاً".

المساهمون