داهمت الشرطة الألمانية، صباح اليوم الجمعة، منازل ومحال تعود لأربعة أشخاص يعتقد أنهم على صلة بمنفذ اعتداء فيينا الذي وقع مساء الاثنين الماضي، وذهب ضحيته 5 أشخاص وأكثر من 20 جريحاً.
وذكرت الشرطة الفيدرالية، في تغريدة على "تويتر"، أن الضباط، بمن فيهم أعضاء وحدة مكافحة الإرهاب جي إس جي 9، فتشوا أماكن في أوسنابروك وكاسل ومقاطعة بينيبرغ.
وأصدر قضاة التحقيق في المحكمة الاتحادية قرارات التفتيش أمس الخميس، بعد أن قدمت السلطات القضائية النمساوية معلومات عن هؤلاء الأشخاص للسلطات الألمانية.
Anschlagsgeschehen in Wien
— Bundeskriminalamt (@bka) November 6, 2020
BKA-Kräfte durchsuchen seit heute Morgen im Auftrag des @GBA_b_BGH & mit Unterstützung von Polizeikräften aus NI, HE, SH sowie der BPol (GSG9) die Wohn-& Geschäftsräume von 4 nicht tatverdächtigen Personen in Osnabrück, Kassel sowie im Kreis Pinneberg. pic.twitter.com/KI4RTKWAaV
وحسب تغريدة مكتب الشرطة الجنائية الاتحادي فإنه لا توجد إلى غاية اللحظة أي اتهامات موجهة لهؤلاء الأشخاص. لكن هناك قناعة لدى المحققين أن المعتدي البالغ من العمر 20 عاماً ويدعى كوتيم فيض الله كان جزءاً من شبكة متطرفة تمتد إلى خارج النمسا، فيما أفاد الادعاء العام في مدينة كالسروه، بأن الهدف من العملية معرفة طبيعة علاقة هؤلاء مع منفذ اعتداء فيينا.
ووفقاً لشبكة "ايه ار دي"، فإن اثنين ممن شملتهم العملية الأمنية زارا منفذ اعتداء فيينا في شهر يوليو/ تموز وأقاما لعدة أيام في شقته، اعتمادا على معلومات السلطات النمساوية.
وأكد الادعاء العام الألماني أن اثنين من بين أربعة أفراد تم تفتيش منازلهم صباح اليوم في ألمانيا، التقيا بمنفذ اعتداء فيينا قبل أشهر قليلة في العاصمة النمساوية. وقال متحدث باسم الادعاء العام إن اللقاء حدث في يوليو/تموز الماضي، مضيفاً أن الشخص الثالث كان على اتصال بالجاني عبر الإنترنت، أما الرابع فكان على تواصل عبر الإنترنت مع الأفراد المتصلين بالجاني. وأوضح المتحدث أن الأربعة ليس مشتبهاً في تورطهم بالاعتداء، مشيراً إلى أن حملة التفتيش تهدف فقط إلى تحريز أدلة محتملة، مضيفا أنه لا يوجد اعتقالات في هذه الحملة.
وقال وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر، أمس الخميس، في فيينا - من دون الإدلاء بتفاصيل - إنه إلى جانب اعتقال اثنين في سويسرا، يُجرى اتخاذ إجراءات
وتجدر الإشارة إلى أن المهاجم الذي قتل من قبل الشرطة النمساوية فشل في العام 2018 بانضمام إلى تنظيم "داعش" في سورية والعراق واعتقل في تركيا وتمت إعادته فيما بعد إلى النمسا، حتى أن العديد من وسائل الأعلام تحدثت عن أنه عاش أثناء توقيفه في تركيا مع اثنين من الإسلاميين الألمان كانا يريدان أيضاً الانضمام إلى "داعش" ومن دون أن يتم التأكد ما إذا كان لذلك صلة بأي شكل من الأشكال مع مداهمات اليوم.
وكان وزير داخلية ألمانيا، هورست زيهوفر، صرح، أمس الخميس، بأن الإسلام ليس مقصوداً في حرب بلاده ضد الإرهاب وإنما المقصود هم المتطرفون. وحذر من أن ألمانيا قد تتعرض لهجوم إسلاموي في أي وقت، مؤكداً وجود صلات بين اعتداء فيينا وأشخاص في بلاده.
وفي الوقت نفسه حذر زيهوفر، المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي (البافاري)، من أن وضع التهديد في البلاد مرتفع، مشيراً إلى أن ألمانيا وقع فيها في هذا العام ثلاثة اعتداءات إسلاموية. وأضاف زيهوفر أمام البرلمان الألماني: "وضع التهديد لدينا في البلاد مرتفع، ويجب توقع حدوث هجوم عندنا في أي وقت".
ورأى زيهوفر أن هناك حاجة إلى التعاون في أوروبا وعلى المستوى الدولي لمكافحة الإرهاب، وقال إن هذا الموضوع سيلعب دوراً محورياً في لقاء وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في الثالث عشر من الشهر الجاري.
وفي شأن ذي صلة، دعا رئيس مكتب حماية الدستور الألماني، توماس هالدينفانغ، إلى توخي الحذر بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في فرنسا والنمسا.
وقال هالدينفانغ في مقابلة مع شبكة "أي أر دي" الألمانية، إن "علينا إلقاء نظرة فاحصة للغاية على التهديدات المعروفة لدينا، لأنه من المؤكد أن هناك أحدهم يفكر بتكرار هذه الهجمات"، ملمحاً إلى أن الخطر لا يزال قائماً وعلى السلطات الألمانية أخذ الحيطة والحذر.
وقال هالدينفانغ عن هجوم في فيينا: "يجب القيام بالمزيد من التحقيقات حول ما إذا كان هناك صلة بين الجاني في فيينا وأشخاص من تنظيم داعش في المنطقة العربية"، مشيراً إلى أنه يمكن ملاحظة أن "داعش" يحاول إعادة تنظيم نفسه.
وبينت الشبكة الإخبارية أن هناك حوالي 620 شخصاً أكثر تشدداً من أصل 2060 متطرفاً يهددون الأمن الداخلي، وسيكونون مستعدين لتنفيذ هجوم إرهابي خطير أو المشاركة فيه في ألمانيا.
وعاد إلى ألمانيا 300 مواطن شاركوا بالقتال في صفوف "داعش" في سورية والعراق، صنّف 109 منهم "خطرين".